دبلوماسيون: الوكالة الدولية للطاقة الذرية تؤكد عدم امتثال إيران لمطلب مجلس الأمن اليوم

طهران باشرت مرحلة جديدة من تخصيب اليورانيوم

TT

من المتوقع ان تؤكد الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم عدم تجاوب ايران مع طلب مجلس الامن بتوقفها عن تخصيب اليورانيوم. واكد دبلوماسيون مقربون من الوكالة الدولية أمس ان ايران باشرت مرحلة جديدة من تخصيب اليورانيوم قبل يومين، في تأكيد لرفضها الامتثال لقرار مجلس الامن رقم 1696. ولكن مع انتهاء المهلة التي حددها القرار الدولي لطهران لوقف تخصيب اليورانيوم، بدأ مسؤولون ايرانيون محاولات لحل الازمة النووية دبلوماسياً، مع تحديد موعد لقاء المفاوض الايراني الرئيسي في الملف النووي علي لاريجاني مع الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا الاسبوع المقبل في اوروبا.

وبينما ينتظر مجلس الامن تسلم تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية مساء اليوم، افاد دبلوماسيون مقربون من الوكالة ان ايران باشرت مرحلة جديدة من تخصيب اليورانيوم قبل يومين. وقال دبلوماسي في فيينا لوكالة «اسوشيتد برس» امس: «لقد وضعوا (الايرانيون) كميات صغيرة من غاز هكسافلورايد اليورانيوم الاسبوع الماضي» في اجهزة طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم. وذكر دبلوماسي اخر طلب عدم الكشف عن هويته ان كمية غاز هكسافلورايد اليورانيوم المستخدمة صغيرة جداً «واقل من عشرة كيلوغرامات». ويستخدم اليورانيوم المخصب لانتاج الوقود للمفاعلات النووية المدنية ولكن يمكن كذلك استخدامه لصناعة القنابل الذرية.

وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أمس أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتزم الكشف عن عملية التخصيب الجديدة التي تقوم بها ايران في تقريرها الصادر اليوم، مستشهدة بمسؤولين في واشنطن وعواصم اوروبية يراقبون الازمة الايرانية. وأضافت الصحيفة ان المسؤولين أكدوا أن العملية الجديدة تنطوي على تخصيب كميات صغيرة من اليورانيوم الى مستوى منخفض للغاية لا يمكن استخدامه في أسلحة نووية. وكانت ايران قد قالت انها لن توقف أنشطتها النووية التي تزعم أنها لا تهدف الا لتوليد الكهرباء. وقال وكيل وزارة الخارجية الاميركية نيكولاس بيرنز في مقابلة مع الصحيفة: «لم نر اي مؤشر على أن ايران تعتزم الالتزام بشرط مجلس الامن الدولي بتعليق برنامجها النووي». وأضاف: «اذا لم تلتزم بحلول (اليوم) واذا أكد تقرير وكالة الطاقة أن ايران تواصل جهودها لتخصيب اليورانيوم فستنتقل الولايات المتحدة الى مناقشة فرض عقوبات في الامم المتحدة ونتوقع اصدار قرار بفرض عقوبات».

وكرر مسؤولون ايرانيون، وبينهم الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، خلال الايام الاخيرة انهم لا يريدون وقف التخصيب الذي يعتبرونه حقا من حقوقهم لانتاج الطاقة النووية السلمية. وقد رفضوا في هذا الاطار عرضا من الدول الكبرى يتضمن تدابير تحفيزية للتعاون لا سيما في المجالات الاقتصادية في مقابل تعليق تخصيب اليورانيوم.

واكدت مصادر في الوكالة الدولية للطاقة الذرية لـ«الشرق الأوسط» ان التقرير الذي سترفعه الوكالة سيكون تقنياً، يعكس عدم تجاوب المسؤولين الايرانيين في الافصاح عن المعلومات التي تطلبها الوكالة. وكان مدير عام الوكالة محمد البرادعي كرر مجدداً ضرورة افساح مجال للتفاوض ومعالجة القضية دبلوماسياً حتى لا تتبع ايران النهج الذي اتخذته كوريا الشمالية التي طردت مفتشي الوكالة، معلنة خروجها من اتفاقية الحد من الانتشار النووي. ولكنه نبه ايران اثناء استقباله وفداً يابانياً ان العالم يجمع على رفض امتلاكها سلاحا نوويا. ولكن ايران واصلت جهودها للوصول الى حل دبلوماسي قبل فرض عقوبات محتملة عليها. وقالت وزارة الخارجية الصينية ان طهران وبكين اتفقتا في اجتماع أمس على الوصول الى حل دبلوماسي للمواجهة الدولية بشأن خطط طهران النووية. وأضافت الوزارة في بيان لها ان وزير الخارجية الصيني لي تشاو شينج التقى بنائب وزير الخارجية الايراني عباس أراغتشي في بكين. حيث «تبادل الجانبان الاراء بشأن التطورات في القضية النووية الايرانية وشددا على وجوب حلها بصورة صحيحة من خلال المفاوضات الدبلوماسية». ومن جهة أخرى، اعلن مسؤول ايراني امس ان علي لاريجاني سيلتقي خافيير سولانا الاسبوع المقبل في اوروبا. وقال المسؤول الذي لم تكشف وكالة الانباء الايرانية الطلابية اسمه: «هذا اللقاء يهدف الى اجراء محادثات تتعلق ببعض الالتباس وتحديد شروط المفاوضات بين ايران والقوى الكبرى (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا). وتابع: «يمكن التطرق خلال المفاوضات الى كل المسائل ومن ضمنها مسألة تعليق» التخصيب.

وذكرت وكالة الانباء الايرانية «مهر» ان رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية غلام رضا اغازاده سيزور موسكو الاسبوع المقبل للبحث في المسألة النووية.

ومن جهتها، اعربت فرنسا عن عدم رضاها على الرد الايراني حول العرض الدولي لها بينما تواصل روسيا والصين جهودهما لحل الازمة حول الملف النووي الايراني سلمياً. وصرح رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دو فيلبان أمس بأن رد ايران حول ملفها النووي «ليس مرضياً». وقال دو فيلبان خلال المؤتمر الرابع عشر للسفراء الفرنسيين: «الرد الذي اعطته ايران الاسبوع الماضي على عرض المجتمع الدولي ليس مرضياً ولاسيما بشأن ضرورة تعليق التخصيب». وأضاف: «في ظل هذا الوضع من المهم ان يبقى المجتمع الدولي موحداً وحازماً مع ابقاء امكانية الحوار مفتوحة».