البوسنة: سحب الجنسية من 120 عربياً بينهم 50 سيطردون فورا

حقوقيون يعتبرون القرار «سياسياً»

TT

أعلن رئيس اللجنة المكلفة إعادة النظر في شهادات الجنسية الممنوحة للعرب في البوسنة، فويكوسلاف فوكوفيتش، أمس أن «اللجنة قررت سحب الجنسية البوسنية من 120 عربيا، بينهم 50 فردا سيطردون فورا». وذكر أن من بين من سيتم طردهم «أشخاصا موجودين على قائمة المتهمين دوليا بالانتماء لتنظيم القاعدة».

ويعد القرار المعلن عنه حصيلة أولية لعملية مراجعة شهادات الجنسية البوسنية الممنوحة للعرب ومن بينهم المقاتلون السابقون في الجيش البوسني، اذ من بين 400 حالة تمت مراجعتها تقرر سحب الجنسية من 120 فردا.

ويبلغ عدد الحاصلين على الجنسية من الآفارقة والآسيويين 1500 شخص بينهم 700 عربي. وكانت السلطات الامنية البوسنية قد شكلت لجنة للتحقيق في شهادات الجنسية في فبراير (شباط) الماضي، وتضم اللجنة عددا من القيادات الامنية في الاستخبارات وممثلين دوليين من اليونان واسبانيا والولايات المتحدة.

ورغم أن رئيس اللجنة أشار إلى أن عمليات سحب الجنسية، وطرد بعض الحالات من البوسنة، ستتم بالتعاون مع الادعاء العام في البوسنة، فإن منظمات الدفاع عن حقوق الانسان، ترى في ذلك «اجراءً شكليا لإعطاء صبغة قانونية لقرار سياسي له أطر دولية». وقال المحامي قدري كوليتش: «هذا قرار سياسي، اتخذ على أسس شوفينية وسادية». وتابع: «هذه جريمة بكل ما تعني الكلمة من معنى بحق أناس لم تثبت عليهم أي تهمة، ولم يرتكبوا أي جريمة سوى أنهم مختلفون في اللون وطريقة التفكير».

وكان رئيس الاستخبارات البوسنية، سريديو نوفيتش، قد أعرب أول من أمس عن اعتقاده بأن البوسنة تواجه ما وصفها «باحتمالات قيام أعمال ارهابية» وأن «وكالة الاستخبارات البوسنية معنية بمواجهة هذه الاحتمالات». وقال نوفيتش في حوار مع صحيفة «نيزافيسني» الصربية الصادرة في بنيالوكا بالبوسنة: «لا أعتقد أنه ستتم عملية ارهابية كبيرة داخل حدود البوسنة، ولكن هناك شكوكا في أن البوسنة قاعدة للإرهاب». وأشار إلى أن «مئات من الأشخاص شاركوا في العمليات الحربية في البوسنة، ولا يعرف اليوم من هم، ومن منهم حصل على الجنسية البوسنية عن طريق مشاركتهم في الحرب، أو من خلال وثائق مزورة، ومن منهم له علاقة بالارهاب». وتابع: «هناك منظمات ارهابية متعددة في العالم قد تكون من مصلحتها إقامة قاعدة في البوسنة من أجل القيام بأعمال ارهابية في المستقبل».

ووفقا لرئيس الاستخبارات البوسنية فإن «هناك منظمات في البوسنة لها مواقف متطرفة قد تكون على علاقة مع الارهاب». ولم يذكر رئيس الاستخبارات، وهو من الاثنية الصربية، أسماء المنظمات المعنية، وإن كان واضحا إنه يقصد ما تبقى من هيئات إغاثية عربية.

وبدوره قال نائب رئيس الاستخبارات البوسنية، دراغن ميكتيتش، لصحيفة «دنفيني أفاز» البوسنية إن «الحكومة البوسنية لا تعرف كيف تتعامل مع عمليات خطف الطائرات أو الرهائن أو غيرها من التهديدات الارهابية». وتابع ان البوسنة تعد «من الدول القليلة في العالم التي لا تملك خطة لمواجهة الطوارئ أو الازمات المختلفة الناتجة عن التهديدات الارهابية». وأضاف: «لا نملك استراتيجية للتعامل مع الازمات وإنهاء المشاكل بالطرق المناسبة». وضرب مثلا على ذلك بـ«خلو المراجع القضائية في البوسنة من قانون يتعلق بخطف الطائرات وضرب المنشآت المدنية بها وما شابه من أعمال»، مشيراً الى ان «جميع الدول الاوروبية لها استراتيجيات لمواجهة حالات الطوارئ ويجب أن نكون مثلها».

وعلق عدد من المقاتلين العرب سابقا في البوسنة على تصريحات رئيس الاستخبارات سريديو نوفيتش بالقول انه يعبر عن امانيه ليس إلا، وان لديه استراتيجية ايديولوجية وتحركه دوافع عرقية معادية للعرب المقيمين في البوسنة. وقال رضا سالم وهو من المقاتلين العرب سابقا في البوسنة ويحمل مؤهلات جامعية: «هؤلاء يريدون الحصول على المال من الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة من خلال التخويف من الاعمال الارهابية في البوسنة، وهذا وهمٌ في وهم».

وتابع: «التخويف من العرب والمسلمين له أهداف سياسية من بينها تمكين غير المسلمين في البوسنة من السيطرة على الاجهزة الامنية والقضائية ولا سيما الحدود وقيادة الشرطة والاستخبارات كما هو الحال الآن، وبعد التخلص من العرب ستدور الدائرة على المسلمين البوشناق».