عباس: يجب وقف إطلاق الصواريخ لأنها تجلب لنا الدمار

مظاهرة تضم ألفي موظف تطالب بالرواتب وتهتف ضد حكومة «حماس»

TT

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن الشعب الفلسطيني يعاني الجوع وإنه لا بد من حل الضائقة التي يعانيها. وفي خطاب أمام حشد من الموظفين الذين تظاهروا أمام مقره امس الاربعاء في رام الله محتجين على عدم تلقيهم رواتبهم، قال عباس «لا يوجد أحد فيه عقل يستطيع أن ينكر ان شعبنا بكافة شرائحه جائع وعار، ولا يملك من قوت يومه شيئا، ولا يوجد عاقل مسؤول لا يرى المأساة الحقيقية التي يعيشها الشعب منذ اشهر طويلة ونحن نعرف ان هذه مأساة بدأت ولا تزال مستمرة ولابد من ايجاد حل لها».

ودعا عباس الى وقف اطلاق صواريخ على اسرائيل من قطاع غزة، في مواجهة مظاهرة الموظفين الذين كانوا يحتجون بشدة على تأخر صرف رواتبهم.

وقال «يجب علينا ان نفهم لماذا نحن محاصرون والاسباب التي تؤدي للحصار، وعلينا ان ننهي الحصار بكل الوسائل»، مؤكدا ان «ما يجري في غزة من اطلاق صواريخ او مواسير، يجب ان يتوقف لان لا مصلحة وطنية منها».

واضاف «اقول ايضا هذه المواسير او الصواريخ. وقلتها بصراحة منذ اليوم الاول، مضرة بمصالح شعبنا ولا تأتي لنا الا بالقتل والدمار»، مشيرا بذلك الى عمليات الثأر الاسرائيلية في قطاع غزة ردا على اطلاق الصواريخ. واكد عباس «يجب ان نرفع صوتنا عاليا لنقول للحق أنت حق وللباطل أنت باطل. من يقول الجوع لا الركوع هو لا يجوع. والذي يجوع هو الشعب». وشارك نحو ألفي موظف من العاملين في المؤسسات الحكومية الفلسطينية في المظاهرة هي الاكبر منذ بدء الاحتجاجات على تأخر صرف رواتبهم وصلت الى مقر عباس.

وقالت وكالة الصحافة الفرنسية ان المتظاهرين رددوا هتافات ضد الحكومة الحالية التي شكلتها حركة المقاومة الاسلامية (حماس) من بينها «هالحكومة الرشيدة.. خلتنا عالحديدة» و«كنا شعب الجبارين صرنا شعب الشحادين» و«يا ابو مازن بدنا حل».

ولم يتلق الموظفون العاملون في المؤسسات الحكومية الفلسطينية رواتبهم كاملةمنذ ان شكلت حركة حماس الحكومة الفلسطينية الحالية قبل ستة شهور.

واعلن متحدث باسم نقابة العاملين في المؤسسات الحكومة خلال المظاهرة البدء باضراب شامل ومفتوح، الأحد المقبل، في كل المؤسسات الحكومية الفلسطينية احتجاجا على تأخر صرف الرواتب. وقال المتحدث موجها حديثه الى عباس امام المتظاهرين «مضى نصف عام دون رواتب، وبعنا حليَّ زوجاتنا لنواصل العمل لكننا اصبحنا غير قادرين على ان نواصل، وجهنا رسائل عدة الى مجلس الوزراء والى المجلس التشريعي لكن دون جدوى وبدون افق واضح».

واضاف «لذلك جئنا نطالبك يا سيادة الرئيس بان تأخذ صلاحياتك القانونية والدستورية في حل قضيتنا». وحمل المتظاهرون صورا للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وتوجهوا الى ضريحه القريب، لقراءة الفاتحة قبل التوجه للقاء عباس. وقال تحسين يقين، 43 عاما، الموظف في وزارة التربية والتعليم انه توجه لقراءة الفاتحة على روح الرئيس ياسر عرفات «لانني اشعر بمأساة غيابه عنا اليوم». وقال لوكالة الصحافة الفرنسية «عرفات كان ساحرا ورغم ما تعرض له من حصار إلا ان رواتبنا لم تنقطع في عهده».اما رياض الفايد، 49 عاما، الذي يعمل في وزارة الشباب والرياضة، فقد قال «طوال السنوات الاولى للانتفاضة ورغم الحصار والقتل الذي لحق بنا لم تنقطع رواتبنا في عهد ابو عمار مثل ما هي عليه الامور في عهد ابو مازن وحكومة حماس اليوم». وقالت امل، 30 عاما، التي تعمل في وزارة المالية انها تشعر بـ«باليتم» منذ وفاة ياسر عرفات. واكدت «لن ننسى ابو عمار ولن يستطيع احد، لا حماس ولا ابو مازن ان يوفر لنا ما وفره الرئيس عرفات». من ناحيته، قال رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، إن الحكومة الفلسطينية تحتضن كافة موظفي السلطة، وتؤيد مطالبهم، مشدداً على حق المواطن الفلسطيني في حرية الرأي والتعبير والتظاهر السلمي، داعياً إلى توجيه المظاهرات إلى العنوان الحقيقي الذي يفرض الحصار على الشعب الفلسطيني.