فتفت يطالب «حزب الله» بتغيير لغته لأنها «تثير الهواجس»

اتهامات نصر الله تستتبع ردود فعل غاضبة من قوى «14 آذار»

TT

اضافت اتهامات الامين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، لرئيس الحكومة فؤاد السنيورة وبعض المسؤولين في السلطة اللبنانية وفريق «14 آذار» «بطعن المقاومة في الظهر» خلال العدوان الاسرائيلي الأخيرعلى لبنان مزيداً من الالتهاب الى السجال الساخن بين الفريقين حول القضايا الخلافية وأبرزها مصير الحكومة وسلاح المقاومة.

واذ دعا وزير الداخلية بالوكالة، احمد فتفت، حزب الله الى «تغيير لغته لانها تثير الكثير من الهواجس...» والى «الكشف عن وثائق يقول البعض انها تثبت خيانة الاكثرية وعمالتها، اذا وجدت هذه الوثائق»، أعربت وزيرة الشؤون الاجتماعية نايلة معوض عن افتخارها بأن تكون وزيرة في هذه الحكومة، واصفة رئيسها فؤاد السنيورة بـ «رجل الدولة الذي سهر ليل نهار كي نتمكن من وقف العدوان».

ورفض فتفت ،في حديث تلفزيوني، ما جاء على لسان نصر الله و«خصوصاً لجهة رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، والذي استفز الكثيرين»، واستغرب لغة التخوين والاتهامات بالعمالة الموجهة الى فريق الاكثرية، والتي تساوي التكفير، والدعوة الى القتل، وفي الوقت نفسه الدعوة الى اقامة حكومة وحدة وطنية»، وتساءل «هل يتفاهمون مع خونة وعملاء»؟

واذ شدد فتفت على «ان الانتصار ساهم فيه ثلاثة اطراف، المقاومة والشعب والحكومة، بالتعاون مع المجلس النيابي، دعا منتقدي الحكومة الى تجميع الوثائق التي تثبت انها عملت لغير مصلحة لبنان، وابراز هذه الوثائق امام المجلس النيابي واسقاطها بالطرق القانونية والدستورية». كما دعاهم الى «وضع برنامج واضح لحكومة الوحدة الوطنية التي يطالبون بها، وليس الاكتفاء بتوزيع التهمش، مؤكداً «ضرورة تغيير حزب الله لغته لانها تثير الكثير من الهواجس، في حين كانت الاكثرية ولا تزال صادقة، ولم تخلف بأي التزام وعدت به».

وأمل فتفت «ان يلعب رئيس المجلس النيابي دوراً في تخفيف التشنج» وقال أن «الاحتقان السائد، والكلام الذي ارتفعت حدته في الايام الماضية والذي لا يوحي ان من ينطق به هو منتصر بالفعل».

واستغرب ما اثير حول زيارة رئيس وزراء بريطانيا توني بلير للبنان، مستذكراً محادثات وزيرة خارجية الولايات المتحدة الاميركية كوندوليزا رايس مع رئيس مجلس النواب نبيه بري المكلف الرسمي من حزب الله. وزيارة امير قطر الذي قال انه اتصل باسرائيل، وقيل ان مطارات دولته استعملت لنقل الاسلحة الى اسرائيل».

ورفض الكلام عن «تجهيز للقوى الأمنية والجيش اللبناني بشرط نزع سلاح حزب الله»، وقال: «ان سلاح حزب الله هو شأن داخلي ومرتبط بتنفيذ سلة البنود السبعة التي طرحها الرئيس السنيورة»، داعياً الى «عدم المزايدة في هذا الموضوع خصوصاً ان رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري كان من الاوائل الذين دافعوا عن سلاح المقاومة من امام البيت الابيض».

واكد ان القوى الأمنية تستعيد عافيتها، نافياً اي كلام حول خلل في تركيبة الاجهزة الأمنية، او رغبة في اقامة دولة أمنية سنية رديفة للجيش اللبناني، مدرجاً هذا الكلام في اطار «الافلاس السياسي»، والتحريض فقط لا غير.

اما معوض، فقد قالت في معرض تعليقها على حديث نصر الله الى فضائية «الجزيرة»: «انا فخورة جداً بأن اكون وزيرة في هذه الحكومة بالذات، والشعب اللبناني اكتشف في الرئيس السنيورة رجل دولة سهر ليل نهار ليقوم بالاتصالات كي نتمكن من تثبيت وقف العمليات العدوانية بعد عدوان غاشم استمر 34 يوماً. والرئيس السنيورة هو الذي تمكن من لفت انظار العالم الى لبنان، وتمكن من ان يوحد العرب حول القضية اللبنانية وهو الذي حقق انجازاً دبلوماسياً بالوصول الى القرار 1701 ». واضافت: «ان هذه الحكومة انجزت الكثير وحافظت على وحدة اللبنانيين، وعلى وحدة الوزراء رغم تعدديتهم، اما التغيير الوزاري فيتطلب توقيع المراسيم من الرئيس اميل لحود (رئيس الجمهورية) وهذا يعني توقيعها من الرئيس بشار الاسد، ونحن لسنا على استعداد للعودة الى ما كنا عليه قبل 12 يوليو (تموز) وقبل 26 ابريل (نيسان) 2005 (تاريخ انسحاب الجيش السوري من لبنان) بل نريد السير الى الامام من اجل بناء دولة».

النائب انطوان اندراوس (اللقاء النيابي الديمقراطي) اعتبر كلام نصر الله عن فريق «14 آذار» «هجوماً غير مبرر» وقال: «ان السيد نصر الله انزلق الى موقع لا يليق به من خلال اللجوء الى اساليب خارجة عن المألوف السياسي». وسأل حزب الله «اذا كان هناك من انتصار سياسي او عسكري، فهل يعقل توظيف هذا الانتصار ضد الدولة والاكثرية؟ ولفت ايضاً انتباه السيد نصر الله ومجاهديه «الى ان السلاح الاسرائيلي يمر في قطر حيث القواعد الاميركية والمكتب التمثيلي الاسرائيلي، وايضاً وايضاً نلفت سماحته الى ان طائرة امير قطر دخلت لبنان بإذن اسرائيلي، لذا الغرابة للهيصة التي حظي بها امير قطر في الضاحية، والمستهجن أن يستقبل الامير القطري بهذه الحفاوة وان يفقد حزب الله اعصابه ويتظاهر ويعتصم خلال زيارة بلير لبيروت».

واخذ اندراوس على الطائفة الشيعية في لبنان انها «باتت تستخدم عبر حروب عشوائية متتالية من قبل النظام السوري منذ الاستقلال». وقال: «لا يمكن للسيد حسن مصادرة قرار اكثرية اللبنانيين فقط لانه يمثل اكثرية الطائفة الشيعية، ونذكره بان الدولة لم تقصر يوما تجاه هذه الطائفة وان كان ذلك من صلب واجباتها، خصوصا بازالة اثار الحروب المتكررة التي انجروا اليها وقد اعيد اعمار الجنوب عام 2000 وفي محطات كثيرة لذا نرى في خطابه تحريضا وتخوينا واستنفارا طائفيا، والسؤال ماذا بعد؟ هل هو تحويل سلاحه الى الداخل خصوصا بعد مقولة نزع السلاح بعد الوصول الى الدولة العادلة؟».

وقال النائب عمار الحوري (تيار المستقبل): «عادت في الايام القليلة الماضية حملة الصراخ وعويل وشتائم اعادتنا بالذاكرة الى لغة الميليشيات، تلك اللغة التي تصر على الغاء الرأي الآخر، وتمجيد الذات امام المرآة، وترى ان ما تحقق من نصر مرده حصرا الى عنصر واحد من ثلاثة، ملغية دور غالبية الشعب اللبناني وتضحياته في هذا النصر، وملغية دور الحكومة والقوى السياسية الداعمة لها في النصر الدبلوماسي المشهود له وفي ايقاف الحرب، نعم في ايقاف الحرب، وصولا الى حملة لا يمكن ان نقبل بها، تحاول من دون جدوى ان تنال من دولة رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة والرمزية التي يمثلها».

النائب مصطفى علوش (تيار المستقبل) هاجم حزب الله، وقال في حديث تلفزيوني: «ان المنظومة الدفاعية التي باعنا اياها حزب الله ونظرية توازن الرعب التي سوقها في الفترة الماضية اثبتتا عدم فاعليتهما وجدواهما. فلا المنظومة اياها حمت الدولة والمواطنين والمنشآت المدنية من الاعتداءات الهمجية، ولا توازن الرعب ردع اسرائيل ومنعها من استباحة حرمة لبنان وابادة شعبه. وان من حق قوى 14 اذار ان تعلن عدم رضاها عن هذه الاستراتيجية مع اعترافها الكامل بالصمود الذي اظهره المقاومون في ساحة المعركة. بل ومن واجب هذه القوى ايضا ان تطالب بتحييد لبنان عن سياسة المحاور الاقليمية والدولية».

واضاف: «اتحدى قيادة حزب الله ان تنشر الوثائق التي قالت انها تملكها عن اتصالات جرت بين اعضاء الحكومة واسرائيل خلال فترة الحرب... وكيف يجلسون الى طاولة واحدة مع حكومة يتهمونها بالاتصال بالعدو؟ هذا المستوى المتدني من التخاطب لم يعد مقبولا بعد اليوم».

في المقابل، حذر عضو المكتب السياسي لحركة امل، النائب علي حسن خليل، من «ان اي تفكير في محاولة لتوظيف توازنات ووقائع وادخال عناصر جديدة طرأت على الموضوع الداخلي من خلال القرار الدولي ومن خلال قوات الطوارئ في لعبة التوازنات الداخلية هي مسألة خطيرة جداً»، وأكد ان الخروج من المأزق والواقع الصعب الذي يعيشه لبنان يكون بتقديم منطق الوحدة الوطنية الداخلية على ما عداها من عناوين. وتطرق الى زيارة رئيس الوزراء البريطاني للبنان قائلاً: «انها لا شك تمثل تحدياً لمشاعر اللبنانيين والتظاهرة (ضد بلير) تعبر عن روح لبنان وديمقراطيته ومن غير الجائز ان تكون عنصر انقسام داخلي».