عقد لبناء مركبة «أوريون» الفضائية الأميركية لرحلات نحو القمر

سباق روسي ـ أميركي للعودة إليه

TT

دخلت «خطة استكشاف الفضاء» التي اعلنها الرئيس الاميركي جورج بوش التي تهدف فيما تهدف، الى العودة الى القمر، مرحلة جديدة بعد الاعلان عن منح وكالة الطيران والفضاء الاميركية «ناسا» شركة «لوكهيد مارتن» عقدا لبناء مركبة الفضاء «اوريون» التي ستحل محل اسطول المكوك الفضائي. وستنقل المركبة رواد الفضاء الى القمر للمرة الاولى منذ عام 1972، ومن المتوقع ان تحلق بحلول عام 2014 ، ثم ترسل في اول رحلة لها نحو القمر بحلول عام 2020. وعلى صعيد آخر اعلنت روسيا انها تتهيأ لإرسال رواد الى القمر بحلول عامي 2011 ـ 2012، ثم بناء قاعدة دائمة على سطحه في فترة تمتد حتى عام 2025، وفقا لتصريح ادلى به نيكولاي سيفاستيانوف رئيس شركة «إنيرجيا» للصناعات الفضائية امام مؤتمر الطيران والفضاء الخامس في موسكو.

ووفقا للمرحلة الاولى للعقد الموقع مع «ناسا» بقيمة 3.9 مليار دولار، ستنجز «لوكهيد مارتن» سفينة واحدة مخصصة لنقل أفراد الطاقم واخرى للشحن. ونقلت وكالة رويترز عن سكوت هوروفيتز، وهو رائد فضاء سابق يتولى الان مسؤولية جهود ناسا لتطوير جيل جديد من سفن الفضاء، ان «الفضاء لم يعد محطة نزورها لبعض الوقت». واضاف انه وفي نهاية المطاف، فان روادا سيقيمون في قاعدة على سطح القمر لستة أشهر في المرة الواحدة، ويشكل مشروع اقامة قاعدة على سطح القمر جزءا من «خطة استكشاف الفضاء» للرئيس ووصوله في نهاية المطاف الي المريخ. وقال هوروفيتز: «سنذهب لنتعلم ان نعيش خارج الارض كما فعل الرواد، ولكي نتمكن من الذهاب الى المريخ علينا ان نتعلم الكثير من الدروس على القمر لانه حين تصل الى القمر وتعود في بضعة أيام فان المريخ سيكون على بعد مئات السنين».

ومركبة اوريون الفضائية مختلفة في التصميم عن المكوك المزود بأجنحة وتبدو أكثر مثل الكبسولات التي حملت رواد فضاء أبولو الى مدار حول القمر في عقدي الستينات والسبعينات من القرن الماضي. لكن في حين يبدو المظهر مشابها لمركبة ابولو، فان مركبة «اوريون» من الداخل، أكبر مرتين ونصف المرة تقريبا.

وسيكون بمقدور اوريون حمل أربعة أشخاص الى القمر أو ستة الى المحطة الفضائية الدولية. وتقدر «ناسا» ان «اوريون» ستكون أكثر أمانا بعشر مرات عن المكوك، لوجود صاروخ نجاة عليها يوضع في قمتها بمقدوره قذف أفراد الطاقم بعيدا اذا حدثت مشاكل في الاطلاق. كما ان المركبة تثبت فوق قمة صاروخ بدلا من وجودها الى جانب خزان وقود خارجي كبير كما هو الحال في مكوك الفضاء، ويعني هذا تقليل الفرصة لسقوط شظايا او حطام يصيب او يدمر المركبة أثناء الاطلاق. ويضاف الى ذلك انه على خلاف المكوك الذي يهبط كالطائرة، فان مركبة «اوريون» ستعود الى الارض تحت ثلاث مظلات هبوط. وشكلت الشظايا المتطايرة مشكلة دائمة في رحلات مكوك الفضاء وكانت السبب في حادث تحطم المكوك كولومبيا في عام 2003. ومن المقرر احالة اسطول مكوك الفضاء للتقاعد عام 2010 بعد اكتمال بناء المحطة الفضائية الدولية التي شيد نصفها حاليا. وأقر مايكل جريفين مدير «ناسا» بأنه ستكون هناك فترة لن تكون فيها لدى الولايات المتحدة مركبات لنقل رواد الى الفضاء. ومن المقرر اطلاق مكوك الفضاء اتلانتس يوم الاربعاء المقبل في رحلة الى المحطة الفضائية الدولية لاستئناف اعمال البناء التي توقفت عقب حادث كولومبيا.