مقتل 14 جندياً بريطانياً في تحطم طائرة.. وحملة واسعة جديدة ضد طالبان

«الأطلسي» يحدد لنفسه 6 أشهر لقلب الأوضاع لمصلحته في أفغانستان

TT

قتل 14 عسكرياً بريطانياً امس في تحطم طائرة لحلف شمال الاطلسي في افغانستان، بحسب ما اعلنت وزارة الدفاع البريطانية. وقال الكومندان كوينتن اينيس المتحدث باسم الحلف في افغانستان ان الطائرة تحطمت «لأسباب ميكانيكية» بين قندهار كبرى مدن الجنوب الأفغاني وإقليم مجاور.

وهذه الطائرة الثانية للقوات الدولية التي تتحطم خلال ثلاثة ايام.

وكانت مقاتلة هولندية من طراز «إف-16» تحطمت وقتل طيارها الخميس خلال عملية في جنوب افغانستان، واشارت العناصر الاولى للتحقيق الى وقوع حادث. وتستخدم قوة «ايساف» انواعا عدة من الطائرات في افغانستان، منها مقاتلات «اف-16» الاميركية و«هارير» البريطانية فضلا عن طائرات لنقل الوقود والجنود.

ووقع حادث تحطم الطائرة في يوم اطلقت فيه القوات الامنية الافغانية وحلف شمال الاطلسي حملة واسعة جنوب افغانستان، حيث يتحدى متمردو طالبان سيطرتها منذ اشهر. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الكومندان سكوت لوندي، الناطق باسم «ايساف» بقيادة حلف شمال الاطلسي، قوله: «بدات القوات الافغانية صباحا عملية تستمر اسابيع عدة ضد عدة ملاجئ معروفة لطالبان في منطقة بنجوي في ولاية قندهار»، مشيرا الى ان «الهدف هو انهاء التهديد الذي تمثله طالبان على بنجوي وتثبيت الوضع بهدف التمكن من اعادة اطلاق الاعمار ومشاريع التنمية التي هي حاجة ماسة».

واكد ان مئات العناصر من قوة «ايساف» وعددا مماثلا من جنود الجيش الافغاني والشرطة الافغانية يشاركون في هذه العملية. وسيحظى الجنود بكل الدعم الذي يمكن للقوة الدولية توفيره في مجال التسلح لجهة استخدام الطائرات والمدفعية وصولا الى قذائف الهاون، كما اكد الكومندان الذي اوضح ان العملية «ستستمر لبعض الوقت».

وبهدف التخفيف من احتمالات سقوط ضحايا من المدنيين، طلبت قوات الاطلسي منهم الابتعاد عن الاماكن التي ستدور المعارك فيها، عبر وسائل الاعلام، ومن خلال إلقاء منشورات في هذه الاماكن ثلاث مرات على الاقل. وتطلب هذه المناشير من عناصر طالبان «إلقاء سلاحهم وتسليم انفسهم».

وينتشر حوالي 2300 جندي كندي في ولاية قندهار. وكان اقليم بنجوي مسرحا لمعارك عنيفة منذ اشهر بين قوات الامن الافغانية والقوة العسكرية الدولية والمجموعات المتمردة التي كان يصل عديدها احيانا الى ما يفوق مائة رجل. وقتل مئات من طالبان في هذه المعارك التي اوقعت ايضا مئات الضحايا بين المدنيين واسفرت عن سقوط عدة عسكريين ورجال شرطة افغان اضافة الى عدة جنود كنديين.

ونقلت صحيفة «الفايننشال تايمز» البريطانية امس عن قائد القوة التابعة لحلف شمال الاطلسي في افغانستان قوله ان القوة الدولية حددت لنفسها مهلة ستة اشهر للتفوق على طالبان. وقال الجنرال البريطاني ديفيد ريتشاردز للصحيفة: «علينا ان نثبت في الاشهر الستة المقبلة ان حكومة الرئيس (الافغاني) حميد كرزاي ستفوز في المعركة». وفي موازاة هذا التصريح، نقلت صحيفة «فايننشال تايمز» عن وزير التربية الافغاني محمد حنيف اتمر قوله ان «الوضع في جنوب البلاد حيث تنشط حركة التمرد، يتطلب سياسة اكثر وضوحا بهدف كسب القلوب والافكار».

الى ذلك، اغتال مسلحون يشتبه في انهم من طالبان ضابطا افغانيا كبيرا وحراسه الثلاثة وامرأة قريبة له امس تاركين فقط طفل المرأة البالغ من العمر ثلاثة اشهر. وقال سيد اغا ثاقب، قائد شرطة اقليم فراه (جنوب غرب): «انهم حتما من طالبان. لا أحد يستطيع ان ينصب مثل هذا الكمين الجبان سوى طالبان». كما اغتال مسلحون يشتبه في انتمائهم لطالبان قائد شرطة في اقليم نمروز المجاور وقتلوا ثلاثة من حراسه.

وتشهد افغانستان منذ اشهر معارك عنيفة بين طالبان من جهة والقوات الافغانية والدولية من جهة اخرى، وقتل نحو الفي شخص غالبيتهم من طالبان؛ وبينهم ايضا مدنيون وعمال اغاثة واكثر من 90 جنديا اجنبيا في اعمال العنف هذا العام.