ملبورن: أصوليون يحاكمون بتهمة تدبير هجوم «إرهابي»

سيدني: «الشرق الأوسط» والوكالات

TT

مثل 11 رجلا من مدينة ملبورن الاسترالية أمام القضاء امس، بتهمة «تدبير هجوم إرهابي» في أستراليا. وكان المتهمون الاحد عشر من بين 13 شخصا ألقي القبض عليهم في ملبورن في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، لصلتهم بما وصفته الشرطة بـ«تهديد خطير» لاستراليا. وستعقد جلسة استماع للاثنين الاخرين في وقت لاحق. وجميع المتهمين من أنصار رجل الدين المتطرف الجزائري المولد عبد الناصر بن بريكة، الذي يعيش في ملبورن، وكان له مساعدون في سيدني ألقي القبض على ثمانية منهم، في نفس الوقت.

واتهم الاحد عشر بالانتماء إلى منظمة إرهابية واتهم بعضهم بتمويل منظمة إرهابية، وقد يواجهون عقوبات تصل إلى 25 عاما. ورفض سبعة من الاسلاميين المتهمين، المثول أمام قاضي التحقيقات، بعدما قرأ عليهم التهم المنسوبة إليهم، وطلب منهم الاعتراف بها أو التبرؤ منها.

ورفض جميع المتهمين الاعتراف بالتهم أو التبرؤ منها، ولكن المحامين الموكلين عنهم ذكروا في وقت سابق أن موكليهم ينفون التهم المنسوبة إليهم. ومن ناحية أخرى زعمت الشرطة أن الاشخاص الثمانية، الذين ألقي القبض عليهم في سيدني، كانوا جزءا من خلية «إرهابية» وخزنوا كمية من المواد الكيماوية تكفي لصنع 15 قنبلة كبيرة، وربما كانوا يستعدون خلال أيام لضرب أهداف في أكبر المدن الاسترالية. ومن جهة اخرى دعا رئيس الوزراء الاسترالي جون هاوارد المهاجرين، خاصة المسلمين، الى الاندماج في المجتمع الاسترالي، من خلال سرعة تعلم اللغة الانجليزية، وهو ما اثار تحذيرات من ان تصريحاته قد تؤدي الى اندلاع اعمال شغب عرقية.

وقال أمير علي رئيس اللجنة الاستشارية للحكومة بشأن المسلمين امس، ان تصريحات هاوارد يمكن ان تشعل اعمال شغب عرقية، مثل التي وقعت على شاطئ كرونولا في سيدني في ديسمبر (كانون الاول) الماضي.

وقال علي لاذاعة سيدني المحلية: «لقد شهدنا بالفعل حادثا في سيدني في الآونة الاخيرة في كرونولا، وانا لا اريد ان ارى هذه المشاهد تتكرر، لانه عندما تستعدي الجيل الصغير... فانه سيرد». وفي ديسمبر عام 2005، قال هاوارد ان بعض المسلمين «متحمسون للجهاد». وبعد ايام اجتاحت اعمال عنف كرونولا، عندما اشتبك شبان استراليون من البيض مع استراليين لبنانيين. وفي فبراير (شباط) أغضب هاوارد مرة اخرى الجالية المسلمة الصغيرة في استراليا بقوله، انه يشعر بالقلق بشأن المهاجرين المسلمين المتطرفين المصممين على الجهاد.

ويوم الخميس صرح هاوارد لاذاعة سيدني، بأن المهاجرين، خاصة المسلمين المتشددين، يحتاجون الى الالتزام بقيم استراليا من خلال تعلم اللغة الانجليزية ومعاملة النساء باحترام. وأغضبت أحدث تصريحاته المسلمين، لكن رئيس الوزراء قال انه لن يعتذر. وقال هاوارد للصحافيين يوم امس الجمعة، «أعتقد انهم مخطئون، والمسألة هي انني لا ابالي والشعب الاسترالي لا يبالي من أين يأتي الناس». وقال «يوجد قطاع صغير من السكان المسلمين غير راغبين في الاندماج، وانا قلت بصفة عامة انه يجب على جميع المهاجرين.. الاندماج في المجتمع».

وقد ولد نحو ربع الاستراليين في الخارج. والمسلمون في استراليا منذ أكثر من 200 عام ويشكلون 1.5 في المائة من تعداد السكان البالغ 20 مليون نسمة.