ذكر المجلس الاستشاري المغربي لحقوق الإنسان أن قبرين دفن فيهما على ما يبدو معارضان مغربيان هما محمود بنونة، ومولاي سليمان العلوي، خلال تمرد مسلح حدث سنة 1973، جرى تحديد مكانهما في مقبرة الراشيدية (جنوب شرقي الرباط). وينتظر المجلس تحديد عائلة الضحايا لموعد من أجل اجراء تحليلات الحمض النووي قصد الجزم النهائي في كون الرفات تعود فعلا للمعارضين المغربيين.
وقال عباس بودرقة، عضو المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، الذي اشرف على عملية تحديد مكان القبرين لـ«الشرق الأوسط»، إن التحريات التي قام بها المهدي بنونة، نجل المعارض محمود بنونة أثناء تحضيره لكتابه «أبطال بلا مجد» ساعدت في تحديد القبرين، مضيفا أن بنونة أثناء إعداده لكتابه قام بزيارة إلى المنطقة التي وقعت فيها الاشتباكات بين قوات الأمن المغربية والمعارضين، وجمع معطيات سهّلت مهمة وفد المجلس الاستشاري الذي زار المنطقة بدوره من أجل استكمال المعطيات، مضيفا أن المجلس الاستشاري وصل إلى خلاصة مفادها أن محمود بنونة ومولاي اسماعيل العلوي قتلا برصاص قوات الأمن، ونقلا بمعية شخص ثالث اصيب بجروح بواسطة طائرة إلى مستشفى مدينة الراشيدية التي كانت تسمى آنذاك «قصر السوق».
وأشار بودرقة إلى أن وفد المجلس الاستشاري اتصل بعمر جبيهة، رئيس مستشفى الراشيدية آنذاك، الذي أكد مشاهدته لهم، موضحا أن سجلات المستشفى لم تذكر أسماءهم، كما أن جميع حفاري القبور الذين عملوا في تلك الفترة إما وافتهم المنية أو غادروا المدينة.
وأبرز بودرقة أن التحريات الدقيقة التي قام بها وفد المجلس قادت إلى شخص ما زال على قيد الحياة أكد أن القبرين يعودان فعلا إلى المعارضين المغربيين، مشددا على أن لجنة المجلس الاستشاري شبه متأكدة حاليا من النتائج التي وصلت إليها، مبرزا أن حارس المقبرة أكد بدوره أن القبرين يعودان لمجهولين ولم يزرهما أحد منذ دفنهما، مشيرا إلى أن تحليلات الحمض النووي ستجزم نهائيا في هذا الأمر. وشارك محمود بنونة ومعارضون اشتراكيون سابقون في حركة تمرد مسلح ضد النظام المغربي في مارس (آذار) 1973 انطلاقا من الأراضي الجزائرية، وهي عملية نسبت إلى مجموعة المعارض السياسي المغربي الراحل الفقيه البصري.
وكان المجلس الاستشاري المغربي لحقوق الإنسان اكتشف أخيرا رفات المعارض بلقاسم الوزان في ورزازات (جنوب المغرب) الذي شارك بدوره في التمرد المسلح.