قضية كركوك تجمع طالباني وبارزاني في دوكان

الرئيس العراقي يشدد على تأسيس دار الإفتاء السني

TT

على مدى يومين (امس واول من أمس) عقد الرئيس العراقي جلال طالباني، زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني، في منتجع دوكان القريب من مدينة السليمانية (اقليم كردستان العراق) اجتماعات مع رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني حضرها عدد من أعضاء المكتبين السياسيين للاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني.

الاجتماعات بحثت آخر المستجدات الراهنة على الساحتين العراقية والكردستانية والمسائل ذات الاهتمام المشترك ومسألة توحيد المواقف إزاء القضايا المهمة التي تتعلق بأوضاع المواطنين في اقليم كردستان، مثل تقديم الخدمات الضروية وتأمين المحروقات والكهرباء لهم.

وعقب الاجتماع تحدث الرئيسان طالباني وبارزاني للصحافيين حول ما دار في الاجتماع.. بداية وصف الرئيس طالباني الاجتماع بالإيجابي والناجح وقال: «ناقشنا في الاجتماع جملة من المسائل منها توحيد الادارتين في اقليم كردستان وتوحيد المواقف بين الجانبين على مختلف الصعد، وناقشنا موضوع الفيدرالية والميزانية المخصصة لاقليم كردستان في بغداد، كما بحثنا المسائل المتعلقة بأوضاع المواطنين وتأمين الاحتياجات الضرورية لهم مثل الكهرباء والمحروقات»، وأكد الرئيس طالباني أن الآراء بشكل عام كانت متطابقة ومتقاربة حيال جميع المسائل والقضايا.

وأضاف الرئيس طالباني أن الاجتماع بحث ايضا ضرورة الاسراع في تنفيذ المسائل المعلقة مثل ملف كركوك والمادة 140 من الدستور الخاصة بتفعيل تطبيع الاوضاع ومن ثم احصاء عام في مدينة كركوك قبل الاستفتاء حول انضمامها للاقليم، ومهام اللجنة المشكلة لهذا الغرض.

واعرب بارزاني عن دعمه لطروحات الرئيس طالباني وقال «أتفق مع كل ما قاله الاخ مام جلال، حيث تم بحث مهام اللجنة الخاصة بالمادة 140 وقررنا تفعيلها وتقديم المساعدات الممكنة لها لتنفيذ المادة المذكورة بأسرع ما يمكن وكما جاء في الدستور».

وحول مسألة العلم والنشيد الوطني أوضح الرئيس طالباني ان هذا الموضوع تم بحثه في الاجتماع الاخير للمجلس السياسي للأمن الوطني، وهو بحاجة الى وضع تصاميم وأشكال مختلفة، مؤكدا أن هذا الموضوع تحول الى قرار في المجلس السياسي، وقال «إن الاشهر القليلة القادمة ستشهد تنفيذ هاتين المسألتين».

وفيما يتعلق بمسألة توفير المحروقات للمواطنين في اقليم كردستان قال الرئيس بارزاني «تطرقنا في الاجتماع الى هذا الموضوع، وتحدثنا بصدد الأموال المخصصة لاقليم كردستان وأن يتم تسليم جزء من هذه الأموال او كلها الى حكومة الاقليم لكي تقوم بدورها بشراء المحروقات، من اجل ان نتمكن من معالجة هذه المشكلة بالتعاون مع الحكومة المركزية في بغداد».

وكان الرئيس طالباني قد استقبل أمس في بلدة قلاجوالان القريبة من مدينة السليمانية، حيث مقرات الاتحاد الوطني الكردستاني وفدا رفيع المستوى من علماء الدين العرب السنة ضم كلا من جمال الدين الدبان، ورافع العاني وجمال شفيق البدري والدكتور باسم.

وخلال اللقاء الذي حضره كوسرت رسول علي وعمر السيد علي وعدنان المفتي وآزاد جندياني واحمد البرزنجي وملا ياسين والفريق عبد العزيز المفتي وعدد من علماء الدين في كردستان، رحب الرئيس طالباني بالوفد ترحيبا حارا واعرب عن سروره بزيارتهم واوضح قائلا «العراق الجديد بحاجة ماسة الى تعاون وجهود جميع الاطراف وينبغي ان نناضل جميعا باخلاص ونسهر في سبيله».

واضاف الرئيس طالباني ان «العراق متين وجميل بجميع مكوناته، واهمية وثقل الاخوة العرب السنة في هذا الاطار واضحان جدا وينبغي ان تكون لهم مرجعية قوية وفعالة وبارزة تستطيع ان تلملم حولها القوى السنية كافة، وذلك ضروري لنجاح عملية المصالحة الوطنية واستتباب الامن والاستقرار من جهة، وللتعاون والتنسيق مع المرجعية الشيعية من جهة اخرى، لكي يعمل الطرفان معا لما فيه خير العراق، وتحريم سفك دماء ابناء العراق على يد الارهابيين وادانة الاعمال الارهابية».

كما عد الرئيس طالباني تأسيس (دار الافتاء السني) ضرورة ملحة لهذه المرحلة من تاريخ العراق، ودعا جمال الدين الدبان ان يعمل مع العلماء الآخرين للاخوة السنة في سبيل تنفيذ هذه المهمة المقدسة والتاريخية».