عبر شيوخ ورؤساء ووجهاء عشائر عراقية، عن رفضهم لقرار حكومة اقليم كردستان بشأن انزال العلم العراقي عن مناطق الاقليم وإحلال علم الاقليم بدلا عنه، واكدوا في خطب وكلمات، خلال تجمعهم في مقر جبهة الحوار الوطني في العاصمة العراقية بغداد على «وحدة الصف والتكاتف والوقوف بوجه كل المحاولات الرامية الى تجزئة العراق». ووصف الدكتور صالح المطلك، رئيس جبهة الحوار الوطني، في كلمة له امام التجمع، الذي ضم اكثر من 100 شخصية عشائرية قرار حكومة كردستان «بأنه يهدف الى تحقيق مآرب شخصية ضيقة لا تخدم التوجه الوطني، بل انها تصب في مشروع الاحتلال وتؤسس لخلق حالة صراع بين العرب والاكراد، وهو تحد لشعب العراق في هذه المرحلة، وان حكومة اقليم كردستان استغلت هذا الظرف الصعب، الذي يمر به العراق لاتخاذ هذا القرار».
وقال المطلك، ان انزال العلم العراقي «هو قرار لا يمثل الشعب الكردي وهو قرار اتخذته حكومة الاقليم لغرض طرح اجندة ضد توجهات الشعب العراقي عربا وكردا»، معتبرا انه «وعلى مر العصور كان هناك تعايش مع مكونات العراق القومية، ولم تشهد تلك الفترات تصادما بين العرب والكرد»، واصفا القرار بانه «محاولات من قبل الاحزاب الكردية، التي تعمل جاهدة لخلق حالة احتقان بين العرب والاكراد، وهي لا تخدم الا المشاريع المعادية للعراق». ودعا المطلك الى «التيقظ والانتباه وافشال المؤامرة»، كما دعا السياسيين لاتخاذ موقف «وهو ما ينبغي اتخاذه حول انزال العلم العراقي تضامنا مع تصريح رئيس الوزراء نوري المالكي، الذي طالب برفعه في كل بقـاع العراق». كما ناشـد العشائر «التكاتف والتلاحم لافشال اي مخطط يهدد وحدة العراق».
وقال المطلك في مؤتمر صحافي «نحن نأسف لأن بعض الساسة التزموا الصمت، حيال اكبر الكبائر في دستور العراق، وسكتوا على خرق اكثر فقرة قدسية في دستور العراق». واضاف ان «هذه رسالة لرئيس الجمهورية جلال طالباني ليقول كلمته (...) عندما انتخبناه كان يقف ووراءه علم العراق فعليه ان يعيد السيادة الى اقليم كردستان».
وفي تصريحات لـ«الشرق الاوسط» عبر عـدد من الحاضرين عن رفضهم الاجراء الذي اتخذته حكومة اقليم كردسـتان، وقال الشيخ اسماعيـل عـداي الحمراني، ان العراق «يمر في محن كثيرة وان انـزال العلم العراقي بـالذات من قبل الاخـوة الكـرد غير مقبول، وعليهم مراجعة انفسـهم لان العـراق يمثل قوميات واقليات كثيرة وعلينا جميعا ان نكون تحت مظلة العلـم العراقي وتوحيد الكلمة، وهو العلم الذي يحتوي على كلمة الله اكبر».
واكد الشيخ احمد حسن المالكي ان التجمع «جاء استنكارا لقرار حكومة كردستان، ونحن كشعب واحد لا نقبل بالتجزئة، مبينا ان قرار انزال العلم هو قرار سياسي ضد الوطنية»، فيما دعا الشيخ كاظم خلف الدراجي الى «عدم الفرقة بين ابناء الشعب الواحد والتماسك تحت مظلة حكومة المالكي». وقال الشيخ حازم الشويل ان والد مسعود بارزاني الملا مصطفى «نزل في ميناء البصرة ذات يوم وقبل ترابها وهو دليل على عمق تفكيره في الوطن الواحد، وان عبد المحسن الحكيم حرم الحرب على الاكراد لانهم عراقيون ومسلمون». كما استنكر الشيخ راضي عباس العكيلي بشدة قرار انزال العلم العراقي، مطالبا الحكومة المركزية والبرلمان باتخاذ الاجراءات اللازمة حفاظا على وحدة العراق.