السفير علي أصغر سلطانية لـ «الشرق الاوسط» : ما زلنا نتطلع لفتح مسارات جديدة للتفاوض

TT

قال السفير الايراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، علي أصغر سلطانية، لـ«الشرق الاوسط» ان إيران تعتبر تقرير وكالة الطاقة الذرية دليل اثبات واضح على ان برنامجها النووي ليس برنامجا عسكريا، وان التقرير اكد كذلك من دون لبس استمرار عمليات التفتيش التي يقوم بها المفتشون الدوليون.

وقال السفير سلطانية ان قرار مجلس الامن يعكس ازدواجية في المعايير مما يشير لاستخدام المجلس ضد ايران التي ورغم ذلك لا تزال تتطلع لفتح مسارات جديدة للتفاوض تنطلق من ردها الاخير على حزمة الحوافز الاوربية مما يعكس حسن نواياها واستعدادها لطرح كل القضايا والتساؤلات العالقة للنقاش بدون اية شروط مسبقة.

وردا على سؤال حول ما إذا كان اصرار ايران على عدم وقف التخصيب اثناء فترة المفاوضات يعد شرطا مسبقا، قال السفير «في الواقع هم الذين وضعوا شرطا بضرورة وقف التخصيب، في حين ان الواقع يتطلب ان نجلس اولا لنتبادل الحديث حتى نقف على اهتمامات كل منا ثم نطرح كل المسائل للبحث، خاصة ان ايران أبدت استعدادها لمناقشة كل الامور بدون استثناء وبعقل مفتوح». وشدد على ان ايران لن تكرر تجربتها السابقة يوم وافقت على تعليق التخصيب بسبب مفاوضات تم تطويلها لثلاث سنوات بدون ان تفضي لأية نتيجة مما افقد ايران الثقة.

الا ان السفير يوضح ان الجلوس للتفاوض هو انجع الطرق لإزالة عدم الثقة وتوفيرها بين الاطراف كافة، مستدركا ان اثارة التهديدات بمجلس الامن والعقوبات والهجوم العسكري لن تجد سبيلا لدولة كإيران التي لا تخاف ولن تخضع.

وحول اخفاء ايران برنامجها 18 عاما بما اضعف الثقة بها قال ان هذا ترديد لما تقوله كثير من وسائل الاعلام الغربية لاسيما الأميركية لتضليل الرأى العام، مؤكدا ان ايران لم تخف نشاطها النووي وكل ما هناك انها لم تكن ملزمة قانونيا بالابلاغ عنه، اذ ووفقا لاتفاقية الحد من التسلح النووي لا تعتبر الدول ملزمة بالابلاغ الا بعد توقيعها على البروتوكول الاضافي الذي لم يكن حينها معروفا، على حد قوله.

وأعرب عن اسفه لما وصفه بالتضليل الذي يتعرض له الكثيرون ممن لا يلمون بالخبايا القانونية والتفاصيل ضاربا مثلا بالبند الذي يلزم الدول بالاعلان قبل 180 يوما فقط قبل استهلالها بدء تغذية أجهزة الطرد المركزي لإنتاج وقود نووي وليس من بدء بنائها لمفاعل نووي ويحتاج لسنوات، مؤكدا ان هذا تماما ما حدث لايران في مفاعل ناتان حيث ضج البعض واطلق الاتهامات بدون الالمام بالحقائق. واكد ان ايران مصممة على استمرار تعاونها مع الوكالة الدولية وعلى استقبال المفتشين مقللا من الاتهامات بعرقلة عمل المفتشين وتغيير النمط الذي كان سائدا في اصدار تأشيرات الدخول، مضيفا ان التأشيرات جاهزة، وان ما طرأ ما هو الا مجرد تغييرات ادارية لن تمنع وفود المفتشين وعملياتهم، وهي الاكثر منذ تاريخ انشاء الوكالة ولم تعترض ايران، منبها ان ايران دفعت دفعا للتخلي عن الالتزام بالعمل وفقا للبروتكول الاضافي بعد رفع تقريرها لمجلس الامن، وعليه فقد اصبحت تتعامل بما يلزمها به القانون لا اكثر ولا اقل، مستنكرا ان تلام ايران على ذلك باعتبار ان اللوم يجب ان يوجه لمن عملوا بدون وجه حق على تحويل الملف الى نيويورك.

واكد السفير سلطانية ان ايران لا اليوم او في المستقبل ستسعى لامتلاك قنبلة او سلاح نووي باعتبارها من ضحايا اسلحة الدمار التي استخدمها نظام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين في حربه ضد الشعب الايراني، مؤكدا ان النظام في ايران كان بإمكانه لو شاء التخلي عن كل الالتزامات الدولية والاتفاقات الملزمة والمضي كدول اخرى في امتلاك اسلحة نووية لكنه قرر الالتزام الاممي والتعاون مع المنظمات الدولية.