لبنان ينتظر رد أنان عن اتصالاته في إسرائيل لاتخاذ «موقف» من الحصار الجوي والبحري

الخارجية اللبنانية لا تأمل في رفع قريب للحصار

TT

أعلن وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ، أمس، أن لبنان ينتظر ما ستتوصل اليه محادثات الامين العام للامم المتحدة، لاتخاذ قرار بشأن موضوع الحصار الاسرائيلي البحري والجوي، مشيراً الى «وعود أميركية ومساع من دول صديقة لرفع هذا الحصار».

وقال صلوخ في حديث أدلى به امس: «نظراً الى المحادثات التي جرت مع (الأمين العام للأمم المتحدة) السيد كوفي أنان، فانه بدا متفهماً للوضع اللبناني من جوانبه كافة. وقد صرح بوضوح بأن الجانب اللبناني ينفذ ما هو متوجب عليه. وسمعت تصريحاً له يتهم فيه اسرائيل بانتهاك القرار 1701، لأنها ما زالت تخرق الاجواء والمياه الاقليمية اللبنانية، كذلك ان وجودها على الاراضي اللبنانية يعتبر احتلالاً». وأضاف: «نحن في انتظار ما تتوصل اليه محادثات كوفي أنان في إسرائيل. وفي ضوء ما سيقدمه الى لبنان من جواب، ستتخذ الحكومة اللبنانية قراراً بشأن الحصار». وأشار الى «بوادر ووعود. ولا يمكننا ان نقول شيئاً قبل ان تترجم هذه الوعود الى حقائق. لقد تلقينا وعوداً من الادارة الاميركية وكوندوليزا رايس (وزيرة الخارجية الاميركية) والامين العام كوفي أنان. وهناك دول صديقة تجري محادثات من أجل رفع الحصار. ولكن لا يمكننا ان نقول شيئاً قبل ان تترجم هذه الوعود الى حقائق في القريب العاجل. وعلى الحكومة اللبنانية ان تأخذ قراراً». ولفت الى «اخبار عن رفع جزئي للحصار عن المطار منتصف الاسبوع الحالي»، مشدداً على «اننا لن نرضى بأي رفع جزئي، لأن الحصار يجب ان يرفع كلياً. وكان يجب ان يرفع في الدقيقة التي صدر فيها القرار 1701».

وكان صلوخ قد شارك امس في اجتماع للجنة الشؤون الخارجية وقدم شرحاً للنواب حول «الاحداث الأليمة التي عاشها لبنان حتى الساعة». وتطرق الى الاجتماعات والمؤتمرات والأبحاث التي جرت. وقال رئيس اللجنة النائب عبد اللطيف الزين: «استنتجنا من كل ذلك أننا اليوم قد بدأنا حرباً جديدة. اقولها بكل أسف، وكأن اسرائيل، رغم القرار 1701 ورغم مؤتمر وزراء خارجية الدول الاوروبية في بروكسل والموقفين الفرنسي والايطالي ورغم الاتصالات التي تجريها وزيرة الخارجية الاميركية التي لا تعمل إلا على طمأنة دولة الرئيس السنيورة ومن خلاله طمأنتنا جميعاً، واليوم (امس) إيهود أولمرت رئيس وزراء اسرائيل يقول للامين العام للامم المتحدة ان الحصار قائم، ولا يمكن التراجع عنه إلا بمباحثات مباشرة مع لبنان، كأن اسرائيل بهذا الموقف غير عابئة بالقرارات الدولية والمواقف الصادرة عن الجميع. وفي اختصار اقول ان الحصار المفروض على لبنان براً وبحراً وجواً ليس اسرائيلياً – وأتحمل مسوؤلية ما اقول – بل هو أميركي بكل معنى الكلمة. وفي انتظار موقف الحكومة اللبنانية على هذا الصعيد، سنرى ماذا سيحمل معه الأمين العام للامم المتحدة بعد زيارته لإسرائيل».

هذا، وعلمت «الشرق الاوسط» ان لجنة الشؤون الخارجية استمعت من الوزير صلوخ الى شرح مفصل للاتصالات التي اجرتها الحكومة اللبنانية ووزارة الخارجية لوقف العدوان الاسرائيلي الاخير على لبنان. وكشف صلوخ ان الاتصالات والمحادثات والاجتماعات التي عقدت لم تثمر «حتى الآن»، اي حل من شأنه فك الحصار التي تضربه اسرائيل على لبنان بحراً وجواً. وقال صلوخ – حسبما كشفته لـ«الشرق الاوسط» مصادر نيابية شاركت في الجلسة، ان اسرائيل «لا تريد حل المشاكل. واليوم فقط بدأت تتحدث عن تبادل الأسرى». وكشف ان لا أمل قريباً لفك الحصار المضروب على لبنان ولا جدية للوساطات الدولية في هذا. وذكرت المصادر نفسها أن النواب اعضاء اللجنة طرحوا اسئلة على صلوخ عن عمل الوزارة وعن المساعي التي قامت بها الحكومة لفك الحصار وطبيعة الاجراءات التي قامت بها على الحدود. وعزا الجميع التقصير الحاصل الى عجز الدبلوماسية اللبنانية عن التحرك في الخارج، وكذلك تقليص صلاحياتها وتضاربها بسبب الخلافات السياسية.