معلقون إسرائيليون: تدني المستوى وانتشار الكذب في الجيش قادا للهزيمة

TT

قال معلقون إسرائيليون إن الجيش الإسرائيلي يحتاج الى «ثورة» من أجل إصلاحه بعد الضربة التي تلقاها خلال الحرب ضد «حزب الله». وفي ندوة بثتها الليلة قبل الماضية القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، قال يغآل سيرنا المعلق السياسي في صحيفة «يديعوت احرونوت» إن أخطر ما كشفت عنه الحرب الأخيرة، هو تدني مستوى الجندية والقيادة في الجيش الإسرائيلي بشكل فاق كل التوقعات.

وقال «سيرنا» إنه أجرى حوارات مع العديد من الجنود والقادة في يوم الثاني عشر من يوليو (تموز) الماضي، وهو اليوم الذي قام فيه مقاتلو «حزب الله» بقتل ثمانية جنود وأسر اثنين آخرين، ليتبين له أن كلاً من القادة والجنود تصرفوا بشكل سلبي جداً وينم عن غياب الاسلوب الدفاعي للقتال. وأكد سيرنا أنه في الوقت الذي تدنى فيه مستوى الأداء المهني العسكري للجيش في ساحات القتال كما ظهر في الحرب الأخيرة بشكل واضح، زاد تأثير القيادة العسكرية على دوائر صنع القرار في الدولة بشكل لم يسبق له مثيل. بحيث أصبحت الحكومة تتلقى تعليماتها من قيادة الجيش، مع أن النظام الديمقراطي يفترض أن يخضع المستوى العسكري للمستوى السياسي وليس العكس.

وأكد سيرنا أنه يتوجب أن تتخلص الدولة العبرية من قياداتها العسكرية، بحيث لا يصبح رؤساء الوزراء والوزراء من ألوية الجيش المتقاعدين، الذين اعتبرهم «ضيقي أفق»، ولا يفكرون إلا في الخيارات العسكرية لحل المشاكل التي تواجه الدولة، ويستثنون الحلول السياسية، خاصة فيما يتعلق بفكرة التوصل لتسويات سياسية مع المحيط العربي. من ناحيته، قال آرييه شافيط المعلق السياسي في صحيفة «هآرتس» إن ثقافة الكذب تحولت إلى أحد معالم التعامل داخل الجيش، حيث يحرص قادة الجيش على الكذب، من أجل التغطية على أوجه تقصيرهم في أداء مهامهم.

وضرب شافيط مثالاً يدلل على مدى استشراء ظاهرة الكذب لدى قادة الجيش، منوهاً بأن التقرير الذي صدر العام الماضي عن مأمور قسم الشكاوى في الجيش، يؤكد أن قادة الفرق والألوية في الجيش أبلغوه أنهم قاموا بإصلاح أوجه الخلل الذي أشار اليها تقريره، مؤكداً أنه فوجئ بأن قادة الجيش كذبوا عليه ببساطة، حيث أنهم لم يقوموا بإصلاح الخلل.

وأشار شافيط الى أن قادة الجيش ابتداء من رئيس هيئة الأركان والجنرالات، كذبوا خلال فترة الحرب على المستوى السياسي، بحيث أنهم كانوا يخبرون الحكومة أنه حققوا انتصارات على «حزب الله»، ليتبين فيما بعد أنهم لم يحققوا شيئاً، وتحديداً ادعاء قادة الجيش أن سلاح الجو قام بتدمير كل بطاريات إطلاق الصواريخ بعيدة المدى التي يملكها «حزب الله»، ليتبين بعد ذلك أن تقارير قادة الجيش كانت كاذبة، وذلك لأن «حزب الله» واصل إطلاق هذه الصواريخ حتى آخر يوم من هذه الحرب.

أما أمنون أبراموفيتش كبير المعلقين في قناة التلفزيون الثانية، فقال إنه يتوجب على أي لجنة تحقيق تود فحص مسار الحرب الأخيرة مع «حزب الله» أن تحقق في الأسباب التي قادت الى هذه النتيجة، غير المرضية لإسرائيل. واعتبر ابراموفيتش أن أحد أهم الأسباب كانت بلا شك تحول الجيش للاهتمام بالأعمال التي تقوم بها الشرطة في أي مكان في العالم.

مشيراً الى أنه أوكلت للجيش تنفيذ عمليات الاعتقال والاغتيال ضد ناشطي المقاومة الفلسطينية.