سري لانكا: الجيش يخوض معارك ضارية لاستعادة ميناء استراتيجي

المقاتلون يهددون بالعودة للحرب.. ومراقبو الهدنة ينتقدون الجانبين

TT

كولومبو ـ رويترز: خاض الجيش السري لانكي معارك ضارية الليلة قبل الماضية بهدف الاستيلاء على بلدة يسيطر عليها المقاتلون التاميل في مدخل ميناء استراتيجي شمال شرقي البلاد، حسبما أفاد مسؤولون.

وقال الجيش ان 13 جنديا قتلوا في الهجوم فيما اصيب 79 آخرون. وقال متحدث عسكري ان «القوات تتحرك صوب سامبور»، مضيفا ان «الهدف الاساسي من العملية هو السيطرة على المدينة وتأمين ميناء ترينكومالي والمناطق المدنية القريبة». وتقع سامبور على الطرف الجنوبي لمدخل ميناء ترينكومالي مما مكن المتمردين من قصف القاعدة البحرية وشن هجمات على قوافل الامدادات العسكرية المتجهة الى جافنا على الطرف الشمالي للجزيرة. وتعهد نمور التاميل بأنهم لن يسلموا مدينة سامبور. وشن الجيش أعنف هجوم له لايام على معاقل المتمردين جنوب جافنا صباح امس، ولكن بعض المدارس في المنطقة فتحت أبوابها للمرة الاولى منذ بداية الحصار قبل أكثر من اسبوعين.

وفي جنوب البلاد، اندلعت أعمال عنف الليلة قبل الماضية ايضاً عندما شن المقاتلون هجوما بالقذائف على قاعدة عسكرية في منطقة باتيكالوا مما أسفر عن اصابة ثلاثة جنود بينما اطلق سراح صحافي من التاميل اختطف في وقت سابق وكان يخشى ان يكون قتل. ونقل موقع انترنتي قريب من جبهة نمور التاميل عن المتحدث العسكري باسم الجبهة رافياه ايلانثيرايان قوله: «اذا استمر عدوان الجيش السري لانكي سنوقف العمل باتفاق وقف اطلاق النار الموقع في فبراير (شباط) 2002». ويقول الجانبان انهما ملتزمان ببنود الهدنة ويتهم كل منهما الآخر بمحاولة اعادة البلاد الى الحرب الاهلية التي راح ضحيتها أكثر من 65 ألف شخص منذ عام 1983. ومن جانبهم يقول مراقبو الهدنة ان اتفاق وقف اطلاق النار مازال ساريا على الورق فقط بينما عمليا تعيش البلاد منذ اسابيع أسوأ موجة من أعمال العنف. وقتل المئات من المدنيين والجنود والمتمردين خلال الشهر الماضي وشرد أكثر من 200 ألف مدني ويعيشون الآن في المساجد والكنائس والمخيمات.

وحمل مراقبو الهدنة من ناحية اخرى امس، الجيش مسؤولية قتل 17 من عمال الاغاثة المحليين المنتمين لجماعة «التحرك لمواجهة المجاعة» الدولية في وقت سابق هذا الشهر. وخلصت بعثة المراقبة الدولية، التي تضم مراقبين من دول اسكندنافية، الى ان عمليات القتل التي تشبه عمليات الاعدام التي حدثت في بلدة موتور (شمال شرق) بعد ايام من القتال تعد انتهاكا لوقف اطلاق النار من قبل الحكومة. وكان عمال الاغاثة يعملون في مشاريع اعادة بناء بعد امواج المد العاتية (التسونامي) التي ضربت البلاد عام 2004. وجاء في بيان المراقبين الدوليين: «اقتنعت بعثة المراقبة في سري لانكا نظرا لما توفر لها من ادلة بانه لا يمكن ان تكون هناك جماعات اخرى مسلحة بخلاف قوات الامن التي تقف فعليا وراء هذا الفعل». ونفت حكومة سري لانكا تورطها في مقتل 17 من عمال الاغاثة المحليين المنتمين لجماعة «التحرك لمواجهة المجاعة» الدولية في وقت سابق هذا الشهر ووعدت بالتحقيق. كما خلصت بعثة المراقبة الدولية ايضا الى ان الهجوم بلغم في يونيو (حزيران) الماضي على حافلة مدنية والذي ادى الى مقتل نحو 70 هو انتهاك لوقف اطلاق النار من جانب متمردي جبهة نمور تحرير تاميل ايلام بينما القت اللوم على الحكومة في سلسلة من الهجمات وقعت في مناطق التاميل منذ شهر ابريل (نيسان) الماضي.