نواب لبنان قد يركبون طائرة تخرق الحصار الجوي الإسرائيلي

السنيورة يعلن عن زيارة قريبة إلى دمشق

TT

بدأ النواب اللبنانيون امس اعتصاماً اعلنوه مفتوحاً حتى فك الحصار الاسرائيلي الجوي والبحري المستمر على لبنان منذ اندلاع المواجهات في 12 يوليو (تموز) الماضي. وكشف قريبون من رئيس مجلس النواب نبيه بري لـ «الشرق الاوسط» ان هناك توجهاً لصعود النواب في طائرة تتحدى الحصار الاسرائيلي وتخرقه.

وحمل 10 نواب، يتقدمهم بري، امتعتهم للاقامة في مبنى مجلس النواب الذي جهز على عجل لاقامة عشرة نواب كل ليلة، بحيث يتناوب النواب على المبيت حتى فك الحصار. وكان ابرز ما حمله يوم الاعتصام الاول اعلان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة انه سيزور سورية بعد أن «ينهي انشغالاته» بمؤتمر الدول المانحة الذي انعقد في استوكهولم لدعم لبنان ومساعدته على اعادة البناء.

واستقبل بري فور وصوله الى مبنى مجلس النواب وفد كتلة التجمع الديمقراطي النيابي الاردني برئاسة رئيسها الدكتور ممدوح العبادي. واكد بري امام الوفد «ان موقف لبنان بالنسبة الى تسيير الرحلات الجوية من عمان ليس موجهاً ابداً ضد الاردن ولكن هو يتعلق برفض الحصار عليه وبالسيادة، واذا كان الموضوع متعلقاً بغير عمان، بدمشق او الرياض او القاهرة مثلاً، فإن الموقف اللبناني سيكون ذاته»، شاكراً زيارة الوفد البرلماني الاردني التضامنية. اما العبادي فقال بعد اللقاء: «لم نستطع ان نكون معكم في الحرب وسنكون معكم الآن في هذه الاعتصامات السلمية حتى يرفع الحصار الغاشم البحري والجوي على لبنان، فهم يحاولون ان يأخذوا من لبنان بالسياسة وبالحصار ما فشلوا ان يأخذوه بالحرب».

وكان بري قد وصل عند الحادية عشرة الا ربعاً الى المجلس النيابي مرتدياً لباساً غير رسمي وحاملاً حقيبة تحتوي على امتعته الشخصية للاعتصام والنوم في مبنى المجلس. كما حضرت منذ الصباح ممثلو الكتل النيابية في مشاركة جامعة.

وطلب بري في بداية كلمته «الوقوف دقيقة صمت حداداً على ارواح الشهداء، كل الشهداء في لبنان»، ثم عرض على النواب البرنامج والخطوات التي سيتم القيام بها، مشيراً الى انه بعث برسائل الى رئيس الاتحاد البرلماني العربي ورئيس البرلمان العربي ورئيس الجمعية البرلمانية الفرنكوفونية ورئيس البرلمان الاوروبي ورئيس برلمان اميركا اللاتينية، واتحاد البرلمانات الافريقية، ورئيس مؤتمر مجالس دول منظمة المؤتمر الاسلامي، ورئيس الاتحاد البرلماني الدولي وبرقيات لرؤساء البرلمانات في الدول الخمس الاعضاء الدائمة في مجلس الأمن. واوضح ان الرسائل تتضمن ابلاغهم ان النواب اللبنانيين قد بدأوا اعتصاماً متواصلاً تحت قبة البرلمان اللبناني لاعلان «مطالبتهم برفع الحصار الاسرائيلي العسكري الجوي والبحري الذي يستهدف لبنان ومن اجل لفت نظر العالم وفي الطليعة الامانة العامة للامم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وسلطة القرار الدولي وكل الدول والمنظمات والمؤسسات الدولية والاقليمية الى هذا الحصار بصفته عملاً حربياً عدوانياً يشكل اعتداء على السيادة الوطنية لدولة عضو في الامم المتحدة ومخالفة واضحة ودامغة لقرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 للعام 2006. وتجاوزا لاتفاقية الهدنة العام 1949. ومخالفة للقوانين والاعراف الدولية».

واقترح تشكيل وفود نيابية لزيارة سفراء الدول الخمس الاعضاء الدائمين في مجلس الأمن الموجودين في لبنان، مع اصرار على رفع الحصار. وكشف انه يفكر في ارسال وفود الى بعض الدول العربية التي تقيم علاقات دبلوماسية مع اسرائيل للمطالبة على الاقل بسحب ممثليها وليس قطع العلاقات وتجميد العلاقات الاقتصادية مع اسرائيل ما دام الحصار مفروضاً على لبنان.

وقال وزير الاعلام غازي العريضي المقرب من النائب وليد جنبلاط في كلمة القاها «ان الحصار هو اعتداء على كل اعضاء الامم المتحدة»، ورأى «ان الولايات المتحدة الاميركية شريكة في العدوان». ورحب النائب غسان مخيبر بمبادرة بري وتمنى «ان يأتي الجميع بحقائب الملفات ليبدأ النواب باعتصام يثمر عملاً في ورشة دائمة حتى رفع الحصار وحتى تلبية كل احتياجات المواطنين، بما فيها بناء الدولة الديمقراطية الحرة السيدة». وقال النائب بطرس حرب: «ان ما تقدم عليه اسرائيل، وما تستمر في الاقدام عليه هو امر مرفوض من كل اللبنانيين. وهذا الحصار بما يرمز اليه، هو اعتداء على سيادة لبنان وكرامة اللبنانيين وحق اللبنانيين المدنيين الآمنين بصورة خاصة في الحياة بكرامة ومن دون ذل». واكد انه «ليس هناك من مجال للمزايدات وكل من هو في هذه القاعة هو وطني على استعداد لأن يبذل حياته ودمه من اجل كرامة لبنان وسيادته... انما كل ما اتمناه ان نعمد الى التفكير بشكل عملي كيف يمكن ان نخرق الحصار وكيف يمكن ان نفعّل هذا الاعتصام لكي يتحول الى وسيلة ضغط كبيرة وفعالة على اسرائيل فترتدع عن الاستمرار في الاعتداء على لبنان».

واشاد النائب وليد عيدو ببري والسنيورة بسبب «الدور الكبير الذي قامت به الدولة... وبما حققتم من ادارة سياسية ناجحة لأخطر مرحلة مرت بها البلاد».

وألقى عضو كتلة نواب «حزب الله» علي عمار كلمة أشاد فيها بـ «ابطال المقاومة» وخلص الى القول: «ان كل مصائبنا من اميركا، وان من قتلنا هو اميركا هنا وفي كل العالم العربي والاسلامي».

وألقى السنيورة كلمة اعتبر فيها ان «الحصار ظالم ومخالف لكل مندرجات القرار 1701»، وقال: «ان الحكومة اللبنانية كما ترون وتعلمون وهي تنطلق في ذلك مستقوية باجماع اللبنانيين وبثقة المجلس النيابي، تقوم بكل جهد يمكن ان يفكر به انسان من اجل رفع الحصار واستعجال الانسحاب والاستمرار في كل الجهود الآيلة الى تطبيق المادة المتعلقة بالانسحاب من مزارع شبعا الواردة في النقاط السبع، بالاضافة الى الاستمرار في السير قدماً بتطبيق تلك النقاط لاننا نعتقد ان مزارع شبعا هي ارض لبنانية وسنظل ندافع ونكافح من اجل تحقيق عملية التحرير الكامل لتلك المنطقة او ان يصار الى وضعها في عهدة الامم المتحدة كما هو مذكور في النقاط السبع».

ولدى مغادرته المجلس النيابي قال السنيورة: «ان هذا الاعتصام الذي ينفذه نواب لبنان اليوم هو التعبير عن الرفض الكامل لما تقوم به اسرائيل من ممارسة الحصار واستمرار الاحتلال مخالفة بذلك نص القرار 1701 الذي ينص على ان مجلس الأمن يدعو المجتمع الدولي الى اتخاذ الخطوات السريعة والحاسمة من اجل عدد من الامور ومنها اعادة فتح المطار واعادة تشغيل المرافىء وان الحكومة تقوم بدورها بشكل كامل في هذا الامر، وهذه ايضاً خطوة داعمة لموقف الحكومة والمجلس على حد سواء وان شاء الله تثمر هذه الجهود وكما ارى ان المطار سوف يفتح وكذلك المرفأ بازالة الحصار عنهما».

وقيل له ماذا سيحدث اذا لم يفك الحصار؟ فأجاب: «سنستمر في الاعتصام والتحرك السياسي، وسنوجه هذه الجهود وهذه الطاقة لأمور اخرى».

وسئل عن الكلام السوري بعد زيارة الامين العام للامم المتحدة كوفي انان لدمشق؟ فأجاب: «تعرفون انني لطالما عبرت مئات المرات عن موقفنا، نحن نريد ان نعرف اننا بلدان شقيقان وجاران، ولا يمكن أحداً ان يفرق بينهما مهما حصل من خلافات ومشاكل سيبقيان معاً وسنعود لنتصبّح بالأخوان السوريين وهم ويتمسون بنا وعلينا دائماً ايجاد الوسائل لحل مشاكلنا، وان نبني علاقات صحية وسلمية مبنية على الاحترام المتبادل تماماً كما الاخوة الذين تحكم علاقاتهم المحبة والاحترام والتعاون ويبقى كل منا في منزله ويكون مسؤولاً عنه وان لا يتعدى أحد على الآخر. وهذه قواعد العلاقة التي يجب ان تمشي وهي بمنتهى البساطة. وان شاء الله بعد الانتهاء من انشغالي بمؤتمر استوكهولم ستكون لي زيارة قريبة لدمشق».