تستمر اسرائيل في خرق الاجواء اللبنانية بعدما نفذت طلعات جوية عدة، فيما تعمل فرق الجيش اللبناني وبعض المنظمات الدولية على نزع القنابل العنقودية التي خلّفتها الحرب الاخيرة، علما انها محظورة دوليا، وفيما تتواصل زيارات المسؤولين اللبنانيين لعدد من المناطق لتفقد الاضرار والاطلاع على سير اعمال اعادة الاعمار.
وأمس نفذت 6 طائرات اسرائيلية من طراز ف16 طلعات استكشافية عدة على علو مخفوض في الجنوب فوق مناطق مرجعيون، حاصبيا، العرقوب، ومجرى نهر الليطاني، وصولا الى البقاع الغربي واقليم التفاح. وسجلت تحركات للقوات الاسرائيلية في مواقعها الامامية على طول جبهة مزارع شبعا. وشوهدت شاحنات وملالات من طراز «إم 113» تتنقل بين هذه المواقع ومرتفعات الجولان. وافادت مديرية التوجيه في الجيش اللبناني ان «طائرتين معاديتين حلقتا فوق شكا وصولا الى الهرمل (في الشمال)». في المقابل، واصل الجيش اللبناني تعزيز مواقعه في الجنوب في كفرشوبا، شبعا، راشيا الفخار ومحيط الماري. وسيّر دوريات راجلة ومؤللة على كل المحاور. وأقام عددا من الحواجز الثابتة والمتنقلة، عملت عناصرها على تفتيش السيارات والتأكد من سجلاتها والتثبت من هويات ركابها. وفي القطاع الاوسط في الجنوب اللبناني، انتشر الجيش اللبناني في 9 مواقع. كما عملت عناصر من سلاح الهندسة في الجيش اللبناني على تفجير عدد من القنابل العنقودية والقذائف غير المنفجرة في محيط قرى حلتا وكفرحمام وراشيا الفخار. وستستمر الحملة لتشمل بقية القرى والمناطق. إلى ذلك قالت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية أمس نقلا عن ضابط عسكري اسرائيلي ان الجيش الاسرائيلي اسقط اكثر من 1.2 مليون قنبلة عنقودية على لبنان خلال الحرب الاخيرة.
ووصف الضابط الذي لم تكشف الصحيفة عن هويته استخدام وحدته للقنابل العنقودية المثيرة للجدل خلال الحرب التي استمرت 34 يوما على لبنان بأنه «جنوني ووحشي». ونقلت عنه الصحيفة قوله «لقد غطينا قرى بأكملها بالقنابل العنقودية».
وقال ان ذلك العدد (1.2 مليون قنبلة عنقودية) لا يشمل سوى تلك التي اسقطت بواسطة نظام الاطلاق الصاروخي المتعدد الرؤوس، مضيفا ان قنابل عنقودية اخرى اطلقت من مدافع هاون عيار 155 مللتر او اسقطت من الجو. وافاد جنود آخرون للصحيفة ان الجيش اطلق قنابل فسفورية لاشعال حرائق في لبنان.
وتقول اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان القانون الدولي يحظر استخدام القنابل الفسفورية ضد البشر. وتدعو منظمات حقوق الانسان الى حظر القنابل العنقودية لانها سلاح مفرط وعشوائي ولان معظمها لا ينفجر على الفور مما يخلق حقولا من الالغام. الا ان متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي نفت ان يكون الجيش قد انتهك القانون الدولي وقالت «ان كافة الاسلحة والذخائر التي يستخدمها الجيش هي قانونية بموجب القانون الدولي كما ان استخدامها يتوافق مع المعايير الدولية».
وقالت الامم المتحدة ان 52 مدنيا لبنانيا قتلوا خلال الايام الـ15 الاولى من انتهاء الحرب في 14 اغسطس (آب) الماضي، بسبب القنابل العنقودية غير المنفجرة.