زار وفد من حزب الله اللبناني امس رئيس كتلة «الاصلاح والتغيير» النائب ميشال عون لـ «شكره على مواقفه الوطنية» خلال الحرب الاخيرة. واكد رئيس الوفد وزير الطاقة والمياه محمد فنيش، ان الحزب يتلاقى مع طرح عون، تأليف حكومة اتحاد وطني، معتبراً ان هذا «اكثر من ضروري».
وصرح فنيش بعد اللقاء، الذي استمر ساعتين، «كانت فرصة طيبة لابداء شكرنا وتقديرنا لمواقف العماد عون والتيار الوطني الحر على المستوى السياسي، مع شكرنا وتقديرنا لدوره في تأمين مقومات الصمود للنازحين والتعبير عن تضامن اللبنانيين مع بعضهم، والدور المميز الذي قام به التيار الوطني الحر على هذا الصعيد».
وسئل فنيش هل تطابقت الآراء مع عون على تغيير الحكومة او تعديلها؟ فأجاب: «لا ننسى ان العدوان ما زال قائماً، وهذا كان موضوع تداول مع الجنرال عون، والحصار القائم هو اكبر من الاعتداءات السابقة ويطال كل اللبنانيين والبلد عموماً. والمطلوب ان يكون هناك حركة وضغط دبلوماسيان من اجل رفع هذا العدوان. اما في ما يتعلق بطرح حكومة وحدة وطنية، فنحن طرحنا هذا الموقف حتى قبل الحرب وعلى طاولة الحوار، وموقفنا انه بات من الضروري ان تتشكل حكومة وطنية». واضاف: «اذا كان الطرح القائم هو بناء الدولة القوية والعادلة والقادرة انطلاقاً من مشروع الطائف فهذا يقتضي تشكيل حكومة وحدة وطنية. نستغرب كيف ان البعض لا يريد قبول هذا المنطق، في الوقت الذي بنى كل خطابه السياسي ومنطقه في المرحلة السابقة على هذا الادعاء». وتابع: «دعوتنا لتشكيل حكومة وحدة وطنية تنطلق من معرفتنا بأهمية ان ينعكس هذا الموقف الوطني المتماسك اثناء العدوان من خلال مؤسسات تمثيلية، ان تكون هناك شراكة حقيقية من اجل ادارة شؤون البلاد، فنحن نبحث عن مصلحة البلد ومصيره».
قيل له: رئيس الحكومة طلب ان «تخيطوا بغير هذه المسلة» وفرقاء آخرون يقولون انه ليس من الضروري ان تكون حكومات الطائف ذات وحدة وطنية، وهناك من قال انكم تحضرون لانقلاب». فعلق: «هذه الطريقة في تناول الامور والمواقف السياسية مستغربة جدا، هل اصبحت الدعوة الى تشكيل حكومة وحدة وطنية دعوة الى انقلاب؟ هل اصبح الاختلاف في الرأي السياسي او الدعوة الى التغيير او الاصلاح انقلابا؟ هذا خلاف ديمقراطي، انه حق ديمقراطي مشروع ان تكون لكل فريق سياسي رؤيته، وان يتخذ المواقف التي تنسجم مع رؤيته، هذا كلام لا يستحق النقاش، اي كل من يقول ان الدعوة الى تشكيل حكومة وطنية هو انقلاب، وهو يعطي نظرية في الديمقراطية لم نشهدها في اي بلد ولم نقرأها في اي كتاب». سئل: هل نقلتم الى عون رسالة معينة من الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله فأجاب:« ليس هناك داع لارسال رسائل، فقنوات الاتصال مع قيادة حزب الله حتى في الظروف الصعبة كانت دائما مفتوحة، وتبادل الرأي والتشاور حول مختلف المسائل دائما قائمان، هذه الزيارة كانت فرصة للتعبير عن شكرنا وتبادل الآراء حول مختلف الامور لا سيما المشاريع التي تحضر لهذا البلد والتي لا تتلاءم مع مصلحته وأمنه واستقراره».