بوش ينفي والبنتاغون يؤكد: العراق على شفا حرب أهلية

الرئيس قال إن آلاف العراقيين مع السلام ووزارة الدفاع أشارت إلى أن العنف زاد 24% وتصاعد القتل 51%

TT

رفض الرئيس الاميركي جورج بوش امس فكرة ان العراق انزلق الى حرب اهلية رغم القتال الطائفي الدامي في بغداد، وتقرير مروع لوزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» جاء فيه ان العنف ينتشر وان البلاد على شفير حرب اهلية. وصور بوش الجدل بشأن العراق على انه اختيار بين البقاء في المسار أو الانسحاب فجأة وتسليم البلاد الى الارهابيين. ويقول مراقبون ان حديث بوش جاء في اطار مساعيه لتعزيز شعبيته التي تدهورت بسبب الحرب قبل الذكرى السنوية لهجمات 11 سبتمبر (ايلول) وانتخابات أميركية حاسمة في نوفمبر (تشرين الثاني).

وصور بوش الحرب على انها جزء لا يتجزأ من معركة أشمل ضد الارهاب وقال ان الهزيمة في العراق تعني ان الجيل التالي سيواجه شرق أوسط «تهيمن عليه دول ارهابية وطغاة متطرفون مسلحون بالاسلحة النووية». وقال بوش في كلمته الاذاعية الاسبوعية «الارهابيون يفهمون الخطر الذي يفرضه عراق ديمقراطي على قضيتهم ولذلك فانهم يخوضون حملة دامية من العنف الطائفي الذي يأملون في ان يدفع ذلك البلد نحو حرب أهلية».

وفي تقييم للموقف في العراق خلال الاشهر الثلاثة الماضية قال البنتاغون ان الهجمات زادت بنسبة 24 في المائة وان الخسائر العراقية في الارواح تصاعدت بنسبة 51 في المائة وان العنف يمتد شمالا من بغداد. وذكر البنتاغون في تقرير فصلي الى الكونغرس ان جميع مقومات الحرب الاهلية تجمعت في النزاع في العراق، لكنها اكدت ان تجنب حرب من هذا النوع ما زال ممكنا. وقالت الوزارة في تقريرها ان «الظروف التي يمكن ان تؤدي الى حرب اهلية قائمة في العراق، لكن اعمال العنف الحالية ليست حربا اهلية ويمكن وقف الانزلاق باتجاه حرب اهلية». كما اكدت ان الصراع الحالي لا يرقى الى مستوى الهجمات التي كان يقتل فيها 120 عراقيا في اليوم. واشار التقرير الى ان «القلق من حرب اهلية تزايد في الاشهر الاخيرة بين العراقيين وبعض المحللين العسكريين»، مؤكدا ان «الوضع الامني بلغ في الوقت الراهن اقصى حدود التعقيد منذ بدء عملية حرية العراق». واكد ان «فرق الموت والارهابيين عالقون في دوامة من اعمال العنف الطائفية يعتبر فيها كل من المتطرفين السنة والشيعة نفسه مدافعا عن مجموعته». واوضحت ان «التمرد السني يبقى قويا وان غطت عليه اعمال العنف الطائفية». كما ذكرت الوزارة ان الشبكة التي كان يتزعمها ابومصعب الزرقاوي «ما زالت قادرة رغم مقتله على شن عمليات بفضل هيكلها القيادي المرن وشبه المستقل». وقال بوش «قادتنا ودبلوماسيونا على الارض يعتقدون ان العراق لم ينزلق الى حرب أهلية»، واضاف «وهم يرسلون تقارير بأن عددا صغيرا فقط من العراقيين هم الذين يشتبكون في عنف طائفي بينما الاغلبية الساحقة تريد السلام والعيش حياة عادية في بلد موحد». وأصبح تأمين بغداد العامل الرئيسي في حرب العراق، وزاد الجيش الأميركي وجوده هناك الى نحو 15 الف جندي، وقال بوش ان النتائج الاولية مشجعة وان العملية ستتسع في انحاء المدينة.

وفي مواجهة دعوات منتقدين لسحب 140 الف جندي أميركي في العراق تحدث بوش مؤيدا البقاء تخليدا لذكرى نحو ثلاثة الاف شخص قتلوا في هجمات 11 سبتمبر وتصوير القتال الحالي على انه امتداد لنفس المعركة الايديولوجية، وقال بوش «اذا انسحبت أميركا قبل ان يصبح العراق قادرا على الدفاع عن نفسه فان العواقب ستكون كارثية»، واضاف «امن العالم المتحضر يتوقف على الانتصار في الحرب على الارهاب وهذا يعتمد على النصر في العراق».

ويقول مراقبون ان كلمات بوش الاذاعية وسلسلة كلمات بشأن الامن القومي في الفترة من الان حتى 19 سبتمبر عندما يلقي الرئيس الأميركي كلمة امام الجمعية العامة للامم المتحدة هي جزء من هجوم نظمه البيت الابيض لحشد تأييد الرأي العام الذي أظهرت استطلاعات للرأي انه بدأ يفقد صبره ازاء حرب العراق التي بدأت منذ ثلاث سنوات.

وافتتح نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد الحملة قبل انتخابات السابع من نوفمبر التي ستحدد ما اذا كان الحزب الجمهوري سيحتفظ بالسيطرة على الكونغرس الأميركي من خلال اظهار ان المنتقدين ربما يقومون باسترضاء الارهابيين، ولم يذهب بوش الى ذلك المدى.

وقال «بعض السياسيين يقولون ان أفضل خيار امامنا هو الانسحاب من العراق»، واضاف «كثير من هؤلاء الناس مخلصون ووطنيون لكنهم لا يمكن ان يصبحوا مخطئين بدرجة أكبر». وساعدت جهود البيت الابيض في تصوير بوش على انه زعيم قوي في زمن الحرب في اعقاب هجمات 11 سبتمبر، وتصوير الديمقراطيين على انهم ضعفاء عندما يتعلق الامر بحماية البلاد الى فوز الجمهوريين في انتخابات عام 2002 وعام 2004.