أكد الدكتور صلاح عبد الرزاق المسؤول في الوقف الشيعي العراقي، أن الآليات التي ستتبع في اختيار الحجاج هذا العام، ستختلف بشكل كامل عن الأعوام الماضية، وجميع الأطراف اتفقت على إبعاد كافة الجهات السياسية والدينية وأيضا الحكومية عن شؤون الحج. وأضاف عبد الرزاق لـ«الشرق الاوسط» أن الوقفين الشيعي والسني اتفقا على جملة أمور «من أهمها استثناء من تبلغ أعمارهم 80 عاما فأكثر من القرعة وسيتم نقلهم في الوجبات الاولى الذاهبة للديار المقدسة، كما تقرر تعويض (3500) مواطن حرموا العام الماضي من أداء مراسم الحج بعد أن حدثت مشكلة تجاوز العدد المقرر الذي تحدده السعودية، فقد اضطر هذا العدد الى البقاء في مطار بغداد لأيام وأيضا قسم منهم لم تستقبلهم المطارات السعودية لنفس السبب، رغم ان اسماءهم كانت ضمن المسموح لهم، وقد تم تعويض كل منهم بمبلغ (1000) دولار لكل شخص، إضافة الى انهم سيذهبون هذا العام من دون دخولهم القرعة وأيضا ستكون قوافلهم الأولى». وفيما يخص تكاليف الحج لهذا العام، بين عبد الرزاق أن لجنة الحج قررت ان تكون تكاليف الحج لهذا العام ألف دولار في الطائرة و900 دولار في البر، أما التكاليف الاخرى فستتحملها الحكومة العراقية. وعن العدد المقرر ذهابه هذا الموسم، قال عبد الرزاق انه «سيكون 27 ألفا و500 حاج، ومسألة زيادة حصة العراق هو أمر متروك لحكومة المملكة العربية السعودية». وتوقع ان يكون هذا العدد مناسبا خاصة مع استبعاد بعض الجهات تلبية لدعوة المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني، حيث أصدر بيانا حمل فيه الحكومة مسؤولية حرمان المواطن العراقي البسيط الذي يسعى لأداء فريضة الحج، واتهم المسؤولين في الدولة انهم هيمنوا بشكل كامل على المناصب والامتيازات وتعدوا على حقوق المواطن بعد ان فرضوا أعدادا كبيرة من منتسبيهم وأعوانهم في موسم الحج، داعيا إياهم الى ترك الحج لمستحقيه.
وقال عبد الرزاق «تبعا لذلك، فقد أبلغنا السيد جلال طلباني رئيس الجمهورية العراقية وأيضا السيد رئيس الوزراء نوري المالكي بشكل رسمي، بأنه سوف لن يكون هناك اي مرشح من اية جهة حكومية لموسم الحج القادم، ولن يكون هناك اي تدخل ومن اية جهة في هذا الامر بما في ذلك الاحزاب الدينية والسياسية والمرجعيات وأية جهة أخرى». وأكد «سيخصص موسم الحج الحالي للمواطنين فقط، وسيدخل القرعة هذا العام المسجلون خلال العامين الماضيين والمسجلون في كافة فروع المحافظات للوقفين السني والشيعي، وسيعاد إجراء السحب على أرقامهم فقط من دون ان يتم تسجيل اي اسم آخر». وأخيرا تطرق المسؤول الى أهم التحضيرات لهذا الموسم. وأكد ان التنسيق مستمر بين هيئة الحج العراقية ووزارة النقل لتوفير عدد كاف من الطائرات والبدء بمرحلة استئجار الطائرات من شركات عربية وأجنبية في حال عدم كفاية طائرات الخطوط الجوية العراقية وأيضا تهيئة المطارات، وهناك مساعي لشمول مطار النجف هذا العام بتسيير الرحلات الى الديار المقدسة، اضافة الى مطار بغداد الدولي ومطار البصرة وأربيل، وسيكون هناك تنسيق مع الجانب السعودي لحجز مواعيد ثابتة لهبوط الطائرات في أراضيها.