الاتحاد الأوروبي وموسكو يفضلان حل الخلاف مع إيران بالتفاوض وليس العقوبات

سولانا: الوقت المتبقي ليس مفتوحا

TT

اعتبر الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا امس انه «ليس من الحكمة التقدم بخطوات ملموسة نحو فرض عقوبات على ايران» خلال فترة المباحثات مع المسؤولين الايرانيين عن الملف النووي.

وقال سولانا على هامش اعمال اجتماع لوزراء الخارجية الاوروبيين يعقد في لابينرانتا في فنلندا «بما اننا مقبلون على مرحلة من المباحثات لن يكون من الحكمة خلالها التقدم بخطوات ملموسة نحو فرض عقوبات على ايران».

وتابع المسؤول الاوروبي: يمكن للدول الاعضاء في مجلس الأمن ان تبدأ في الكلام عن هذه المسألة. مضيفا «إلا ان علينا أولا ان نعد انفسنا لرؤية ما اذا كانت هناك امكانية لبدء مفاوضات فعلية» مع ايران.

وشدد على ان هذا الامر «لا يعني ان ايران تملك وقتا غير محدد» معتبرا ان «الوقت المتبقي ليس لانهائيا على الاطلاق». وقال دبلوماسي بالاتحاد الاوروبي ان خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية للاتحاد يفكر في الاجتماع مع علي لاريجاني كبير المفاوضين النووين الايرانيين في برلين يوم الثلاثاء.

ومن المتوقع ان يسعى الوزراء خلال اجتماع غير رسمي يستمر يومين قرب حدود فنلندا مع روسيا لإجراء محادثات جديدة على الرغم من الضغوط الاميركية بالقيام بتحرك سريع لفرض عقوبات.

وكانت الحكومات الاوروبية انتقدت ايران امس لتصلبها بشأن برنامجها النووي لكنها فضلت حل الخلاف عن طريق المفاوضات.

كما اثارت روسيا شكوكا بشأن ما اذا كان مجلس الامن يمكن ان يتوصل بسرعة الى موافقة بالاجماع على فرض عقوبات على ايران. وقالت روسيا ان العقوبات ستزيد الموقف سوءا.

ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للانباء عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قوله «نضع في الاعتبار تجارب الماضي ولا نستطيع ان نتفق مع توجيه الانذارات التي تؤدي كلها الى طرق مسدودة». واستطرد «نعم هناك دول تثير سياستها الشكوك وتسبب استياء لكننا نعيش كلنا في عالم واحد ونحتاج الى ان نجتذبهم الى الحوار لا الى فرض العزلة والعقوبات. ولكن في الوقت ذاته اعرب ناطق باسم وزارة الخارجية الروسية عن اسفه لان ايران لم تعلق انشطة تخصيب اليورانيوم في اطار المهلة التي حددها لها مجلس الامن الدولي وانتهت الخميس.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية ان الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي وهي الصين وبريطانيا وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة بالاضافة الى المانيا ستجتمع في السابع من سبتمبر (ايلول) لمناقشة سبل المضي قدما.

من جانبه قال السفير الاميركي لدى الامم المتحدة جون بولتون ان اي عقوبات يجب ان تستهدف زعماء ايران وسعيها الى امتلاك اسلحة متطورة. وقال في حديث لقناة تلفزيون «فوكس نيوز» ما نتطلع اليه هو عقوبات تؤثر على برنامج الاسلحة النووية الايراني وبرنامجها للصواريخ الباليستية، وتستهدف القيادة والثروات التي كدسوها. سنحاول فرض عقوبات لا تؤثر بطريقة مناوئة على الشعب الايراني. في اوروبا أعرب رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دو فيلبان عن أسفه الشديد تجاه ما وصفه بالرد غير الكافي من جانب ايران.

وقال دو فيلبان بعد محادثات مع نظيره الايطالي رومانو برودي نعتقد انه من الممكن المضي قدما في حوار لكن من المهم أن يبين المجتمع الدولي لايران الحاجة لتغيير موقفها. كما شدد وزير الخارجية الالماني فرانك فالترشتاينماير امس على «أهمية الحفاظ على وحدة» الاسرة الدولية في مواجهة ايران المهددة بفرض عقوبات دولية عليها لعدم امتثالها لطلب مجلس الامن تعليق نشاطات تخصيب اليورانيوم.

وسئل شتاينماير عن مسألة فرض عقوبات على طهران وهو ما تطالب به واشنطن بإلحاح، فيما تتحفظ عليه روسيا والصين، فلم يشأ الرد بشكل مباشر وقال «أتوقع ان يجتمع مجلس الامن وان يتخذ قرارات». واضاف «هل ستكون هذه القرارات عقوبات؟ وأي عقوبات؟ علينا ان ننتظر». لكنه اعتبر ان «الأمر الأهم والذي نجحنا في تحقيقه في الماضي، هو الحفاظ في المستقبل على موقف موحد في الأسرة الدولية. يجب ألا ندع مجلس الامن ينقسم».

ولمح شتاينماير الذي تشارك بلاده الى جانب فرنسا وبريطانيا في الترويكا الاوروبية المكلفة متابعة الملف النووي الايراني، الى ان بحث اجراءات جديدة بحق ايران في مجلس الامن ينبغي الا يمنع الاوروبيين من مواصلة جهود الحوار مع ايران. وقال «لا أرى من حيث المبدأ في مباشرة اجراءات في مجلس الأمن عقبة في وجه اعادة فتح مفاوضات مع ايران».

واعلن الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا الجمعة انه من المقرر ان يعقد لقاء جديدا مع كبير المفاوضين الايرانيين في الملف النووي علي لاريجاني «في الايام الاولى من الاسبوع المقبل» في مكان لم يحدده في اوروبا.

وأكدت وزيرة الخارجية البريطانية مارجريت بيكيت على ان هدفها هو التوصل الى حل عبر المفاوضات على اساس عرض حزمة الحوافز الذي قدمته بريطانيا والصين وفرنسا والمانيا والولايات المتحدة اذا تخلت ايران عن تخصيب اليورانيوم.

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اول من امس ان طهران لم تلتزم بالمهلة التي حددها لها مجلس الأمن لوقف تخصيب اليورانيوم بحلول 31 اغسطس (اب).

وفي طهران اكد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد مجددا امس ان ايران «لن تتنازل قيد انملة» عن حقها في الطاقة النووية رغم التهديد بفرض عقوبات دولية عليها لرفضها الامتثال لمطلب مجلس الامن الدولي تعليق تخصيب اليورانيوم.

وقال احمدي نجاد في خطاب في ولاية اذربيجان الغربية (شمال غرب) نقله التلفزيون الحكومي «على الاعداء ان يعرفوا ان الشعب الايراني متمسك بحزم بحقه ولن يتنازل قيد انملة عن حقه في النووي».

واتهم احمدي نجاد «اعداء الامة الايرانية بانهم يعارضون تقدمها ويستخدمون كافة الذرائع لمحاولة منع هذه الامة من امتلاك التكنولوجيا النووية السلمية».

ورأى المتحدث باسم الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي صباح امس ان «جزءا كبيرا من التقرير (الوكالة) يتحدث عن تعاون واسع» من قبل ايران مع الوكالة ومفتشيها.