عباس: الإضراب حق للمواطنين واتفاق تبادل الأسرى محل مفاوضات

TT

قالت مصادر فلسطينية إن مباحثات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة في ابوظبي أمس مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، تناولت الجهود التي تبذلها السلطة الفلسطينية لمواجهة «الحصار الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، والآثار الاجتماعية والاقتصادية لهذا الحصار». كما عرض الرئيس عباس «الخطوات الرامية لتشكيل حكومة وحدة وطنية، وتوفير مناخ يساعد على تجاوز الصعوبات المعيشية التي يواجهها الشعب الفلسطيني، ويسمح للسلطة الفلسطينية بالخروج بموقف فلسطيني موحد خلال المناقشات المنتظرة للقضية الفلسطينية في الأمم المتحدة الشهر الجاري».

وأوضحت المصادر الفلسطينية ان «الرئيس عباس يهدف إلى استثمار المناخ السياسي باتجاه مناقشة أكثر عمقا للقضية الفلسطينية، سواء في إطار الأمم المتحدة أو في إطار اللجنة الرباعية لإحياء عملية السلام المتعثرة والوصول إلى نتائج ملموسة».

فيما اعرب الشيخ خليفة عن دعمه للمساعي التي يبذلها الرئيس أبو مازن لتشكيل حكومة وحدة وطنية، وتحريك القضية الفلسطينية على المستوى الدولي من خلال الدعوة إلى مؤتمر دولي للسلام تحت إشراف مجلس الأمن والأمم المتحدة.

وخلال زيارته للبحرين، حيث أجرى محادثات مع الملك حمد بن عيسى آل خليفة، قلل الرئيس الفلسطيني من أهمية الاتهامات الأخيرة التي أطلقها رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية ضد اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي اتهمها بالتحريض على الحكومة، وقال في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة البحرينية المنامة «إن بعض أعضاء اللجنة التنفيذية يشجعون الموظفين الفلسطينيين على الإضراب عن العمل».

وقال عباس إنه في فلسطين قدر كبير من الديمقراطية بحيث يمكن توجيه مثل تلك الاتهامات، مشيرا إلى أن رأي اللجنة التنفيذية مشابه لرأي المجلس التشريعي الداعم لحق الموظفين في الاضراب. وأكد أنه يحق للعمال والموظفين الاضراب عن العمل لتأمين الاحتياجات الاساسية لمعيشتهم، خاصة مع عدم حصولهم على أي مرتبات منذ ستة أشهر.

ونفى عباس أيضا صحة التقارير التي قالت إنه أعلن التوصل الى صفقة للإفراج عن الجندي الإسرائيلي المحتجز في غزة. وأوضح أن ما قاله هو انه تم التوصل لاتفاقات عبر الوسطاء المصريين، ولكن لم يتم تنفيذها بعد. وتابع «هذا الاتفاق كان في الماضي، بمعنى ان الإخوة المصريين يتولون أمر الأسير (الاسرائيلي) وثم تجري مفاوضات من اجل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، وليس الوزراء، فالوزراء قضيتهم منفصلة» في اشارة الى وزراء حكومة «حماس» الذين اعتقلتهم إسرائيل في أعقاب خطف الجندي جلعاد شاليط.

واكد في هذا السياق انه يجب الافراج عن هؤلاء بسرعة لان «سجنهم غير قانوني وبدون اي مبرر».

ووصف الرئيس الفلسطيني الحصار بأنه غير عادل لأنه لا يضر الحكومة الفلسطينية فحسب، بل يضر جميع الفلسطينيين أيضا. وأوضح أن هذا الوضع غير مقبول ولهذا عقدت القوى الفلسطينية حوارا وطنيا تم الاتفاق خلاله بالاجماع على الحاجة لتشكيل حكومة وحدة وطنية.

واستبعد عباس احتمال وقف الهجمات الاسرائيلية على قطاع غزة والضفة الغربية في المستقبل القريب بسبب استمرار الهجمات الجوية والتوغلات البرية الاسرائيلية ولأن قيام بعض الفلسطينيين بإطلاق الصواريخ على إسرائيل يمنحها ذريعة لمواصلة هجماتها. وأكد أنه يعمل على وقف الهجمات من الجانبين حتى يستطيع الشعب الفلسطيني أن يعيش حياة مزدهرة. وأوضح أنه ستتم مناقشة القضية الفلسطينية خلال اجتماع للجامعة العربية بالقاهرة اليوم وفي الأمم المتحدة في وقت لاحق، خاصة أن البحرين سترأس الجلسة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة.

ومن جانبه، أكد ملك البحرين في مباحثاته مع الرئيس الفلسطيني دعم البحرين لحق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس، مؤكدا أهمية إيجاد آلية متطورة لإنعاش عملية السلام في الشرق الاوسط.