أفغانستان: مقتل 5 بينهم بريطاني في تفجير انتحاري.. ومصرع كندي «بنيران صديقة»

مواجهات الجنوب المضطرب تسفر عن مصرع 13 من طالبان و3 من الشرطة

TT

شهدت أفغانستان يوما دامياً آخر، أمس، مع مقتل 5 أشخاص بينهم جندي بريطاني في هجوم انتحاري في العاصمة كابل، ومصرع جندي كندي «بنيران صديقة» خلال العملية العسكرية التي بدأتها قوات حلف شمال الأطلسي السبت الماضي في الجنوب المضطرب لمطاردة مقاتلي حركة طالبان.

واستهدف الهجوم الانتحاري الذي وقع في كابل دورية بريطانية كانت تسير على طريق شرق المدينة تستخدمها القوات الأجنبية عادة وشهدت معظم الهجمات الانتحارية التي وقعت في المدينة. وأوضح الميجور لوك نيتيغ، المتحدث باسم قوة «ايسا» أن «جنديا بريطانيا توفي متأثرا بجروح أصيب بها في الانفجار»، مضيفا ان الانفجار أسفر عن جرح ثلاثة آخرين. وفي لندن أكدت وزارة الدفاع مقتل جندي بريطاني وإصابة آخر بجروح خطيرة. كما صرح محمد يوسف ستانيزاي المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية ان أربعة مدنيين أفغان قتلوا وأصيب سبعة آخرون بجروح في الهجوم. وأوضح ان الحادث كان نتيجة «هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف قوات أجنبية على تلك الطريق». وقد وضعت المتفجرات في عربة ذات دفع رباعي انفجرت وسط الطريق. وصرح الجنرال علي شاه باكتياوال، رئيس قسم التحقيق الجنائي في الشرطة الأفغانية، ان ثلاثة من القتلى هم من المارة الأفغان، أما الرابع فهو عنصر في جهاز الاستخبارات الأفغانية.

وفي جنوب البلاد، قتل جندي كندي وجرح عدد آخر بعد إصابتهم عن طريق الخطأ «بنيران صديقة». وأوضح بيان للقوة الدولية للمساعدة على إرساء الأمن في أفغانستان (ايساف) التابعة لحلف شمال الأطلسي، إن قوات تشارك في العملية التي تجري في اقليم بنجواي بولاية قندهار الجنوبية طلبت دعما جويا، فاستجابت طائرتان تابعتان لقوة «ايساف» غير أنهما «هاجمتا للأسف قوات صديقة». وتابع البيان ان الحادث «أوقع قتيلا والعديد من الجرحى في صفوف ايساف».

وكان أربعة جنود كنديين قتلوا أول من أمس في معارك في جنوب افغاستان ضمن هذه العملية التي قتل فيها 200 عنصر من مقاتلي طالبان، بحسب «ايساف». وبهذا يرتفع الى 20 عدد الجنود الكنديين الذين قتلوا في هجمات وعمليات قتالية هذا العام في افغانستان حيث ينتشر نحو 2300 جندي كندي. وبدأت عملية «ميدوزا» يوم السبت ويشارك فيها نحو ألفين من جنود حلف الأطلسي والقوات الافغانية وتهدف الى اخراج مقاتلي طالبان من بانجواي.

وقال الجنرال ديفيد ريتشاردز قائد قوات «ايساف» للصحافيين ان حادث امس «مؤسف لكن المهمة التي يقومون بها مهمة للغاية وربما ضرورية للعملية التي نقوم بها». وأوضح ان هذا اول حادث من نوعه في اكثر من 800 عملية تقوم بها «ايساف» وتستخدم فيها الدعم الجوي المباشر. وقتل أربعة جنود كنديين «بنيران صديقة» في ابريل (نيسان) 2002 عندما اعتقد قائد طائرة من طراز «اف ـ 16» أن مجموعة من الجنود الذين يقومون بتدريب باستخدام الذخيرة الحية، هم من طالبان فأطلق عليهم قنبلة موجهة بالليزر تزن 250 كلغ. وأدين الطيار بالإهمال ووجه اليه توبيخ وأجبر على دفع غرامة.

وفي ولاية هلمند الجنوبية ايضاً، قتل 16 من عناصر طالبان وثلاثة من عناصر الشرطة الأفغانية الليلة قبل الماضية. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن قائد الشرطة في الولاية محمد نبي ملا خيل قوله إن «عناصر من طالبان هاجموا مرة أخرى إقليم غارمسير» و«استمرت المعارك عدة ساعات وأسفرت عن مقتل 16 من عناصر طالبان وإصابة عشرة بجروح». وتعد هلمند أكبر ولايات أفغانستان المنتجة للأفيون وتشهد نشاطا كبيرا لعناصر طالبان.

وبمقتل الجندي البريطاني في هجوم كابل امس، يرتفع الى 16 عدد الجنود البريطانيين الذين قتلوا في هجمات في أفغانستان هذا العام، منهم 15 قتلوا في ولاية هلمند الجنوبية حيث ينتشر معظم الجنود البريطانيين المتمركزين في أفغانستان والبالغ عددهم 4500 جندي. ولا يشمل هذا العدد 14 جنديا بريطانيا قتلوا في ولاية قندهار جنوب افغانستان يوم السبت عند تحطم طائرة الاستطلاع التي كانوا يستقلونها لدعم العملية الواسعة التي تقوم بها قوات التحالف ضد قوات طالبان، بسبب عطل تقني. وذكرت صحيفة «التايمز» البريطانية أمس ان تحطم الطائرة نجم عن حريق اندلع على متنها. وقالت الصحيفة نقلا عن مصدر عسكري لم تكشف هويته ان الحريق نجم عن ماس كهربائي في الطائرة وهي من نوع «نمرود إم آر2». وتعتبر هذه اكبر خسارة في صفوف القوات البريطانية في أفغانستان أو العراق منذ بدء الحرب على الإرهاب في نوفمبر (تشرين الثاني) 2001.