بلوغ عديد «يونيفيل» 5 آلاف جندي قد يسرع رفع إسرائيل الحصار واستكمال انسحابها البري

الموج العالي يعرقل إنزال القوات الإيطالية في جنوب لبنان

TT

عرقل الموج العالي بعض الشيء نزول الجنود الايطاليين «لليونيفيل» الى شاطئ صور، قبالة استراحة المدينة السياحية، وفق الخطة المقررة، التي كانت تقضي باستخدام الزوارق المطاطية لنقلهم من ثلاث سفن حربية، معززة ببارجتين للحماية، ما استوجب الاستعانة بثلاث طائرات مروحية، حولت ساحة خلفية للاستراحة الى مطار صغير ونقلت حوالي 200 منهم مع عشر آليات برمائية، بانتظار هدوء حركة الموج العالي، لتتولى البارجتان بعد ذلك انزال العدد الأكبر من الجنود والآليات عند مرفأ الناقورة، جنوب صور. ويفترض وصول عدد آخر عبر مطار بيروت الدولي، بانتظار أن تتجمع الكتيبة الايطالية في منطقة تبعد 20 كيلومترا عن صور، وتقع بين بلدتي صريفا وبرج قلاوييه، على أن يبقى الجنود فترة تتراوح بين ثلاثة أيام الى سبعة أيام لوضع الخطط والترتيبات، ويتم بعد ذلك توزيعهم.

وتوقع قائد القوات الدولية الجنرال الفرنسي الان بلليغريني وصول مزيد من القوات الفرنسية، إضافة الى القوات الاسبانية، مع احتمال وصول الجنود الاتراك قريبا. ومن المتوقع أن يرتفع العدد ليبلغ خمسة آلاف جندي قبل 15 سبتمبر (أيلول) الحالي، وذلك لتسريع الانسحاب الاسرائيلي البري ورفع الحصار البحري، وربما رفع الحصار الجوي ايضا. وقال الناطق باسم الامم المتحدة في لبنان خالد منصور لـ«الشرق الأوسط»، إن عدد جنود قوات اليونيفيل بلغ ثلاثة آلاف جندي حتى الآن. وقد بدأت عملها فور دخول القرار 1701 حيز التنفيذ. وهي تقدم يوما بيوم تقاريرها الى مجلس الأمن. وأشار الى أن «التقارير تسجل الانتهاكات الاسرائيلية الجوية اليومية». ونفى تسجيل أي انتهاكات برية. وأكد أنه قام بجولة على الحدود لرصد التحرك الاسرائيلي، مسجلا انسحابات من بعض المواقع المحتلة. وقال منصور إن منطقة الناقورة لن تتسع لعدد الجنود المقبلين الى لبنان.

وعلى طاولة اليونيفيل عدة خطط لترتيب أمور القوة الادارية، إضافة الى إقامة مركز صور يهتم بالنواحي اللوجستية والادارية، على أن يبقى مركز القيادة في الناقورة، مع احتمال نقله أو اقامة مركزين رئيسيين بين صور والناقورة.

وكانت مدينة صور قد شهدت حركة كثيفة صباح أمس، فاكتظت الطرق بالسيارات ونشطت الحركة التجارية في أسواقها. كذلك تجمع عدد كبير من المواطنين لرصد الجنود، الذين تحدوا الموج العالي ونزلوا في الزوارق بطريقة استعراضية تابعها بعض المواطنين بالمناظير، فيما صورها البعض الآخر.

وبدا توافد جنود اليونيفيل مطمئنا للمواطنين الذين ملوا أجواء الحرب، والمبالغات التي رافقتها. فاستبشروا خيرا بهدنة طويلة الامد. وقالت احدى المواطنات «ان الاخبار التي كانت تتردد عن صور جعلت الناس تحسب اننا نموت جوعا. وينفرون من زيارة المدينة وكأنها تحولت الى ركام. والامر لم يكن صحيحا. والآن مع قدوم هذه القوات ستنشط السياحة الداخلية، ونستعيد ايقاع الحياة الطبيعية. فقد عرفنا مرحلة يأس الشهر الماضي، لأن عودة التوتر جعلت الكثير من المواطنين يفكرون بترك البلد. أما اليوم فلا بد أن يؤدي وجود هذه القوات الى شعور بالأمان لقدرتها على ضبط التجاوزات من أي جانب أتت».

لكن هذا الطرح لم يعجب مواطنا متحمسا للمقاومة، فقال: «لا يمكن لهذه القوات أن تقوم بأي عمل ردعي، سواء تجاه الاسرائيليين او تجاه المقاومة. حتى الجيش اللبناني لا يمكنه ذلك. الامر لا يخرج عن كونه حركات استعراضية للمجتمع الدولي الظالم والمتواطئ مع الولايات المتحدة واسرائيل على حساب أمننا وكرامتنا».

وكان فندق الفنار في حارة صور القديمة، قد تحول الى مقر اداري لبعض منظمات الامم المتحدة. وقال مالكه ريمون صالحة إن «المنظمات استأجرت منه غرف الفندق وحولت المطعم الى مكاتب».

والفندق عبارة عن منزل أثري بني على ثلاث مراحل. يعود تاريخ المرحلة الاولى الى الحقبة الصليبية، وهو عبارة عن ثلاثة أقبية. أما الطابق الأرضي فبني قبل 150 عاما، وبني الطابق الاول في مطلع القرن العشرين. ويقع الفندق على شاطئ البحر ويضم منارة صغيرة تكشف التحركات في مياه صور الاقليمية.

ويجد صالحة أن تمركز اليونيفيل في منطقة صور سيساهم في انعاش الاقتصاد، ذلك أن وجود 15 ألف جندي سيتطلب تأمين كميات كبيرة من المواد الاستهلاكية، ما سيؤدي الى إنعاش السوق. كما أن هذا الوجود يوفر فرص عمل متعددة من شأنها أن تشغل اليد العاملة، وذلك بناء على تجربة سابقة عاشتها المنطقة منذ عام 1978.