الأوروبيون يمنحون إيران مهلة أسبوعين.. وطهران تلوح بوقف التعاون مع الوكالة الدولية

الوزراء ينتظرون مباحثات سولانا مع لاريجاني

TT

منح الأوروبيون طهران أمس اليوم السبت مهلة «قصيرة» لم تحدد مدتها لتوقف تخصيب اليورانيوم، بعد ان كانت انتهت الخميس الماضي المهلة الاساسية التي كان مجلس الامن حددها لها، بينما أجرى كوفي أنان مباحثات امس في طهران تركزت على قضيتين الأولى وقف شحنات الاسلحة الى «حزب الله» ودفع ايران الى تقديم تنازلات في ما يتعلق بملفها النووي.

وأعلن الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا في لابينرانتا على هامش اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي، «لا توجد مهلة محددة» لإنهاء المحادثات مع المسؤولين الايرانيين، إلا انه حرص علىالقول إن هذه المهلة في كل الحالات «ستكون قصيرة».

لكن دبلوماسيين قالوا ان وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي اتفقوا على اعطاء الجهود الدبلوماسية أسبوعين آخرين لتوضيح موقف ايران بشأن وقف الأنشطة النووية الحساسة، بعد أن تجاهلت طهران مهلة حددتها لها الأمم المتحدة لوقف أنشطة تخصيب اليورانيوم.

وسيجتمع سولانا مع كبير المفاوضين النوويين الايرانيين علي لاريجاني في اوروبا اوائل الاسبوع المقبل في محاولة لاستيضاح اللبس في الرد الذي قدمته ايران في 21 صفحة على عرض بالتعاون من القوى الكبرى اذا أوقفت الانشطة التي قد تستخدم في صنع سلاح نووي.

وقال وزير الخارجية السلوفيني ديميتري روبيل لرويترز بعد بحث هذا الامر في اجتماع الوزراء البالغ عددهم 25 وزيرا في فنلندا أمهلنا سولانا أسبوعين لإجراء محادثات الاستيضاح. وقال سولانا ووزراء آخرون إن هذا ليس موعدا نهائيا، لكن سولانا سيرفع تقريرا للوزراء خلال اجتماعهم المقبل في 15 سبتمبر (ايلول) وانهم لن يتخذوا اي إجراء ضد ايران قبل ذلك.

وأضاف سولانا انه سيتحدث مع لاريجاني نيابة عن القوى الست؛ وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا التي صاغت عرضا يضم حوافز اقتصادية وتقنية وسياسية لايران.

وقال في مؤتمر صحافي «نحتاج الى بعض الجلسات؛ واحدة او اثنتين لا اكثر على الارجح لتوضيح بعض القضايا في الورقتين لا سيما الورقة الثانية التي أرسلت لنا». وذكر مسؤول في الاتحاد الاوروبي انه قد تكون هناك مشاورات غير رسمية بين اعضاء مجلس الامن الدولي قبل ذلك، لكن المجلس لن يناقش المسألة رسميا. ولم يحدد بعد موعد ومكان هذا اللقاء الذي سيعقد «في مكان ما من أوروبا».

وردا على سؤال حول ما اذا كان اجتماع الخامس عشر من الشهر الجاري سينظر في فرض عقوبات على ايران في حال فشل مهمته، اعتبر سولانا ان هذه المسألة لا ترتبط بالاتحاد الاوروبي وحده.

وقبل وصول أنان الى طهران أمس نقلت وكالة انباء الطلبة الايرانية عن الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد، قوله «أمتنا مؤيدة للسلام لكنها لن تفرط قيد أنملة في حقها في التقنية النووية».

وفي حديث لصحيفة «لوموند» الفرنسية، أعتبر أنان أن التروي أشد فعالية من العقوبات، وذلك في مواجهة رفض ايران التخلي عن برنامجها لتخصيب اليورانيوم.

وأضاف أنان «لا اعتقد ان العقوبات هي الحل لكل المشاكل. في بعض الأحيان يعطي القليل من التروي أثرا كبيرا. وأرى اننا يجب ان نزيد من الاعتماد على ممارسة هذه الميزة».

وبعد انتهاء المحادثات مع متقي، اجتمع انان مع الرئيس الايراني السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني ومن المقرر ان يجتمع مع علي لاريجاني أمين مجلس الامن القومي الأعلى ي إيران. كما يجتمع اليوم مع الرئيس محمود احمدي نجاد.

ورفض وزراء الاتحاد الاوروبي الحديث علنا عن العقوبات التي ربما يفرضونها في حالة عدم امتثال طهران.

وقال وزير الخارجية الفنلندي اركي تيوميويا الذي ترأس الاجتماع «لم نصل بعد الى مرحلة مناقشة العقوبات، لكننا سنتخذ خطوة في وقت ما».

وقال وزير خارجية التشيك سيريل سفوبودا إن ائتلافا قد يفرض عقوبات من جانب واحد اذا لم تستطع الامم المتحدة الموافقة على اتخاذ إجراءات عقابية.

وقال للصحافيين «سيكون الأمر صعبا جدا جدا ولكن.. أرجوكم إننا نحتاج الى الوقوف في صف واحد مع الولايات المتحدة». وقال وزير شؤون اوروبا البريطاني جيفري هون، قال ان ايران كان لديها الكثير من الوقت للرد، وطالب بتحرك قوي. ودعا وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير، امس، الايرانيين الى اعطاء «اشارة» للأسرة الدولية انهم مستعدون للمضي قدما في تحريك موضوع ملفهم النووي المثير للجدل.

وأشار الوزير الالماني في اليوم الثاني على لقائه وزراء الخارجية الاوروبيين في لابينرانتا، في فنلندا، «نحن لا نغلق الباب، بيد اننا نحتاج الى إشارة الى ان إيران تتقدم خطوة باتجاهنا». وأضاف «ليست لدينا أي مصلحة في ان تفضي المشاورات في مجلس الامن الى تصعيد في الايام او الاسابيع المقبلة». وتابع «لذلك، لن ندع أي فرصة تفوتنا لمحاولة معرفة ـ في المحادثات مع ايران ـ ان كانت هناك امكانية للعودة الى طاولة المفاوضات». وأشارت الوزيرة الفرنسية للشؤون الاوروبية كاترين كولونا، الى انها تنحو في الاتجاه عينه، موضحة أن أمام الايرانيين «بضعة ايام» فقط للتحرك في المسألة الأساسية المتمثلة بتجميد نشاطات تخصيب اليورانيوم التي تخشى الاسرة الدولية ان تستعمل لصناعة القنبلة النووية.

من جانبه، حذر مندوب ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، امس، من أن بلاده قد «تعيد النظر» في سياسة التعاون مع الوكالة في حال فرض عقوبات عليها، على خلفية برنامجها النووي.

وصرح علي أصغر سلطانية للتلفزيون الرسمي الايراني «اذا اتخذت تدابير خاطئة أخرى وإذا قرر مجلس الأمن (فرض) عقوبات أو إجراءات عقابية، فلا شك في ان الجمهورية الاسلامية ستعيد النظر في سياسة التعاون» مع الوكالة الذرية وفي «التزاماتها في إطار معاهدة حظر الانتشار النووي».

وأضاف «لن نواصل سياسة التعاون إلا في حال عدم اتخاذ اجراءات بحق ايران وعدم انتهاك حقوقنا».

من جهته، حذر علي رضا الشيخ عطار نائب وزير الخارجية المكلف الشؤون الاقتصادية، الدول الكبرى المستهلكة للنفط من ارتفاع كبير في سعر الخام في حال تقرر فرض عقوبات على ايران.