سكان مقديشو يتظاهرون ضد التدخل الأفريقي.. والمحاكم تتوعد بجعل الصومال مقبرة لجنودها

TT

تظاهر آلاف من الصوماليين في مقديشو للتعبير عن رفضهم لخطة إرسال قوات حفظ سلام الى الصومال، وجاء ذلك قبيل ساعات من عقد قمة لرؤساء دول منظمة «الإيقاد» مساء امس لوضع اللمسات الأخيرة على خطة إرسال قوات من دول المنطقة الي الصومال، هذه الخطة التي تبناها الاتحاد الأفريقي في وقت سابق من هذا العام. كما جاءت هذه المظاهرة التي تمت في جو سلمي بعد ساعات من توقيع اتفاق جديد في الخرطوم بين الحكومة الصومالية الانتقالية والمحاكم الإسلامية حمل تقدما نوعيا في المفاوضات بين الطرفين. واتفق الطرفان مبدئيا على إنشاء قوات مسلحة مشتركة وان يجتمعا مرة أخرى لإجراء مزيد من المباحثات بشأن اقتسام السلطة في 30 أكتوبر (تشرين الاول).

وجاء في نص الاتفاق ان الجانبين اتفقا في المباحثات التي تقوم فيها الجامعة العربية بدور الوسيط على «بناء قوات مسلحة مثل جيش وشرطة متضمنة قوات من المحاكم الاسلامية والحكومة والميليشيات الاخرى في البلاد». وأضافوا انهم اتفقوا أيضا على عدم تكديس الاسلحة واحترام مبادئ التعايش ورفض التدخل من جانب «أية دولة مجاورة»، وقالوا انهم سيشكلون لجنة مشتركة مع الجامعة العربية ومراقبين سودانيين لمراقبة تنفيذ الاتفاق. وفي مقديشو، ندد المتظاهرون الذين تجمهروا في ميدان التريبونا بوسط العاصمة الصومالية بخطة التدخل الأفريقي المقترح في الصومال، ودعوا القادة المجتمعين ومن بينهم الرئيس الصومالي عبد الله يوسف أحمد الى إلغاء خطة إرسال قوات حفظ السلام الأفريقية الى الصومال.

وكان الغضب باديا على المتظاهرين وكذلك على قادة المحاكم الإسلامية الذين تحدثوا الى المتظاهرين، وقد وصف الشيخ شريف شيخ أحمد رئيس مجلس المحاكم الإسلامية ـ في خطابه أمام الجموع المحتشدة ـ خطة التدخل الأفريقي في الصومال بأنها مؤامرة تحاك ضد سيادة الصومال على أراضيه. ووجه الشيخ شريف رسالة شديدة اللهجة الى قادة دول منظمة «الإيقاد» المجتمعين في نيروبي وقال «ان المحاكم الإسلامية لن تقبل بالمؤامرة التي تحاك ضد الشعب الصومالي في هذا الاجتماع الذي يتم فيه إقرار خطة إرسال القوات الأجنبية الى البلاد»، وأضاف «لا نريد هذه القوات في بلادنا وأدعو قادة «الإيقاد» المجتمعين في نيروبي الى العدول عن هذه الخطة بشكل نهائي وعدم خلق مشاكل جديدة للشعب الصومالي».

وتوعد أحد قادة المحاكم الإسلامية الذين تحدثوا في المظاهرة بمقاتلة قوات حفظ السلام الأفريقية بمجرد وصول أول جندي منها الى الأراضي الصومالية، وقال «سنقاتل قوات التدخل من أي بلد كانت ونقول للإيقاد اذا لم تعدل عن هذه الخطة بأن الصومال سيكون مقبرة لهؤلاء الجنود وعندها سيندم من اتخذ قرار إرسال قوات الى بلادنا، دعونا ندير أمورنا بأنفسنا فنحن لسنا بحاجة الى قوات غازية». وليس معروفا بعد فيما اذا كان قادة دول منظمة «الإيقاد» سيجرون تعديلا على خطة إرسال قوات التدخل الأفريقية الى الصومال خاصة أن المنظمة منقسمة حول هذه المسألة في الوقت الذي تعارضه المحاكم الإسلامية بشدة وهي احدى طرفي الصراع في الصومال.