البرلمان الإيراني يبدأ خطوات تعليق عمل المفتشين الدوليين.. ويرهنه بالعقوبات

اتصالات لاتمام لقاء سولانا ولاريجاني قبل نهاية الأسبوع الحالي

TT

قال النائب الإيراني كاظم جلالي، إن البرلمان الإيراني قطع الخطوة الأولى في اتجاه «تعليق» عمل مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ويأتي ذلك فيما قالت الصين أمس، انها لا تزال ترغب في أن تتفاوض القوى الكبرى مع ايران، حتى بعدما تجاهلت طهران المهلة، التي حددتها لها الأمم المتحدة لوقف تخصيب اليورانيوم. وأوضح جلالي المتحدث باسم لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، أن «لجنة الشؤون الخارجية والأمن القومي في البرلمان تبنت، في قراءة أولى، مشروع قانون»، تعليق عمل مفتشي الوكالة. وأضاف «يتعين على اللجنة بعد ذلك، تبني مشروع القانون في قراءة ثانية»، غير ان هذا القانون «لن يطبق الا في حال أخضعت إيران لضغوط وعقوبات». كما يتوجب أن يتبنى البرلمان مشروع القانون ليصبح نافذا.

وينص المشروع على وقف عمليات تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في حال قرر مجلس الأمن الدولي فرض عقوبات على إيران، بعد رفض طهران تعليق تخصيب اليورانيوم. بيد أن مشروع القانون هذا مشروط ما يعني أنه حتى في حال التصديق النهائي عليه، فإن تطبيقه يظل رهن فرض عقوبات دولية على إيران. وكانت إيران حذرت السبت القوى الكبرى، انها ستعيد النظر في سياسة التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، المكلفة مراقبة المنشآت النووية، في حال قرر مجلس الأمن الدولي فرض عقوبات على طهران. واعتبر مندوب إيران لدى الوكالة علي أصغر سلطانية السبت، انه «إذا قرر مجلس الأمن فرض عقوبات أو تدابير عقابية، فلا شك أن الجمهورية الإيرانية، ستراجع سياسة التعاون التي تتبعها» مع الوكالة.

إلى ذلك، قال الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان إن المجتمع الدولي، يجب ألا يعزل ايران التي أبدت استعدادا للتعاون في إعادة إعمار لبنان. ونقلت صحيفة «الباييس» الاسبانية عن انان قوله، في مقابلة نشرت امس، «يجب أن يعتمد المجتمع الدولي على إيران لا أن يعزلها». وقال أنان «المفهوم العام هو أن إيران، تتصرف من تلقاء نفسها وتقدم المال لحزب الله. في محادثاتي التي أجريتها في طهران، طلبت من الإيرانيين العمل مع الدول الأخرى في إعادة الإعمار. قبلوا طلبي وهذا سلوك متعاون للغاية». وأضاف أن أزمة ايران مع القوى الغربية بسبب برنامجها النووي، لن تحل إلا من خلال المفاوضات. ومضى يقول «الشيء الرئيسي الذي يتعين علينا تجنبه هو المواجهة. انها مسألة تتطلب صبرا واصرارا. الحل الملائم هو المفاوضات». وأردف انان قائلا «أكد لي الايرانيون أنهم لا يسعون للحصول على الأسلحة النووية، وأن نياتهم سلمية. ولكن عليهم التوصل الى سبل لطمأنة العالم، وضمان أن هذه هي نياتهم حقا». وفي بكين، قالت الصين امس، انها لا تزال ترغب في أن تتفاوض القوى الكبرى مع ايران، حتى بعدما تجاهلت طهران المهلة التي حددتها لها الأمم المتحدة لوقف تخصيب اليورانيوم، وهي العملية التي يخشى الغرب أن تؤدي الى صنع أسلحة نووية.

وقال تشين جانج المتحدث باسم الخارجية الصينية في مؤتمر صحافي «وقفنا دوما مع حسم القضية النووية الإيرانية، من خلال التفاوض والحوار». وتعد تلك أول تعليقات علنية للصين بخصوص ايران، منذ انتهاء مهلة الأمم المتحدة لها لوقف تخصيب اليورانيوم في 31 أغسطس (آب). فيما نفت مصادر رسمية بالخارجية النمساوية والمكتب الاعلامي للوكالة الدولية للطاقة الذرية علمهما بموعد الاجتماع المقرر بين مسؤول الملف النووي الايراني علي لاريجاني ومسؤول السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الاوروبي خافيير سولانا، اعلن مكتب سولانا ببروكسل امس ان لقاء سيجمع سولانا ولاريجاني في مكان ما في اوروبا قبل نهاية الأسبوع الجاري وان الموعد والمكان سيتم الاعلان عنه في غضون ساعات .ورفضت المتحدثة الرسمية باسم سولانا كرستينا جالاش اعطاء تفاصيل حول الموقف الايراني المتوقع خلال الاجتماع. ويأتي ذلك في الوقت الذي استبعدت فيه وزارة الخارجية الالمانية إمكانية عقد اجتماع بين سولانا ولاريجاني في برلين وذلك خلافا لما أعلنه سولانا من قبل. وأشار الناطق باسم وزارة الخارجية الالمانية مارتين يغر الى إمكانية عقد اجتماع لوزراء خارجية فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية والصين وروسيا في برلين خلال هذا الاسبوع لمناقشة الملف الايراني الا أنه لم يكشف متى سيتم ذلك. وكان من المقرر عقد اللقاء في الاصل في برلين عشية اجتماع القوى الست «المانيا والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة» التي تحاول التوصل الى اتفاق مع ايران بشأن برنامجها النووي المثير للجدل. غير ان الدول الست رفضت الاجتماع مع ايران في برلين وقال دبلوماسي ان الايرانيين يرغبون في عقد الاجتماع في العاصمة ذاتها لحفظ ماء الوجه.