الأردن: الاعتداء على السياح فردي ولا امتداد خارجياً له

اعتقال جار المسلح وترحيل ذويه إلى منطقة آمنة لحمايتهم

TT

اكدت الحكومة الاردنية امس ان الاعتداء على السياح الاجانب في عمان كان «عملاً فردياً، لا يقف وراءه أي تنظيم مسلح وليس له أية ارتباطات داخلية أو خارجية». وبينما تتواصل التحقيقات التي اسفرت عن اعتقال احد جيران المسلح الذي اطلق النار على مجموعة سياحية وسط عمان اول من امس، تبين ان الجاني نبيل الجاعورة كان يعمل في اسرائيل وتواردت انباء عن اعتقاله قبل ترحيله الى الاردن. وجاء ذلك في وقت زار العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني المصابين الذين يتعالجون في مستشفيات اردنية من جراء الحادث الذي اودى بحياة بريطاني واصاب 5 سياح ورجل امن اردنيا. وقال الناطق باسم الحكومة الاردنية ناصر جوده ان التحقيق مع الجاني نبيل احمد عيسى سالم الجاعورة اثبت ان «العمل الاجرامي هو عمل فردي ولا يقف وراءه أي تنظيم مسلح وليس له أية امتدادات او أية ارتباطات داخلية او خارجية مع جهة مشبوهة»، معتبراً ان «ذلك أمر مطمئن».

وكشفت التحقيقات ان نبيل الجاعورة متدين ومنعزل عن الناس ويتردد على المساجد واحياناً يؤم المصلين وقد قام بحلق ذقنه قبل العملية وقد تغيب عن عمله في اجازة قبل يومين. وافادت المصادر بان السلطات الاسرائيلية اعتقلت الجاعورة في سجن عوفر قبل عامين لمخالفته شروط الاقامة في اسرائيل وتم ترحيله الى الاردن العام الماضي، كما قُتل اثنان من اخوانه خلال الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982. الا ان شقيق الجاني يوسف الجاعورة نفى اعتقال شقيقه من قبل الاحتلال الاسرئيلي، مشيراً الى ان نبيل كان يعمل في اسرائيل لفترة من الزمن من دون الافصاح عن المزيد من التفاصيل. وقالت مصادر مطلعة ان الاجهزة الامنية اعتقلت جار الجاني ويدعى عزمي عبد الهادي الحميدي فيما قامت قوات الامن بترحيل اهل الجاني الذي يسكن في حي القادسية في مدينة الرصيفة الى مكان آمن ومجهول لإبعادهم عن الصحافة وردات الفعل كما هو متبع في جرائم القتل. واشارت التحقيقات الى ان عائلته تفاجأت بما فعله فلم يكن يبدو عليه انه خطط او تآمر لارتكاب جريمة مثل تلك التي وقعت في المدرج الروماني. واكدت المصادر ان السلطات الاردنية لم تقم بأي اجراءات جديدة تعزز الوجود الأمني المكثف حول محيط السفارات الاجنبية في العاصمة الاردنية عمان. واعتبرت ان «التعزيزات الامنية على السفارات الاجنبية مكثفة في الاصل ولا حاجة لزيادتها».

ومن جانبها، اشادت جماعة عراقية مسلحة يقودها تنظيم «القاعدة في بلاد الرافدين» أمس بالهجوم المسلح، ووصفته بأنه «بطولي». ودعا مجلس شورى المجاهدين الذي تقوده «القاعدة» في بيان نشر على موقعها الالكتروني شباب المسلمين لأن «يقتدوا» بالمهاجم نبيل الجاعورة. وقالت الجماعة: «قام ليث من ليوث الاسلام بمهاجمة جمع غير مبارك من اليهود والنصارى الذين يسرحون ويمرحون في بلاد الإسلام». واضافت: «تقبل الله منك عملك. كما وندعو شباب الأمة في كل مكان الى الاقتداء بهذا الليث البطل، فلا أمان لأعداء الله في بلاد الإسلام». ومن جهته تفقد العاهل الاردني المصابين امس وتحدث مع المصاب الهولندي بيتر جونسون، والبريطانية كاثرين نيلز، ومصابة نيوزيلدنية لم يفصح المستشفى عن حالتها الصحية بعد. كما تفقد رجل الامن الاردني الجريح في المدينة الطبية ومستشفى الأمير حمزة. وكان وزير السياحة والآثار الأردني منير نصار قد زار المصابين يرافقه القائم بالأعمال البريطاني لدى عمان صباح أمس.

وما تزال المصابة البريطانية كاثرين ترقد على سرير الشفاء في مستشفى البشير، فيما نقل المصاب الهولندي إلى مستشفى المدينة الطبية بحسب مدير مستشفى البشير الدكتور محمد الروابدة الذي أوضح أن المصاب الهولندي بيتر تحسنت صحته بعد أن أجريت له عملية جراحية ووضع له أنبوب في الصدر لإزالة السوائل، كما انه لا يزال بحاجة للعناية والمراقبة. وأشار إلى أن الوضع الصحي للبريطانية كاثرين جيد وحالتها مستقرة كما أن العلامات الحيوية لها جيدة ولكنها بحاجة إلى المزيد من العناية والمراقبة لعدة أيام كون إصابتها في الكلية والكبد. وغادرت المصابتان الاسترالية اشلي بلير والبريطانية كارون سبارت اللتان أصيبتا في الاعتداء من مستشفى الأمير حمزة امس بعد التأكد من سلامتهما وفقاً لمدير المستشفى الدكتور عبد العزيز عمرو، أما باقي افراد المجموعة السياحية البريطانية فواصلوا زياراتهم الى البتراء والعقبة ضمن البرنامج السياحي المعد لها. واستبعد وزير السياحة أي نتائج سلبية على الحركة السياحية القادمة الى الاردن، مؤكداً استعداد الوزارة لتقديم جميع التسهيلات للسياح. وكانت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكت قد اعربت عن مواساتها لعائلات ضحايا الاعتداء، وقالت في تصريح نشر على موقع السفارة البريطانية الالكتروني في عمان انها تلقت بمزيد الأسى نبأ اطلاق النار على السائح البريطاني. وأضافت ان السفارة البريطانية في عمان مستعدة لتقديم كل مساعدة ممكنة للأجهزة الأردنية المختصة. وتابعت ان بلادها «ستستمر في تقديم الدعم الكامل للأردن». وجاء تصريح الوزيرة البريطانية بعد زيارتها للمصابتين في المستشفى للاطمئنان على حالتهما الصحية قبل توجهها الى العراق. وعلى صعيد متصل، قالت الناطقة باسم السفارة البريطانية في عمان رنا نجم إن السفارة بانتظار رد ذوي السائح البريطاني كريستوفر ستوكس ومعرفة رغبتهم في دفنه في الاردن او نقل جثمانه الى بريطانيا.