رئيس وحدة مكافحة الإرهاب البريطانية: المشهد مقلق جدا والمراقبات تشمل الآلاف

TT

قال رئيس وحدة مكافحة الإرهاب بيتر كلارك، إن الشرطة تراقب آلافا من البريطانيين المسلمين، الذين تشتبه في أنهم قد يكونون ضالعين في الإرهاب أو مؤيدين له.

وتتحدث مصادر مطلعة في العاصمة لندن، عن مراقبة عشرات من أبناء الجالية الآسيوية، مشيرا الى سفر المئات من الشباب المسلم الى باكستان للتدرب في معسكرات تدريب، والالتحاق بمدارس دينية. وضمن الذين سافروا الى باكستان محمد صديق خان زعيم الانتحاريين، وشهزاد تنوير اللذين انتحرا في هجمات لندن يوليو (تموز) 2005. وتعتقد المصادر الأمنية البريطانية، ان المؤامرات الارهابية التي تتعرض لها بريطانيا، تحاك وتخطط من قبل «القاعدة» في باكستان. وفي برنامج وثائقي تلفزيوني ستبثه هيئة (بي.بي.سي) اليوم، أوضح كلارك ان بريطانيا تشهد زيادة في التهديد الناجم عن متطرفين نشأوا في بريطانيا.

وقال كلارك، إن ضباطه يركزون «على مجموعة كاملة من الأشخاص، ليس فقط إرهابيين أو مهاجمين، بل اشخاص قد يغويهم دعم أو تشجيع هؤلاء». وكان كلارك قد وصف المشهد الاستخباراتي في بريطانيا بالـ«مقلق جدا». ولدى سؤاله عن العدد التقريبي للأشخاص، الذين قد يكونون موضع شك من قبَل الشرطة لإمكانية تورطهم مباشرة أو غير مباشرة بقضايا «الإرهاب»، أجاب كلارك: «لا أريد أن أخوض في لعبة الأرقام. لا أعتقد ان ذلك قد يكون مجديا. كل ما أستطيع قوله هو أن معرفتنا تزيد في هذا المجال، وأن عدد الأشخاص الذين قد نكون مهتمين بهم بشكل عام هو بالآلاف». وأوضح كلارك أن منذ وقوع هجمات سبتمبر (أيلول) 2001 في نيويورك، علمت الشرطة البريطانية، أن التهديد لا يأتي فقط من الخارج. وأضاف: «ما عرفناه وما شهدناه بشكل دام وإجرامي، هو أن عندنا تهديدا ينبع من هنا، من داخل بريطانيا». وفي الإطار ذاته، أكّد كلارك وجود نوع من «مصفاة» تأخذ شبابا مسلمين من بريطانيا إلى العراق. وأضاف: «ما نراه هو وجود أفراد مرتبطين بشبكة معارف واتصالات، تسعدهم محاولة تنظيم سفر الآخرين».

في المقابل، أعلن أكبر ضابط بريطاني في العراق الجنرال سير روب فراي، أنه لم ير أي دليل لسفر شباب بريطانيين إلى العراق، للتورط بما يُعرف بالـ«عمليات الإرهابية». وأضاف: «هل ساهم العراق في تطرّف الشباب الإسلاميين؟ بصدق لا أدري، ولكن الأمر لا يتطلب العراق لكي يتحقق. فهناك أمثلة كافية لأوضاع متشابهة في العالم. فقد تكون فلسطين، أو كشمير أو حتى الإضعاف الطويل المدى للمجتمعات الإسلامية». وتابع فراي: «أعتقد أن هناك انسلاخا عاما وخيبة أمل في داخل نظام المعتقدات الإسلامية في الشرق الأوسط، وأيضا في أماكن مثل بريطانيا، بسبب ما يحصل». وكانت ترجيحات سابقة قد توقعت نموا حادا في عدد الأشخاص داخل بريطانيا، الذين هم على استعداد لتوريط أنفسهم في ما يُسمّى «الإرهاب». وفي هذا الإطار، كشف تقرير أعدّته لجنة الاستخبارات والأمن البريطانية حول تفجيرات لندن يوليو 2005 أن جهاز الاستخبارات الداخلية (أم.آي.5) كان على علم بوجود حوالي 250 مشتبها فيهم محتملين، عام 2001.

أما عام 2004، فقد تضاعف عدد «الأهداف الأولية للتحقيق» ووصل إلى 500، حسب تقرير النواب البريطانيين.

وفي العام الذي تلاه ارتفع العدد مجددا ليبلغ 800 مشتبه فيهم. وقد أكد كلارك أنه بعد تفجيرات لندن 2005، يُجري «اسكتلنديارد» تحقيقات في إطار محاربة «الإرهاب» أكثر من أي وقت سبق.