الجيش العراقي يتسلم «القيادة» من نظيره الأميركي اليوم.. والحكومة تتسلم «أبو غريب»

«خطأ» بيروقراطي أدى لتأجيل مراسم التسليم والتسلم أمس.. والجيش الأميركي يعتبرها خطوة مهمة

TT

يتسلم الجيش العراقي الجديد، اليوم القيادة العسكرية من نظيره الاميركي، في مراسم تقام بهذه المناسبة في المنطقة الخضراء بوسط بغداد. وقال متحدث باسم الجيش الأميركي، إن تلك المراسم التي كان من المفترض ان تتم امس، تأجلت في اللحظة الأخيرة في ظل تخبط عزاه المتحدث الى تخطيط سيئ.

وكان الجيش الأميركي قد أشاد بهذا الحدث بوصفه خطوة كبيرة نحو تولي العراق المسؤولية عن أمنه، وهو عامل مهم في أي قرار للولايات المتحدة بانسحاب القوات الأميركية. وقال اللفتنانت كولونيل باري جونسون «كان هناك خطأ في التخطيط بيننا ووزير الدفاع العراقي بخصوص المراسم. الأمر كله لا يتعدى كونه مسألة بيروقراطية»، مضيفا «ان المراسم تأجلت الى يوم غد (اليوم) الاحد». وهون جونسون من شأن التلميحات بأن الخطأ أبرز المشاكل بين القوتين في مجالي الإمداد والتموين والاتصالات.

وظل صحافيون تلقوا الدعوة لحضور المراسم في المنطقة الخضراء شديدة الحراسة في حافلة لأكثر من ساعة، بعد ان أبلغهم الجيش الأميركي في بادئ الامر بأن المراسم تأجلت لوقت لاحق، امس، ثم الى الاحد. ويدرب الجيش الأميركي الذي يتكبد خسائر بصورة شبه يومية، الجيش العراقي الجديد حتى يتسنى له بدء سحب بعض من جنوده.

وقال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، ان قواته ستتولى السيطرة على معظم أنحاء العراق من القوات الاجنبية التي تقودها الولايات المتحدة بحلول نهاية العام. وفي الأسبوع الماضي قال قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال جورج كيسي، الذي كان مقرر ان يحضر المراسم، انه يتوقع ان تتولى القوات العراقية مسؤولية الأمن خلال ما يتراوح بين 12 و18 شهرا.

الى ذلك، اكد اللواء الركن عثمان علي فرهود قائد فرقة المشاة الثامنة في الجيش العراقي المتمركزة في مدينة الديوانية جنوب العراق، على ان فرقته العسكرية هي الآن بصدد تسلم المسؤولية الأمنية كاملة من القوات المتعددة الجنسيات في المحافظة.

ونقل بيان حكومي عن فرهود الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي عقده، امس، في مقر قيادة فرقة المشاة الثامنة «نحن ملتزمون بحفظ الأمن في قاطع المسؤولية والاهتمام بالحلول السلمية من خلال لجان تنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني وقيادة الأحزاب لحل المعضلات، من أجل تعزيز وحدة الصف وتفعيل الخطة الأمنية».

وأوضح اللواء الركن أن قاطع المسؤولية في المحافظة كبير، وتم الاتفاق مع وزير الدفاع عبد القادر محمد جاسم بتشكيل قطعات إضافية لسد النقص الموجود هناك، مؤكدا ان الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة الديوانية، كان وراءها بعض المندسين، وانه لا توجد خلافات بين قوات الجيش والتيار الصدري، وان الهدوء يعم المدينة الآن.

واضاف فرهود «نسعى سوية لحفظ الأمن في كافة المحافظات (قواطع المسؤولية)، والعملية الأخيرة لم تشترك فيها قوات متعددة الجنسيات، بل فقط قواتنا العراقية».

من جهة ثانية، أكد الدكتور علي الدباغ الناطق الرسمي للحكومة العراقية، ان القوات العراقية تسلمت وبشكل رسمي ادارة سجن ابو غريب من القوات الاميركية التي كانت تسيطر عليه منذ دخولها البلاد في ابريل (نيسان) عام 2003، بعد ان تم اخلاؤه من السجناء والموقوفين وبشكل نهائي، وبعد ان تم اطلاق سراح الجزء الاكبر منهم فيما نقل المتبقون الى معتقلات وسجون اخرى.

وقال الدباغ في مؤتمر صحافي عقده امس في مبنى قصر المؤتمرات ببغداد «لقد تسلمت الحكومة العراقية امس (الجمعة) معتقل ابو غريب من القوات المتعددة الجنسيات بصورة رسمية، بعد ان كان يدار من قبل القوات الاميركية طوال الفترة الماضية»، مشيرا الى ان الحكومة ستنظر في أمر هذا السجن بما تراه مناسبا للمصلحة الوطنية. وأضاف المتحدث الرسمي «ان المعتقل وكما هو معلوم كان قد شهد انتهاكات وجرائم خطيرة طيلة فترة حكم صدام حسين، وشهد أيضا انتهاكات لحقوق الانسان من قبل افراد من القوات الاميركية الذين أخضعوا للمحاكمة».

يذكر ان سجن ابو غريب كان يضم آلافا من المعتقلين العراقيين الذين قامت القوات الأميركية باعتقالهم في الفترة التي تلت أحداث التاسع من ابريل من عام 2003 بتهم مختلفة تقف في مقدمتها تهمة استهداف قوات التحالف ومهاجمة افرادها.

وكانت الحكومة العراقية قد شكلت لجنة مركزية مشتركة قامت قبل عدة أشهر وكجزء من مبادرة المصالحة الوطنية التي أعلن عنها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وبالتنسيق مع الجيش الاميركي، بإعادة النظر بجميع الملفات الخاصة بالمعتقلين نتج عنها إطلاق سراح ما يقارب من 2500، سجين عراقي.