الأمير سلطان يدعو إلى تقديم صورة الإسلام الحقيقية للعالم بمهنية عالية

ولي العهد: مبادرة خادم الحرمين التي أقرتها قمة بيروت المنارة الصحيحة لقضية فلسطين

TT

دعا الامير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي المشاركين في المؤتمر الاسلامي لوزراء الاعلام الى تقديم صورة الاسلام الحقيقية للعالم اجمع من خلال مهنية عالية ورؤية واضحة وبرامج حسنة التخطيط.

وقال الامير سلطان في كلمته التي القاها خلال افتتاحه الدورة السابعة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الإعلام بقصر المؤتمرات في جدة، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، «أملي أن نتمكن نحن بداية في دول منظمة المؤتمر الإسلامي أن نفتح قنوات الاتصال فيما بيننا، ونوسع ونعمق من دائرة معرفتنا بعضنا ببعض، ونكثف من تبادل المعلومات وتوفيرها بين شعوبنا، ونرسخ ونطور من مؤسسات العمل الإعلامي المشترك تحت مظلة المنظمة، إذ لا عذر لأحد منا أن نستقي معلوماتنا عن بعضنا البعض من مصادر أخرى، وأن نعرف عن بعضنا البعض أقل مما يعرفه الآخرون عنا وأن يدور إعلامنا في فلك غيرنا».

وأضاف «وفي ذات الوقت أن نسعى بمهنية عالية، ورؤية واضحة، وبرامج حسنة التخطيط، وجهد مثابر دؤوب، في أن نقدم صورة الإسلام الحقيقية للعالم أجمع، الإسلام بحضارته وتراثه ومقاصده وعقيدته وشرعه الذي آخى بين الشعوب، وساوى بين الأجناس، وقرب بين الطبقات، وضرب القدوة في التسامح والعدل والأخذ بالحوار والانفتاح على مختلف الحضارات. فالإسلام أيها الإخوة هو دين للإنسانية دون استثناء، وإعلامنا يجب أن يتصدى للذين يودون احتكاره من داخله، أو يشوهونه من خارجه».

وقال الامير سلطان «قد كان مؤتمرا استثنائيا بحق، فقد سبقه كما نادى خادم الحرمين الشريفين اجتماع لمفكري وعلماء الأمة ليضعوا رؤاهم على مائدة القادة، كما تمخضت عنه خطة عشرية مستقبلية للعمل الإسلامي المشترك تناولت العمل الإعلامي المطلوب الذي تجتمعون اليوم لتجسيده حراكا فاعلا وحقيقيا على أرض الواقع بإذن الله .. إن الإعلام أيها الأخوة، قوة هامة ومحورية في تشكيل الهويات والواقع الاجتماعي، ومؤثر بالغ الأهمية في تشكيل الوعي السياسي، وقناة لا بد منها لتبادل المعلومات والتواصل بين المجتمعات والثقافات».

من جهة ثانية وصف الأمير سلطان بن عبد العزيز مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للسلام في المنطقة التي أقرتها القمة العربية في بيروت بـ«المنارة الصحيحة لقضية فلسطين». وحول دعم بلاده لحكومة الوحدة الفلسطينية أوضح الأمير سلطان في تصريح أدلى به أمس لقناة «الاخبارية» عقب افتتاحه الدورة السابعة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الإعلام أمس بجدة بقوله «نتمنى أن تعلن وأن تستمر ونحن نؤيد دائما كل وساطة طيبة».

وعن احتضان السعودية للدورة السابعة لمؤتمر وزراء الإعلام، والرسالة التي تحملها للعالم والعالم الاسلامي، بيّن ولي العهد أن تلك الرسالة تجسدها الكلمات التي القيت في الافتتاح من خادم الحرمين الشريفين ومن الموتمر.

وردا على سؤال عن الخطة الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفقر قال الأمير سلطان «إن الخطة تم إعلانها، وخرجت فعلا، لكن دائما سياسة خادم الحرمين الشريفين أن نعمل ثم نقول».

وحول سؤال عن تأكيد القيادة السعودية على مكافحة الروتين والبيروقراطية والمحسوبية وهل هناك إجراءات في هذا الخصوص قال ولي العهد «هناك رجال يعملون مع خبراء دوليين لوضع حد لهذه الامور وإن شاء الله قريبا تنتهي».

من جانبه قال البروفسور أكمل الدين إحسان أوغلي الامين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي «إن هذا المؤتمر ينعقد في ظل ظروف عصيبة وفي وقت تنهال على العالم الإسلامي السهام من كل جانب ثقافياً وفكرياً وسياسياً واقتصادياً، مشيراً إلى أن الإعلام المناوئ للعالم الإسلامي يلعب في هذا المجال دوراً أساسياً مستغلاً وسائل الاتصال الحديثة المؤثرة والمتطورة بينما بقي الإعلام الإسلامي المشترك عاجزاً عن القيام بمجهود فعال لصد هذه الحملات الجائرة. واكد اوغلي ضرورة وضع الأسس لخلق تضامن في المجالات الرقمية، وبذل الاهتمام الضروري لإنشاء صندوق يخصص لتمويل ردم الفجوة الرقمية، وقال «وقد رأينا كيف تعذر تطبيق المشاريع المدرجة في البرامج والخطط الإعلامية الإسلامية في هذا المجال، نظرا للمصاعب المالية الناجمة عن عدم الوفاء بالمساهمات المالية، وانعدام وجود مساعدات طوعية. ولن يكتمل لنا أي جهد في هذا المجال ما لم نقم بتحديثٍ مستمرٍ لوسائل الإعلام المرئية، والمسموعة، والمقروءة، والالكترونية لتقوم بالدور المنوط بها». وطالب اوغلي المستثمرين المسلمين بضرورة الاستثمار في المؤسسات الإعلامية الكبرى في العالم وهي في غالبها مؤسسات ذات مردودية ربحية لا يستهان بها، لتكون لهم القدرة على التأثير في سياساتها، عن طريق مجالس إدارتها، بما يعود بالنفع الكبير في مجال تصحيح صورة الإسلام على النطاق العالمي.

في حين اكد أنس الفقي رئيس الدورة السادسة ووزير الإعلام المصري «ان هذا الاجتماع يأتي بعد الدورة الاستثنائية الثالثة لمؤتمر القمة الاسلامي الذي انعقد بمكة المكرمة في ديسمبر 2005 وفي وقت يمر فيه العالم بشكل عام وعالمنا الاسلامي بوجه خاص بظروف بالغة الدقة والتعقيد في ظل الهجمة الشرسة التى يتعرض لها الاسلام والمسلمون في العديد من الدول والتي انتهت بالهجمة الشرسة التي شهدتها المنطقة بالاعتداء السافر على شعب لبنان الشقيق». وأضاف «ان ما يشهده العالم والمنطقة من مؤثرات قد أدت وبوضوح الى تنامي خطر الارهاب بدلا من محاصرته» مشيراً إلى أن «الأحداث الدامية يوميا في العراق وما يتعرض له الابرياء من ابناء الشعب الفلسطيني وما تعرض له الشعب اللبناني وما يحدث في العديد من المناطق على مستوى العالم يؤكد من جديد ان الارهاب صار يمثل خطرا يهدد امن وسلام الكثير من الدول ويؤثر بشكل مباشر على طموحات شعوبنا نحو التنمية والتقدم اضافة الى أثره السلبي الواضح والمتزايد على صورة الاسلام والمسلمين».

وقال اياد امين مدني وزير الثقافة والإعلام السعودي في كلمة «نحن نتوخى في هذه الدورة التأكيد على وعينا بما يجمع شعوب وثقافات الدول الإسلامية، والنظر المتفائل نحو مستقبل العمل الإعلامي الإسلامي المشترك، والعمل بجدية على تجسيد مشاريعنا الإعلامية المشتركة واقعاً معاشاً ومعايشاً لعصر التدفق المعلوماتي الذي نعيشه، والتمكين من المعرفة والمعلومة كأداة أساسية للتنمية والوفاق الاجتماعي».