رأيتني أعد المائدة لأمي وإخوتي.. ثم تذكرت أنني دفنتهم

آخر ما كتب محفوظ من «أحلام النقاهة»

TT

القاهرة ـ أ.ف.ب: بالاتفاق مع مجلة «نصف الدنيا» الأسبوعية المصرية نشرت وكالة الأنباء الفرنسية أمس آخر ثلاثة أحلام كتبها نجيب محفوظ، وهي تعكس بالرغم من حالته الصحية شهيته المنفتحة على النقد وعلى ملاحظة التحولات الثقافية والفنية في مصر، كما تعكس شعورا خفيا بقرب الأجل. > حلم 204: «رأيتني مديرا لشؤون السينما وجاءتني الفنانة «ف» تطلب إعفاءها من العمل مع الممثل «أ»، فانزعجت وقلت لها إن هذا سيغير الخطة كلها، ولكنها أصرت على موقفها، ثم جاءني الممثل «أ» وطلب مني الضغط عليها فاعتذرت. وراحت هي تقول للوسط الفني إني أضغط عليها لتعمل مع الممثل «أ» صديقي على رغم إرادتي، وراح يقول إنني سهلت لها التحرر من العمل لغرض في نفسي، فلعنت اليوم الذي توليت فيه هذا المنصب».

> حلم رقم 205: «رأيتني أشاهد دورية من الجنود الأجانب فضربتها بحجر وصعدت الى السطح وعبرت الى سطح الجيران وهبطت السلم لأهرب من باب البيت فوجدته مسدودا بجنود شاهرين السلاح».

> حلم رقم 206: «رأيتني أعد المائدة، والمدعوون في الحجرة المجاورة تأتيني أصواتهم، أصوات امي وإخوتي. صحوت فاقدا الصبر فهرعت الى الحجرة المجاورة لأدعوهم فوجدتها خالية تماما وغارقة في الصمت، وأصابني الفزع. دقيقة ثم استيقظت ذاكرتي فتذكرت أنهم جميعا رحلوا الى جوار ربهم وأنني شيعت جنازاتهم واحدا بعد الآخر».