الخارجية الأميركية: تقريع رسمي لرئيس أعلى هيئة مشرفة على «الحرة» و«سوا»

TT

أسفر تحقيق داخلي في الخارجية الأميركية عن توجيه تقريع رسمي لرئيس أعلى هيئة فدرالية مشرفة على الإعلام الاميركي الموجه للخارج وهي «مجلس أمناء البث» الذي يدخل في إطار عمله الإشراف على «صوت أميركا» وراديو «سوا» وتلفزيون «الحرة» ومحطات أخرى بلغات متعددة. وكانت «الشرق الأوسط» أول من كشف عن بدء هذا التحقيق قبل أكثر من عام. يشار إلى أن رئيس قناة الحرة بيرت كلاينمان أعلن استقالته في وقت سابق من العام الماضي عقب إطلاق التحقيق عن سير العمل في مجلس أمناء البث كما استقال بعد ذلك نورمان باتيز مسؤول الشرق الأوسط في مجلس أمناء البث وذكرا في استقالتيهما أنها جاءت لأسباب عائلية.

وأكدت مصادر «الشرق الأوسط» أن التحقيق الذي تولاه المفتش العام في وزارة الخارجية خلص إلى أن كينيث توملينسون رئيس مجلس أمناء البث ارتكب مخالفات إدارية ومالية وأساء استخدام سلطاته لمصلحته الشخصية، لكن لم يتم توجيه أي تهم جنائية إليه حتى الآن أو إلى أي من مساعديه. ونقلت الصحف الأميركية الكبرى عن مصادر أخرى معلومات عن أن توملينسون وظف أحد أصدقائه براتب وصل إلى ربع مليون دولار في السنة لأكثر من عامين ونصف العام، كما سخر وظيفته العامة في الأعمال الشخصية التي كان من ضمنها اشرافه على عمليات لسباق الخيول وإدارة اسطبلات لتربية خيول سماها بأسماء قادة أفغان من بينهم حامد كرزاي وأحمد شاه مسعود. وجاء من ضمن الاتهامات التي حواها تقرير المفتش العام وفقا لما سربه أعضاء كونغرس ديمقراطيون ان توملينسون استعان بموظفي الحكومة الأميركية في أداء أعمال خاصة به دفعت فواتيرها الخزينة العامة. وعلى ضوء هذه الأنباء طالب نواب ديمقراطيون بإقالة توملينسون من منصبه وكان على رأس المطالبين النائب الديمقراطي عن ولاية كاليفورنيا هاورد بيرمان الذي بعث برسالة للرئيس بوش قال فيها إنه قرأ خلاصة التحقيق وعلى الرئيس أن يتخذ قرارا بتصحيح الوضع.

ولم يتسن لـ«الشرق الأوسط» الحصول على معلومات موثقة عما تضمنه التقرير عن مخالفات تتعلق بالخدمة الإعلامية الناطقة بالعربية ممثلة براديو سوا وتلفزيون الحرة، كما لم يتسن الحصول من المسؤولين فيهما على تعليق عن التهم الموجه لتوملينسون ومدى تأثيرها على سير العمل في المحطتين. لكن مسؤولة في مؤسسة أمناء البث أجابت على اتصال لـ«الشرق الأوسط» بقولها إن توملينسون سبق أن وضح موقفه من هذه الاتهامات في تصريح مكتوب تضمن النص التالي: «إنني فخور بما أنجزته للبث الدولي الأميركي من محطات تلفزيونية موجهة إلى إيران والدور الذي لعبته في الحصول على تمويل لمحطات فضائية تلفزيونية إلى العالم العربي، وفخور بما فعلناه حتى الآن لإيصال البث إلى الشعب الأفغاني‏، وكان معروفا ومقبولا من الجميع ما قمت به بسبب أهمية الحرب الدائرة على الإرهاب».