بريطانيا: اعتقال 16 بموجب قانون الإرهاب بينهم 12 في مطعم صيني

المداهمات شملت مدرسة تديرها جمعية إسلامية

TT

قالت الشرطة البريطانية أمس انها اعتقلت 14 شخصا في عملية كبيرة وجديدة بلندن وضواحيها لمكافحة الارهاب في العاصمة بعد ثلاثة اسابيع فقط من الكشف عن مؤامرة يشتبه انها كانت تستهدف اسقاط طائرات في طريقها الى الولايات المتحدة فوق المحيط الاطلسي.

واعتقل ضباط الرجال في مداهمات بجنوب لندن وشرقها مساء اول من أمس وصباح أمس. فيما قالت شرطة مانشستر انها اعتقلت مشبوهين في اطار مكافحة الارهاب على خلفية حملة مداهمات جرت بالمدينة يوم 23 أغسطس (آب) الماضي. واكدت الشرطة أن اعتقالات مانشستر لا علاقة لها بالاعتقالات في لندن.

وقالت شرطة لندن في بيان «ان ضباطا من فرع شرطة مكافحة الارهاب بالمدينة اعتقلوا 14 رجلا في اطار قانون الارهاب في عملية مخطط لها بقيادة المخابرات». لكن الشرطة اكدت انه لاعلاقة بين الاعتقالات الجديدة ومخطط تفجير الطائرات الذي كشف عنه قبل اسابيع.

واضافت الشرطة ان الرجال اعتقلوا للاشتباه في «التكليف والتحضير والتدريب والتحريض على اعمال ارهاب»، وانهم محتجزون في مركز شرطة بوسط لندن. وتضمنت العملية مطعما صينيا جنوب العاصمة لندن داهمته الشرطة البريطانية مساء اول من أمس. وذكرت مصادر في لندن أن ما يقرب من 40 من أفراد الشرطة داهموا المطعم وحققوا مع بعض زبائنه اعتقلوا 12 منهم.

وقال مهدي بلياني، صاحب المطعم، انه فوجئ بعدد كبير من ضباط الشرطة البريطانية يقدر بنحو 50 الى 60 ضابطا وسط المطعم الذي يقع بجانب جامعة ساوث بانك في لندن. وقد داهمت الشرطة المطعم الذي كان مزدحما بالرواد في العاشرة من مساء اول من امس حسب هيئة الاذاعة البريطانية. وقال صاحب المطعم ان الشرطة ظلت ساعتين تستجوب مجموعة واحدا واحدا في هدوء بينما كان بقية الزبائن مندهشين. وتمت عملية مداهمة أخرى جنوب شرقي انجلترا. وأوضحت هيئة الاذاعة البريطانية أن الشرطة طوقت مدرسة إسلامية بمنطقة «تنبريدج ويلز» في كنت. وقال شهود عيان إن ما يقرب من 100 من رجال الشرطة انتقلوا إلى موقع المدرسة. ويفترض أن تكون مداهمة المدرسة ذات صلة بمداهمات اول من أمس. والمدرسة تخضع لإشراف «الجمعية الاسلامية» وتستقبل طلابا ما بين الحادية عشرة والسادسة عشرة من العمر. وافادت مصادر أمنية عن سعي المحتجزين لإقامة معسكرات تدريب الأصوليين داخل بريطانيا. وقالت الشرطة في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه امس ان عمليات بحث تنفذ في منازل بجنوب لندن وشرقها وشمالها.

وذكرت الشرطة ان هذه الاعتقالات تأتي في اعقاب عملية مراقبة وتحقيق استمرت لاشهر في اطار عملية مشتركة تشمل وحدة مكافحة الارهاب في الشرطة والاجهزة الامنية الأخرى.

ولم تقدم الشرطة تفاصيل عن الانشطة التي تشتبه في ان الرجال قاموا بها لكنها اضافت ان المعتقلين ليسوا على صلة بالاعتقالات التي حدثت يومي التاسع والعاشر من اغسطس الماضي، وشملت أكثر من 20 شخصا على صلة بما يُعتقد انه مخطط لتفجير طائرات متجهة للولايات المتحدة باستخدام متفجرات سائلة في مؤامرة عرفت باسم «الارهاب السائل».

كما قالت ان الرجال ليست لهم صلات بالهجمات التي وقعت في بريطانيا في السابع من يوليو (تموز) 2005 عندما قام اربعة انتحاريين بريطانيين مسلمين بقتل 52 شخصا في هجمات على وسائل نقل خلال ساعات الذروة. واعتقل الـ14 مشتبها بموجب قانون الإرهاب 2000 ويتم التحفظ عليهم وسط لندن حسب اسكوتلانديارد.

وقالت مصادر الشرطة لـ«الشرق الأوسط» ان هناك شخصين اعتقلتهما شرطة مكافحة الارهاب في منطقة تشتهام هيل بمدينة مانشستر، وان الشرطة تفتش حاليا ثلاثة منازل في نفس المنطقة. وقالت متحدثة باسم الشرطة لـ«الشرق الاوسط» ان «المداهمات التي جرت في مانشستر ليست لها علاقة بالاعتقالات التي جرت في لندن».

واضافت انها على خلفية استمرار التحقيقات في اعتقالات جرت في مانشستر يوم 23 اغسطس الماضي يذكر ان السلطات البريطانية وجهت اتهامات رسمية إلى 11 متهماً، من أصل 22 مشتبها في قضية مؤامرة تفجير الطائرات. ومن المقرر أن يمثل ثمانية متهمين رئيسيين في القضية، أمام المحكمة الجنائية المركزية، في الرابع من سبتمبر (أيلول) الحالي، في حين مَثُلَ متهمان آخران (امرأة وشاب قاصر) أمام محكمة ويستمنستر للمرة الثانية، في 29 أغسطس الماضي. وكانت السلطات البريطانية قد اعتقلت في البداية 23 مشتبها، إلا ان مدعي عام مكافحة الإرهاب، سوزان هيمنغ قالت إن المشتبه فيه رقم 23، وهي امرأة، أطلق سراحها. ووجهت الى اربعة اشخاص اتهامات أخف فيما ما زال خمسة آخرون قيد الاستجواب ولم توجه لهم تهم بعد.

واظهر موقع وزارة الداخلية البريطانية ان مستوى الخطر الارهابي ما زال «شديدا»، وهو ثاني اعلى مستوى. وفي أعقاب حملة الاعتقالات التي تمت في شهر اغسطس رفع مستوى الخطر الارهابي الى «حرج»، وهو اعلى درجاته، وفرضت قيود مشددة على حقائب ركاب الطائرات.