أحمدي نجاد: لا بد من تطهير جامعات إيران من آثار الفكر العلماني والليبرالي

بعد إحالة 40 أستاذا جامعيا للتقاعد المبكر

TT

بعد حملته على الأطباق اللاقطة لمنع التقاط الفضائيات الناطقة بالفارسية والتي تبث من اميركا، وحملته على ملابس النساء غير الملتزمة، ثم حملته على استخدام المصطلحات الأجنبية في اللغة الفارسية، دعا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد امس، الى بذل جهود جديدة لتطهير الجامعات الايرانية من تأثير الفكر الليبرالي والعلماني، منتقدا في الوقت ذاته مشاركة الجامعيين الايرانيين في مؤتمرات عملية بالخارج، قائلا ان بعضها هدفه «التغرير». وتأتي تصريحات احمدي نجاد في بدء العام الدارسي، في مؤشر على ان العلاقة بين السلطات والمنظمات الطلابية، ستشهد موسما آخر محتقنا. وكانت علاقة المنظمات الطلابية بالرئاسة الإيرانية، قد وصلت الى اسوأ مستوياتها في نهاية عهد الرئيس السابق محمد خاتمي، بسبب عدم تدخله لحماية الطلبة الاصلاحيين والمنظمات الطلابية من تدخلات المتشددين، ومنعهم مظاهرات طلابية احتجاجا على اعتقال عشرات الكتاب والصحافيين الاصلاحيين، واغلاق غالبية الصحف الاصلاحية. وقال أحمدي نجاد في كلمة القاها امام تجمع طلابي أمس، «أقول للطلاب الشبان ان تغيير النظام التعليمي العلماني المهيمن على جامعاتنا منذ 150 عاما سيكون صعبا، إلا انه علينا ان نقوم بهذه المهمة معا. تم اتخاذ اجراءات في هذا الصدد، الا انها ما زالت غير كافية». ونقلت وكالات الانباء الايرانية عن أحمدي نجاد قوله في هذا الخطاب «ان نظامنا التعليمي (..) لا يولي اهمية لهويتنا، والى (زرع) الثقة بالنفس، وهو يسعى الى تطوير الفكر والنظام العلماني داخل المجتمع».

وفي يونيو (حزيران) الماضي، تمت احالة 40 استاذا جامعيا الى التقاعد المبكر. وقال أحمدي نجاد «على الطالب ان يحتج على رئيس الجمهورية لمعرفة لماذا لا يمنح استاذ علماني نقاطا كافية لطالب لا يشاطره آراءه. وعلى الطالب ان يحتج على الفكر الليبرالي والاقتصاد الليبرالي». واضاف «ان العهد الذي كان الطلبة خلاله يكتفون بالاحتجاج على نوعية الوجبات التي تقدم اليهم قد ولى». وانتقد الرئيس الايراني ايضا مشاركة جامعيين في مؤتمرات علمية في الخارج. وقال «تجب المشاركة في المؤتمرات العلمية، لكن بعض هذه المؤتمرات هي للتغرير. وفي بعض هذه المؤتمرات تتم دعوة شبان (..) لإبقائهم عندهم».

وتعد الجامعات الايرانية حاليا 3.2 مليون طالب، مقابل 150 الف طالب سنة قيام الثورة الايرانية في 1979. وبحسب صندوق النقد الدولي، فإن 150 الف شاب خريج يغادرون سنويا ايران. ويزداد عدد الطالبات الايرانيات سنويا بشكل كبير في الجامعات الايرانية. وفي السنوات الأخيرة فاقت نسبة الناجحات في امتحان الدخول الى الجامعة في ايران نسبة 60 في المائة. واكد أحمدي نجاد بعد انتخابه، الرغبة في «تعزيز القيم الثورية» لسنوات الثورة الاولى. واعلن اجراءات ضد عرض الافلام الاجنبية التي «تقوم بالدعاية للفكر العلماني والنسوي والليبرالي»، غير ان هذا الاجراء لم يكن له أثر كبير، ويمكن اقتناء أفلام أجنبية، أميركية بشكل خاص، بسهولة من السوق السوداء.