إبحار 200 جندي فرنسي إلى لبنان مقدمة لوصول تعزيزات إضافية للقوة الدولية

TT

أبحرت صباح أمس باتجاه المياه اللبنانية باخرة الإنزال الفرنسية «فودر» حاملة 200 جندي يشكلون الدفعة الثانية من عملية تعزيز المساهمة الفرنسية في قوة الطوارئ الدولية المعززة «يونيفيل» بمقتضى قرار الرئيس الفرنسي جاك شيراك رفع عديد القوة الفرنسية الى 2000 جندي. وتحمل باخرة الإنزال كذلك 130 شاحنة وسيارة عسكرية وسيارات قيادة وحاويات من الذخيرة.

وكانت باريس قد ارسلت غداة إعلان وقف الأعمال الحربية بين إسرائيل وحزب الله قوة فنية من 200 جندي انضمت الى الوحدة الفرنسية العاملة في القوة الدولية منذ العام 1978. وقالت وزارة الدفاع الفرنسية إن مهمة القوة تتمثل في التحضير لوصول وانتشار 900 جندي فرنسي في جنوب لبنان قبل الخامس عشر من الشهر الحالي بحيث تكون القوة الفرنسية الثانية من حيث الأهمية بعد القوة الإيطالية المفترض أن تبلغ 2500 رجل. وتضاف الى هذه المساهمة الفرنسية في إطار اليونيفيل المعززة قوة بحرية من 1600 رجل تبحر بمواجهة المياه اللبنانية في إطار عملية «باليست» التي وفرت الدعم اللوجستي للقوة الدولية خلال ايام الحرب الأخيرة. كذلك ارسلت باريس أقل من 200 رجل إضافيين الى لبنان للمساعدة في إعادة تشييد الجسور والبنى التحتية التي تضررت أو دمرت تماما بسبب القصف الإسرائيلي.

وانطلقت القوة الفرنسية من ميناء طولون المتوسطي. وتنطلق بعد غد سفن أخرى محملة بالأسلحة الثقيلة وتحديدا 13 دبابة من طراز «لوكلير» ومدفعية 155 ملم فضلا عن مركبات مصفحة وناقلات جند وأنظمة دفاع جوي بحيث تكون القوة الفرنسية في الجنوب الأفضل تسليحا من المساهمات السابقة لفرنسا في عمليات حفظ السلام. وسيتم نقل جزء كبير من القوة العسكرية جوا الى مطار بيروت بحيث تكون في لبنان بحدود العاشر من الشهر الحالي. أما باقي القوة فسيرسل لاحقا. وكانت باريس أصرت، خلال فترة المناقشات في نيويورك، على توفير «الوسائل» اللازمة للقوة الدولية حتى تتمكن من أداء مهماتها المنصوص عليها في القرار 1701 في إشارة الى نوعية الأسلحة التي تستطيع أن تتجهز بها. كذلك حصلت باريس على ما طلبته من تحديد دقيق لمهمة القوة وتمكينها من الدفاع عن نفسها واستخدام سلاحها في أوضاع «معادية» بالإضافة الى «اختصار» سلسلة القيادة وإيجاد«خلية» قيادة عسكرية في نيويورك ترتبط بها قيادة القوة الميدانية في جنوب لبنان. وتم الاتفاق على أن تبقى قيادة القوة للجنرال الفرنسي ألان بلليغريني حتى نهاية شهر فبراير(شباط) المقبل على أن تنتقل الى جنرال إيطالي. أما الخلية العسكرية في الأمانة العامة للأمم المتحدة فستكون منذ الآن بقيادة جنرال إيطالي.

وتشدد المصادر العسكرية الفرنسية على «قوة النيران» المتوفر للقوة الفرنسية والتي تراها ضرورية بسبب «الوضعية الخاصة لمسرح العمليات» الذي ستنتشر فيه. ومن اللافت إرسال باريس لدبابات «لوكلير» الثقيلة التي تشكل افضل ما يملكه الجيش الفرنسي من المعدات الثقيلة. وسبق لفرنسا أن ارسلت مجموعة من هذه الدبابات الى كوسوفو عام 1999. غير أن هذه القوة كانت تحت قيادة الحلف الأطلسي وليس الأمم المتحدة.