قيادة «الأطلسي» تزور أفغانستان لتقييم عملية «ميدوزا» وجهود الإعمار

اتفاق السلام بين باكستان والقبائل الموالين لطالبان يركز على «طرد الأجانب»

TT

اجتمعت قيادة حلف شمال الاطلسي في افغانستان، امس، لتقييم التحالف العسكري وجهود إعادة الإعمار في وقت تشن القوات التابعة للحلف عملية عسكرية واسعة ضد مقاتلي طالبان في جنوب البلاد. وكان الأمين العام للحلف ياب دي هوب شيفر والقائد العسكري الجنرال جيمس جونز، قد وصلا على رأس وفد كبير الى أفغانستان الليلة قبل الماضية وزارا القوات الدولية بما فيها تلك المنتشرة في الولايات الجنوبية التي تولى الحلف مسؤولية قيادتها منذ 31 يوليو (تموز) الماضي.

وأكدت مصادر الحلف في بروكسل مسبقاً، ان زيارة الوفد الذي ضم سفراء الدول الأعضاء الـ 26 في الحلف، تتضمن عقد مباحثات مع الرئيس الأفغاني حميد كرزاي وممثلين من الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي، والتوقيع على إعلان بالتزام الحلف بمساعدة افغانستان على المدى الطويل مع احترام سيادته.

وقالت مصادر الحلف إن زيارة وفد الأطلسي التي تدوم حتى اليوم الاربعاء، تهدف الى تقييم توسع القوة الدولية «ايساف» التي يفترض ان تنتقل الى شرق أفغانستان خلال الاشهر المقبلة لتغطي كافة أنحاء البلاد. وقال الميجور توبي جاكمان، ان وفد الحلف سيطلع كذلك على الصعوبات التي تواجهها الحملة العسكرية في الجنوب المضطرب، بما في ذلك محاولة تجنب الاصابات المدنية والجهود، للحيلولة دون أعمال عنف مثل حرق المدارس وعمليات الاعدام غير المشروعة التي ينفذها مسلحو طالبان.

ويشارك في العملية العسكرية التي تشنها القوات التابعة للحلف في جنوب البلاد منذ السبت الماضي، نحو ألفي جندي أجنبي وأفغاني. وذكرت مصادر الحلف أن اكثر من مائتين من عناصر طالبان قتلوا في العملية التي أطلق عليها اسم «ميدوزا».

واعلن حلف الاطلسي من ناحية اخرى ان ما بين 50 الى 60 من مقاتلي طالبان قتلوا بنيران القوات الافغانية وقوات حلف شمال الاطلسي في جنوب افغانستان «خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية».

وجاءت زيارة وفد حلف الأطلسي عشية زيارة سيقوم بها الرئيس الباكستاني برويز مشرف الى كابل. وظلت الحكومتان الافغانية والباكستانية تتبادلان منذ فترة الاتهامات بعدم اتخاذ التدابير الكافية لمكافحة الارهاب والتصدي لمقاتلي طالبان الذين ينشطون على جانبي حدود البلدين.

وأعلنت السلطات الباكستانية امس ابرام «اتفاق سلام» مع مقاتلي القبائل المقربين من طالبان في المنطقة الباكستانية المحاذية لأفغانستان، وذلك بهدف إنهاء عامين من الاضطرابات. وقال قاضي أحمد المتحدث باسم الحكومة الباكستانية في بيشاور كبرى مدن شمال غربي باكستان والتي تتبعها المنطقة القبلية: «تم إبرام الاتفاق، إنه نجاح كبير». وينص الاتفاق خصوصا على طرد أو نزع سلاح المقاتلين الاجانب المرتبطين بتنظيم «القاعدة» والذين لا يزالون ينشطون في هذه المنطقة القبلية التي أوقعت المعارك مع القوات الحكومية الباكستانية فيها مئات القتلى منذ نهاية 2003. وحضر توقيع الاتفاق في ميرانشاه أبرز بلدات إقليم وزيرستان، حيث خلفت المعارك هذه السنة، 500 شخص من القبائل المحلية.

وأوضح المتحدث باسم الحكومة أن آلاف الناشطين كانوا قد أعلنوا وقفا لإطلاق النار في يونيو (حزيران) الماضي، وتطلب الأمر مفاوضات استمرت عدة أسابيع قادتها مجالس تقليدية (جيرغا)، للتوصل الى هذا الاتفاق. وأضاف انه تم ابرام الاتفاق بين الادارة المحلية وممثلين عن الناشطين الاسلاميين ومسؤولين دينيين وزعماء قبائل محلية، مشيرا الى ان تفاصيل الاتفاق سيتم عرضها لاحقا. وينص الاتفاق ايضاً على وقف مقاتلي القبائل الموالين لطالبان، هجماتهم على القوات الباكستانية والسلطات المدنية.

وتتهم كابل باستمرار باكستان بعدم بذل جهد كاف لمنع توغلات ناشطين مقربين من طالبان عبر الحدود التي تمر من هذه المنطقة القبلية. بينما تؤكد باكستان من جانبها أنها نشرت 80 ألف جندي على طول الحدود الأفغانية نصفها على امتداد 600 كلم تمثل المنطقة القبلية، وذلك بهدف ملاحقة عناصر طالبان، وحلفاءهم المفترضين من أنصار «القاعدة» وأنصارهم المحليين.