هندسة جينية لخلايا جهاز المناعة للقضاء على الأورام الخبيثة في طريقة ثورية: علاج جيني ناجح للسرطان

TT

اختفت أورام سرطانية انتشرت في الأجزاء العليا من جسم مارك أوريغر، 53 عاما، بفضل اول علاج جيني ناجح للسرطان الإنبثاثي «المنتشر»، وفقا لباحثين اميركيين نشروا دراستهم امس في مجلة «ساينس» العلمية.

وقد نجح العلاج في تخفيف حدة السرطان ثم إزالته لدى شخصين من اصل 17 شخصا، في ما وصفه العلماء بأنه «برهان مبدئي» على نجاح طريقته. وعبر العلماء عن اعتقادهم بأنهم يستطيعون فهم الاسباب التي أدت الى عدم نجاح هذا العلاج الذي يتطلب تدخلا مناعيا، لدى المرضى الآخرين من المصابين بالسرطان، الذين استنفدوا كل مجالات العلاج منه.

وقال الدكتور باتريك هيو رئيس قسم الميلانوما «الورم القتامي» في جامعة تكساس والباحث في مركز اندرسون للسرطان في هيوستن ان «هذا اختراق مهم.. اذ ان النجاح «الذي تحقق» لدى عدد صغير من المرضى يبين ان بالإمكان تنفيذه «العلاج»، كما ان الطريقة يمكن ان تطبق لعلاج انواع اخرى من السرطان».

واشرف على البحث فريق علمي في مركز السرطان الوطني في بيثسيدا، الدكتور ستيفن روزنبرغ. واختبر العلماء علاجات مناعية لمرض الورم القتامي الخبيث، وهو أخطر حالات سرطان الجلد، ونجحت طريقتهم في علاج المرض.

وفي دراستهم انتزع العلماء خلايا الدم البيضاء من 17 مريضا، و«أصابوها» داخل المختبر بفيروس حميد وضع في داخله جين ينشط مستقبلات خاصة في خلايا «تي» وهي خلايا في جهاز المناعة، ثم حقنت هذه الخلايا البيضاء المهندسة في اجسام المرضى كي تستهدف الجزيئات الموجودة على الاورام الخبيثة وتقضي عليها.

ولم يشف من المرض تماما سوى أوريغر ومريض آخر، اذ بقيا خاليين من أية اورام سرطانية لمدة استمرت اكثر من عام واحد، ولم تظهر على المرضى الـ 17 أية اعراض تسمم جانبية.

ويحاول العلماء الآن فهم نجاح هذه الخلايا المهندسة في علاج بعض المرضى من دون غيرهم، كما يحاولون ايضا رصد مستقبلات اخرى في خلايا «تي» المناعية يمكن توظيفها لتدمير الاورام الخبيثة للسرطانات الاخرى ومنها سرطانا الثدي والرئة.

وقال أوريغر، وهو عامل بريد من وسكنسون، انه كان يبحث عن اختبارات للعلاج عام 2004 لأنه «لم يتبق أي خيار» لديه، وقد اجتذبته التجارب التي كان معهد السرطان الوطني يجريها. وتم علاجه خلال 3 اسابيع في معهد طبي حكومي، وبعد شهر من ذلك عاد الى المعهد لاجراء مسح لحالته، وظهر ان الأورام السرطانية اصبحت اصغر بنسبة 50 في المائة، واضاف: «لقد كنت في حالة من النشوة». وفي كل شهر لاحق، كانت الاورام تأخذ في التقلص، وزالت الاورام في الرئة وعلى الذراع، ولم يتبق سوى الاورام، المثيرة للقلق، في الكبد. وفي اكتوبر الماضي ازال الاطباء اورام الكبد وبهذا أصبح جسمه خاليا من السرطان.

واعلن: «اني اشعر نفسي الآن طبيعيا وسليما مثلما هو حال أقراني في هذا العمر، وانني محظوظ ايضا»!

* خدمة نيوز داي ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»