أنان يتوقع رفع الحصار الإسرائيلي عن لبنان خلال 48 ساعة

وزراء الخارجية العرب يبحثون اليوم إعادة ملف السلام إلى الأمم المتحدة بمشاركة المعلم

TT

اعلن الامين العام للامم المتحدة كوفي انان امس في الاسكندرية بمصر انه يتوقع رفع الحصار الاسرائيلي المفروض على لبنان «خلال الـ48 ساعة المقبلة»، واكد ان الحرب في لبنان كانت بمثابة «ناقوس الخطر» نبه العديد من قادة العالم الى ضرورة ايجاد حل جذري للنزاع في الشرق الاوسط، قبل ان يشير الى ان وقف النار الذي تم في لبنان هش وانه يعمل من اجل تقويته.

وقال انان في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط «اننا نعمل جميعا بأقصى جهد وبقليل من حسن النية والحكمة سنتمكن من حل هذه المشكلة (الحصار على لبنان) خلال الـ48 ساعة المقبلة». لكن اسرائيل ردت عليه بقولها انها تربط رفع الحصار بفرض حظر لبناني على وصول الاسلحة الى حزب الله.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية مارك ريجيف ان اسرائيل سترفع الحصار حين يكون بإمكان الجيش اللبناني فرض حظر تسلح بمساعدة القوات الدولية على حزب الله واصفا ذلك بأنه «عنصر أساسي في وقف اطلاق النار». وأضاف «عندما يكونون في وضع استعداد لتطبيق حظر السلاح ستكون اسرائيل مستعدة للتحرك».

واجتمع انان امس في الاسكندرية مع الرئيس المصري حسني مبارك في اطار جولة يقوم بها في الشرق الاوسط وبحث خلالها الوضع في لبنان وعملية السلام، وحضر اللقاء وزير الخارجية احمد ابو الغيط. وقال أنان عقب اللقاء ان «الحرب في لبنان كانت بمثابة ناقوس الخطر للعديد من قادة العالم الذين ازدادت قناعتهم بضرورة معالجة المشكلة (في الشرق الاوسط) معالجة جذرية». وتابع «اننا بحاجة الى ايجاد حل للنزاع الفلسطيني ـ الاسرائيلي .. اننا بحاجة الى سلام شامل في المنطقة على اساس قرارات الامم المتحدة ومقايضة الارض بالسلام». واعتبر انان ان الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في لبنان في 14 اغسطس (آب) الماضي «هشة»، مضيفا «ولكننا نتخذ اجراءات لتثبيت وقف اطلاق النار».

وكرر انان الذي كان يتحدث بعد لقاء مع الرئيس المصري حسني مبارك انه وافق على تعيين وسيط لإجراء مشاورات مع اسرائيل وحزب الله اللبناني لتسوية مشكلة الجنديين الاسرائيليين اللذين اسرهما حزب الله في 12 يوليو (تموز) الماضي ما ادى الى اندلاع الحرب في لبنان.

وقال «وافقت على تعيين وسيط ليعمل مع الطرفين للتوصل الى حل لهذه المشكلة».

واضاف «انني امل ان يتمكن هذا الوسيط من العمل بسرعة مع الطرفين للتوصل الى تسوية مقبولة». ويطالب حزب الله بمبادلة الاسيرين الاسرائيليين بمعتقلين لبنانيين في السجون الاسرائيلية. وكان الامين العام للامم المتحدة اعلن اول من امس في مؤتمر صحافي في جدة ان اسرائيل وحزب الله وافقا على قيام الامم المتحدة بوساطة لحل مسألة الاسرى العالقة بين الطرفين.

وقال «لا اريد ان اتطرق الى المسألة وكأن هناك اتفاقا، الا انني اريد ان اقول ان الطرفين وافقا على جهود الامين العام للامم المتحدة للمساعدة على حل هذه المسألة». واضاف «اريد ان اعمل مع الطرفين واريد اختيار شخص للعمل مع الطرفين بشكل هادئ وبعيد عن الاضواء للتوصل الى حل».

واكد انان انه لن يعلن اسم الوسيط الذي اختاره مبررا ذلك برغبته في ان يعمل هذا الشخص «بعيدا عن الانظار». وتابع انان «الشيء الوحيد الذي اصر عليه اذا كنت سأستخدم مساعي الحميدة هو ان تتم تسمية الوسيط بشكل متكتم (...) لا بد من وسيط قادر على العمل مع الطرفين».

وفي حديث نشرته صحيفة الباييس الاسبانية امس، قال الامين العام للامم المتحدة ان اسرائيل ينبغي ان تنسحب من المناطق التي احتلتها في جنوب لبنان خلال الحرب بمجرد ان يتم نشر قوة طوارئ «ذات مصداقية».

وقال انه «عندما تكون هناك قوة ذات مصداقية على الارض، اي 5000 الاف جندي دولي فان اسرائيل ينبغي ان تنسحب (من جنوب لبنان) من دون انتظار نشر كل القوة التي يبلغ قوامها 15 الف رجل». واعتبر انه «طالما بقي الاسرائيليون في هذه المنطقة فان بعض اللبنانيين سيعتقدون ان ارضهم محتلة»، مضيفا ان «خطأ في الحساب او عملا اسرائيليا يمكن ان يقود الى رد فعل غير مستحب».

وسترسل اسبانيا قريبا 1100 رجل الى لبنان حيث وصل بالفعل 800 عسكري ايطالي و200 جندي فرنسي. ووعدت الدول الاوروبية بتعزيز قوة الطوارئ الدولية في لبنان بـ 7 الاف رجل تطبيقا لقرار مجلس الامن 1701 الذي انهي المعارك بين اسرائيل ولبنان. وقال انان انه «لا توجد ادلة جازمة» على نقل اسلحة الى حزب الله عبر سورية، معتبرا ان افضل وسيلة لحل هذه المسألة هي «تأمين الحدود» بين البلدين.

من جهته قال وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط امس ان وزراء الخارجية العرب سيبحثون اليوم في القاهرة في اطار اجتماع دوري امكانية اعادة ملف عملية السلام الى الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي. وقال ان الاجتماع سيحدد الاستراتيجية التي سيتم تبنيها عندما تذهب الدول العربية الى مجلس الامن الذي سيعقد اجتماعا لبحث الموضوع (عملية السلام) في 21 سبتمبر (ايلول) الجاري.

واضاف «سيقدم الجميع آراءهم امام مجلس الامن وسيطرح كل طرف مواقفه ويشرح اسباب العودة (بملف السلام) الى مجلس الامن ونأمل من مجلس الامن ان يقرر بعدها القيام بعملية تحديد آلية للمتابعة». وكان الوزراء العرب اتفقوا في اجتماعهم الاخير في 20 اغسطس (اب) الماضي على ان تتقدم المجموعة العربية في الامم المتحدة بطلب عقد جلسة خاصة لمجلس الامن على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة لبحث اعادة ملف عملية السلام الى المنظمة الدولية.

وسيشارك 19 وزير خارجية ووزير دولة للشؤون الخارجية في اجتماع المجلس الوزاري للجامعة الذي تبدأ اعماله رسميا بعد ظهر اليوم.

وسيحضر الاجتماعات حسب المصادر الرسمية للجامعة وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي غاب عن الاجتماع الاخير للوزراء العرب الشهر الماضي بسبب توتر في العلاقات المصرية ـ السورية اثر انتقادات الرئيس السوري بشار الاسد للقادة العرب.