«الجماعة الإسلامية» تتبرأ من محاولة اغتيال نجيب محفوظ

قالت إنه برحيل صاحب نوبل تكون الرواية العربية فقدت أحد أهم أركانها

TT

تبرأت «الجماعة الإسلامية» المحظورة في مصر، من محاولة اغتيال الأديب الراحل نجيب محفوظ، بعد نحو12 عاماً من وقوعها، ووصف الخلاف معه بأنه كان «مجرد خلاف فكري».

وأصدرت الجماعة بياناً لفتت فيه إلى أن محفوظ، الذي توفي الأربعاء الماضي، دافع في كتاباته في تسعينيات القرن الماضي عن الحركة الإسلامية. وأضاف البيان: «أن محاولة الاعتداء على الأديب الكبير نجيب محفوظ، لم تكن تمثل خطاً عاماً في الجماعة، فالخلافات الفكرية إنما هي محل الجدل والحوار، وليس القتل والاغتيال، وما وقع للأديب الكبير إنما كان عملا فردياً، قام به بعض المنتمين إلى الجماعة والمطاردين آنذاك، ولو رجعوا إلينا لنهيناهم أشد النهي عن هذا العمل، الذي تعتبره الجماعة خطأ في حق المفكر الوحيد في التسعينات، الذي كان يطالب بحقها في الوجود الشرعي». وأشار البيان، إلى أنه رغم الخلاف الفكري، الذي كان محتدماً بين الحركة الإسلامية خصوصاً، وعلماء المسلمين عموماً وبين محفوظ، وذلك منذ كتابته لرواية «أولاد حارتنا»، إلا أن «هذا الخلاف الفكري لا يمنعنا من ذكر ما للرجل وما عليه».

وقال البيان في موقع «الجماعة الاسلامية» على الإنترنت، بوفاة الأديب المصري العالمي نجيب محفوظ، تكون الرواية العربية قد فقدت أحد أهم أركانها، بل لا نبالغ إذ نقول إنها قد فقدت الأب الروحي لها فقد استطاع محفوظ على مدار حوالي سبعين عاما، مارس فيها الكتابة أن يضع الرواية العربية في مصاف الأدب العالمي، وأن ينتقل بها من مراحل المراهقة إلى مراحل الرشد والاكتمال، إضافة إلى ذلك فقد استطاع محفوظ تصوير هموم الطبقة الوسطى في مصر، وإبرازها إلى الوجود من خلال رواياته التي استطاع من خلالها معالجة الوضع الاجتماعي لهذه الطبقة، ومعروف أن «الجماعة الإسلامية» خاضت صراعاً عنيفاً مع السلطات المصرية منذ اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات عام 1981 وحتى حادثة مذبحة الأقصر، التي وقعت في نوفمبر (تشرين الثاني) .1997 وفي إشارة إلى الخلاف مع محفوظ، ذكر بيان «الجماعة»: «رغم أن الراحل نجيب محفوظ كتب «أولاد حارتنا» التي كانت تمثل إهانة للأديان كلها وليس للإسلام فحسب، إلا أنه مما يحمد للكاتب الكبير، أنه رفض نشرها وطبعها إلا إذا وافق عليها الأزهر الشريف، وهذه والله نعتبرها رجوعاً منه عن هذه القصة ونفضاً ليده منها وتوبة إلى الله من وزرها، فالرجوع إلى الحق فضيلة. ورغم ذلك فقد استغل بعض خصوم الإسلام فرصة محاولة اغتياله لنشر هذه القصة على نطاق واسع، وهذه والله هي النقيصة بعينها».

وشدد البيان على أن محاولة الاعتداء على محفوظ «لم تكن تمثل خطاً عاماً في الجماعة، وأنها كانت عملا فردياً قام به بعض المنتمين إلى الجماعة والمطاردين آنذاك»، مؤكداً أن «منفذي العملية لو كانوا سألوا قادة الجماعة وقتها لنهوهم عن خطأ في حق المفكر الوحيد في التسعينات، الذي كان يطالب بحقها في الوجود الشرعي».