قلة النوم وكثرة الدهون في الوجبات السريعة تعرض الإنسان للإكثار من الطعام

1.5 مليار إنسان مصاب بالبدانة في العالم

TT

التطور والبيئة وليس الشراهة للطعام بمفردها هي العوامل التي ادت الى انتشار «وباء» البدانة حول العالم، وفقا لتقرير قدم امس امام المؤتمر العاشر للسمنة المنعقد في مدينة سيدني الاسترالية، الذي بدأ امس الاثنين ويستمر اسبوعا ويحضره اكثر من 2000 خبير وعالم. ويعاني نحو 1.5 مليار انسان من زيادة الوزن وفق تقدير الخبراء، وهو ما يزيد عن عدد الذين يعانون من سوء التغذية.

وطالب عدد من الخبراء في المؤتمر بضرورة اجراء اصلاحات جوهرية على الزراعة لتقليل انتاج الزيوت والشحوم والسكر بهدف القضاء على السمنة، بدلا من الركض وراء موضة المنتجات الصحية لخفض الوزن. وانتقد فيليب جيمس الخبير في السمنة، المستشار الاسبق في المواصفات الغذائية لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير، سياسات الدعم المالي لقطاع المزروعات في الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عنه ان «قطاع الزراعة المدعوم ماليا من ضرائب المواطنين يعزز سلة الغذاء التي تقود الى انتشار وباء السمنة».

وقالت كيت شتاينبيك الرئيسة المناوبة للمؤتمر ان الانتشار المتزايد لوباء البدانة بين الاطفال سيجعل كثيرين يموتون قبل ابائهم. ونقلت وكالة رويترز عنها ان «هذا أول جيل في التاريخ قد يموت فيه الاطفال قبل ابائهم»! وأوضحت شتاينبيك ان مكافحة البدانة ليست ببساطة مسألة متعلقة بالإقلال من الطعام وممارسة تمارين بدنية أكثر، لكنها تحتاج الى معرفة العوامل البيئية والوراثية التي تسهم فيها. وقالت: «نعرف ان الامر لا يتعلق بالشراهة.. انه تفاعل الوراثة والبيئة».

وكانت دراسة اجراها باحثون في جامعة فلوريدا الاميركية صدرت بداية الشهر الحالي قد اشارت الى وجود علاقة مباشرة بين السمنة لدى الاطفال الصغار وضعف قدراتهم العقلية. ورغم ان الباحثين الذين نشروا دراستهم في مجلة «جورنال اوف بيادتريكس» لطب الاطفال، لم يعثروا على سبب مباشر لهذه العلاقة الا انهم يعتقدون ان اختلال التمثيل الغذائي لدى الطفل يؤثر سلبا على مخه الذي يكون في حالة نمو وتطور والذي يتأثر بسرعة بالمؤثرات الضارة.

من جهته اشار جيمس الى الدنمارك بوصفها احدى الدول الرائدة التي حققت نجاحا في تنظيم الغذاء المرتبط بالسمنة، بعد ان حظرت استخدام الدهون الانتقالية في الغذاء، ويتعرض كل شخص يخل بالحظر الى عقوبة بالسجن عامين.

وقال خبراء في مجال الصحة في المؤتمر، ان النصائح التي قدمت الى افراد الجمهور على مدى الثلاثين عاما الماضية، لتقليل الدهون وممارسة التمرينات الرياضية فشلت في مكافحة البدانة على مستوى العالم. وقال بول زيميت الرئيس المناوب للمؤتمر ان البدانة «أصبحت مرضا قاتلا غادرا، وسببا رئيسيا في الاصابة بأمراض يمكن الوقاية منها مثل السكري ومرض القلب». واضاف ان السمنة «مرض له عواقب كارثية على الصحة وعواقب اجتماعية واقتصادية».

وكشفت الرابطة الدولية لدراسات البدانة ان دراسة جديدة وجدت ان قلة النوم وكثرة الدهون الموجودة في الوجبات السريعة يمكن ان تغير التركيبة البيولوجية للشخص وتجعله أكثر عرضة للاكثار من الطعام وأقل نشاطا. وقال ارني فيرنون رئيس الرابطة انه «يجب اعطاء دراسات البدانة أولوية قصوى حتى يتجدد الامل في مكافحة الوباء العالمي». وذكر فيرنون ان الملايين الذين يعانون من السمنة يتعرضون للتفرقة ويشعرون بالخزي وكثيرا لا يسمح لهم بالحصول على خدمات طبية. وقالت انثيا مكجيل امام المؤتمر ان المكملات الغذائية الخاصة بالحمية والعلاجات البديلة التي تعد بخفض الوزن ذات تأثير محدود أو ليس لها أي تأثير على الاطلاق لانها لا يمكنها مسايرة التأثيرات الخاصة بالتطور التي تجعل الجسم يحتفظ بالطاقة في وقت المجاعة. وقالت مكجيل وهي محاضرة في مجال صحة السكان بجامعة اوكلاند ان البشر فطروا على زيادة طاقتهم لاقصى درجة لان أمخاخهم الكبيرة تستهلك نحو ربع اجمالي الطاقة التي يستهلكونها.