كاسترو العليل يظهر للعالم.. مستقبلا شافيز

في ثاني ظهور تلفزيوني له منذ خضوعه لجراحة وتخليه مؤقتاً عن السلطة

TT

بث التلفزيون الكوبي صوراً للرئيس فيدل كاسترو، وهو يستقبل نظيره الفنزويلي هوغو شافيز، الليلة قبل الماضية، وذلك بعد شهر من الاعلان عن العملية الجراحية التي اجريت له وحملته على التخلي مؤقتا عن السلطة. واستقبل كاسترو البالغ من العمر 80 عاما طوال اكثر من ساعتين نظيره الفنزويلي الذي توقف في كوبا لدى عودته من جولة دولية شملت الصين وماليزيا وسورية وانغولا. وظهر كاسترو وهو يرتدي بيجامة حمراء اللون جالسا على سريره في غرفة مجهزة بالادوات الطبية شبيهة بغرفة في مستشفى، الا انه بدا في حالة صحية جيدة وعانق شافيز عند وصوله قبل ان يجلس على السرير. وقام الرجلان بكتابة رسائل تبادلا قراءتها قبل ان يهتفا شعار الثورة الكوبية «حتى النصر وسننتصر». وهذه المرة الثانية التي يعرض فيها التلفزيون الكوبي صورا لكاسترو الذي يتماثل للشفاء منذ الصور التي بثها غداة الاحتفال بعيد ميلاده الثمانين في الثالث عشر من اغسطس (آب) الماضي، مع شافيز، وشقيقه راؤول كاسترو الذي سلمه السلطة مؤقتاً.

وقرأ كاسترو رسالته الى شافيز قائلاً: «اهنئك انت وشعبك البوليفاري الرائع على نجاح جولتك الاخيرة الذي تجاوز كل التوقعات. يظهر رجال دولة لامعون وجريئون بأفكار جديدة يحتاج اليها عصرنا الصعب جدا». ورد شافيز «يحيا فيدل وتحيا كوبا. في هذه الزيارة الثالثة لفيدل ألاحظ تحسنا واضحا للمريض على كل الاصعدة. أهنئك فيدل انت في صحة جيدة جدا. لقد صلينا من اجلك على جبل الصين المقدس. انقل اليك قبلات ملايين الناس الذين يحبونك مثلي».

اما راؤول كاسترو فقد ظهر في استقبال شافيز في مطار هافانا برفقة نائب الرئيس كارلوس لاغي. وقال هوغو شافيز خلال حديثه مع كاسترو على التلفزيون ان راؤول كاسترو وكارلوس لاغي ووزير الخارجية الكوبي فيليبي بيريز روكي كانوا في الغرفة مع انهم لم يظهروا على الشاشة. وهذه هي الزيارة الثالثة التي يقوم بها شافيز الى فيدل كاسترو منذ مرضه، وذلك بعد تلك التي كشف عنها في الصين وقال انه قام بها في 21 اغسطس واخرى سابقة في 13 اغسطس بمناسبة عيد الميلاد الثمانين للزعيم الكوبي. وفي ذلك اليوم نشرت الصور الاولى لفيدل كاسترو في صحيفة «يوفنتود ريبيلدي» مما وضع حدا للشائعات التي ترددت عن سوء حالته الصحية.

وكان قد اعلن في 31 يوليو (تموز) الماضي عن خضوع فيدل كاسترو لعملية «معقدة» في الامعاء نتيجة «الضغط العصبي الشديد» الذي تعرض له بسبب رحلاته المتعددة ونشاطه. واضطر الزعيم اليساري الذي حكم البلاد بلا انقطاع وبقبضة من حديد منذ يناير (كانون الثاني) 1959 الى التخلي مؤقتا عن سلطاته فيما بدا وكأنه «بروفة عامة» للخطة الموضوعة للتنفيذ في حالة غياب رئيس الدولة.

وجاء بث صور استقبال كاسترو نظيره وحليفه شافيز، قبل نحو أسبوع من القمة الرابعة عشرة لحركة عدم الانحياز، التي سيشارك فيها حوالي 50 من قادة الدول الاعضاء في العاصمة الكوبية هافانا في الفترة بين 11 و16 سبتمبر الحالي. وستخصص قمة هذا العام لمناقشة موضوعات الفقر والدفاع عن عالم متعدد الاقطاب وإصلاح الامم المتحدة والتعاون بين دول الجنوب ودعم القضية الفلسطينية.