السودان: توتر بين الحكومة والمعارضة بعد إلغاء مظاهرات ضد زيادات في الوقود والسكر

TT

توترت الأوضاع بين الحكومة السودانية والقوى السياسية المعارضة، على خلفية رفض الأخيرة امس طلبا من جهاز الامن بالغاء مظاهرة رتبت لها المعارضة، ضد زيادات مثيرة للخلافات في اسعار الوقود والسكر، ويتوقع ان تتجدد الصدامات بين الشرطة والمتظاهرين اليوم. ونقل نائب مدير جهاز الامن السوداني الطلب الى الصادق المهدي رئيس حزب الأمة المعارض، في لقاء بينهما نهار امس، واستدعى جهاز الامن في السياق 5 من قيادات حزب الأمة.

وكانت القوى المعارضة قد قررت تصعيد وتيرة مقاومتها لقرارات زيادة اسعار المحروقات والسكر، بتنظيم مظاهرة سلمية ظهر اليوم لتسليم مذكرة يوقعها عدد من التنظيمات، خلال ندوة قبل ساعات من المظاهرة الي الرئيس عمر البشير تطالبه بالتراجع عنها.

وقال بيان صادر من حزب الامة، ان رئيس الحزب التقى امس محمد عطا نائب مدير جهاز الامن والمخابرات الوطني، حيث ابلغه المسؤول الامني ان لديهم معلومات بان جهات معينة تستعد لاستغلال موكب الغد «اليوم» للقيام باعمال تخريبية، لذلك ينبغي الغاء الموكب، ولا مانع من ان يقابل اعلى مسؤول حكومي وفداً من المعارضة لاستلام مذكرة بمطالبهم ويذاع ويتلفز هذا اللقاء.

وحسب البيان، فان المهدي قال لمسؤول الامن، ان مدبري هذا الموكب قوى سياسية مدنية وطنية عريضة، وهم يريدون التعبير الحركي عن مواقفهم من الميزانية التي رفضها الشعب، ولكن الحكومة لم تأبه بهذا الرفض وهم ملتزمون بان يخلو موكبهم من العنف والتخريب.

واضاف البيان ان المهدي ذكر للمسؤول الامني، ان السلطات درجت على الاعتداء على المدنيين العزل وحرمانهم من حقوقهم التي تكفلها لهم الحريات العامة، التي اعلنت الحكومة احترامها لها، بل ودرج مسؤولون حكوميون على استفزاز الآخرين والاستخفاف بهم واعلان انهم مجردون من السند الشعبي، وغير ذلك من الاوصاف الاستفزازية.

ونقل البيان قول المهدي «على اية حال بلاغكم علم وسوف ينقل للجهات المختصة المنظمة للموكب، ولكن نصحي للسلطات ان تحترم حق الشعب في التعبير عن مواقفه وان تلزم الكافة باحتواء اية تدابير تخريبية، وان تدلل السلطات انها فتحت صفحة جديدة تلزمها باحترام حق التعبير بكل ابعاده، بما في ذلك الحركي مع الزام الجميع ببند العنف والتخريب، وبعد الاجتماع نقلنا وقائعه للجنة العليا ونريد كذلك تنوير الرأي العام السوداني بما جرى».

وكان مؤتمر صحافي اقامه حزب الامة اول من امس، قد تحول الى محفل خطابي لمختلف القوى المعارضة، الممثلة في اللجنة العليا للقوى الوطنية المناهضة لزيادة الاسعار، اكدت خلاله مشاركتها في المسيرة ومواصلة النضال وصولا إلي إلغاء الزيادات الاخيرة وبأي ثمن.

ومن ناحية ثانية أفاد الجيش السوداني بوجود معارك بينه وبين الحركات المسلحة الرافضة لاتفاق ابوجا لسلام دارفور المثير للجدل. وذكر مسؤول في جبهة الخلاص المناوئة لاتفاق ابوجا ان الجيش السوداني ومعه مليشيا الجنجويد المرعبة يشن الهجوم على مواقع الحركة. وقال مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية ان جبهة الخلاص تهاجم المدن ويتصدى لها الجيش لأجل حماية المواطنين، واضاف ان جبهة الخلاص تهاجم المدن لاجل نهب الماشية والغذاء من مواطن دارفور الضعيف، على حد تعبير المكتب، واضاف ان الجيش «مسؤول عن حماية المواطنين وردع المتمردين». فيما ذكر مسؤول في الجبهة انها تصدت لهجوم من الجيش السوداني في منطقة جميزة بكري بالقرب من خور بركة بغرب دارفور، وقال المسؤول العسكري لحركة التحرير جار النبي عبد الكريم ان القوات المسلحة السودانية بدعم من ميليشيا الجنجويد هاجمت منطقة ابوسكين التي تقع بين كتم وكلكل بشمال دارفور وقتلت مواطنا ونهبت حوالي 200 رأس من الماشية.

وجدد الدكتور مجذوب الخليفة مستشار الرئيس الجمهورية امس رفض الحكومة لتحويل قوات الاتحاد الافريقي للامم المتحدة لأنه يخالف اتفاق سلام أبوجا بجانب رفض اهل السودان بكافة مؤسساتهم التشريعية والسياسية لقرار مجلس الأمن رقم 1706.