القذافي يحث مؤيديه على «سحق» الأعداء إذا طالبوا بتغيير سياسي

دعا الفقراء لإنشاء شركات خدمات نفطية للخروج من الفقر

TT

أحيا الزعيم الليبي معمر القذافي ذكرى مرور 37 عاما على وصوله إلى السلطة أول من أمس في ذكرى الفاتح من سبتمبر، بحثِّ مؤيديه على سحق الأعداء إذا طالبوا بتغيير سياسي. وقال القذافي في كلمة القاها عبر التلفزيون «إن الثورة انتصرت على الأعداء في الداخل والخارج، وسنكون على استعداد لسحق أعدائنا، والذين كانوا يستعينون بالغرب».

وتتعارض تصريحات القذافي مع الآمال في الآونة الأخيرة بإحداث إصلاح سياسي في ليبيا التي يقطنها خمسة ملايين نسمة، حيث ابدى المعارضون بالخارج أملهم أن يلمح القذافي إلي تغيير سياسي خلال كلمته.

وصرح ابنه سيف الإسلام في الآونة الأخيرة لليبيين بأن البلاد في طريق سياسي مسدود وبحاجة لإصلاحات لتحريرها مما وصفها بقبضة «المافيا الليبية» التي تحتكر السلطة والثروة.

ولكن القذافي قال «إن من يأمل بتغيير سياسي في ليبيا، يعتقد أن شعبها أمي وغير ناضج». وتابع «مسيرة الثورة انتصرت في الداخل والخارج، وسلم العالم كله بجدوى هذا المشروع الثوري وكل الشعوب استفادت منه وأخذت منه الدروس والعبر. والأعداء في الداخل الذين كان من الممكن أن يعرقلوا أو يوقفوا مسيرة الشعب الليبي تم سحقهم». وأشار القذافي إلى نظام الديمقراطية المباشرة في الجماهيرية الليبية المواجه للنظام الديمقراطي الليبرالي الغربي، والذي لا يسمح بتأسيس أحزاب معارضة بأنه هو المنهج الصحيح. هو حرية كل الناس. ملكية كل الناس. سلطة كل الناس. سيادة كل الناس». ويبدو أن تصريحات القذافي كانت تهدف إلى تشجيع مؤيديه بعد سلسلة من الكلمات التي انتقد فيها بشدة الأداء الاقتصادي والاجتماعي في البلاد.

ودعا الليبيين لأن يجعلوا بلادهم أكثر رخاء، مضيفا «المطلوب هو تكوين رأسمال لناس نعتبرهم الآن محتاجين أو فقراء، حتى ينمو رأس المال، حتى يصبح الفقراء أغنياء».

وقال القذافي إن التعداد السكاني الحكومي اظهر أن نحو 1.1 مليون ليبي فقراء نسبيا.

واقترح أن ينشئ الفقراء في ليبيا شركات للخدمات النفطية لتحل محل الشركات الأجنبية في البلاد «حتى يخرجوا من الفقر إلى الغنى». وتساءل «شركات الخدمات النفطية الأجنبية العاملة في ليبيا تكسب الملايين. لماذا لا نكسب هذه الملايين التي تذهب حاليا إلى أجانب».

ودعا العقيد القذافي إلى تخصيص ستة مليارات دولار لصندوق المحتاجين الليبيين، قائلا ان «فقراء الأمس هم أغنياء اليوم، ولكن يجب ألا يكون غناهم على حساب الفقراء. اليوم هناك ستة مليارات دولار؛ أربعة من الأموال المجنية، وملياران ونصف من الأموال التي تم استردادها من أميركا، وأدعو لأن توضع هذه الأموال في صندوق للمحتاجين والأسر الليبية الفقيرة».

وأضاف القذافي أن «فوائد هذه الأموال التي تبلغ 600 مليون دولار، يجب أن تستثمر في مختلف الأنشطة، وتوزع على الأسر، وان تكون لهم أسهم في المصارف والعقارات والسياحة، حتى يتحول الجميع إلى أغنياء ولا يكون هناك احتجاج من أحد»، مشيرا إلى أن هذا «يتطلب قدرا كبيرا من الشفافية».