مشرف: طالبان أخطر من «القاعدة»

مسؤولون باكستانيون: الاتفاق مع مسلحي القبائل لا يمنع شن «ضربات دقيقة»

TT

اعتبر الرئيس الباكستاني برويز مشرف ان حركة «طالبان» تشكل تهديدا اكبر من تنظيم «القاعدة» على أمن المنطقة، مشيرا الى ان خطورة مقاتلي الحركة الافغانية تكمن في انهم لا يمثلون حركة ايديولوجية وانما لهم امتدادات اجتماعية.

وقال مشرف الليلة قبل الماضية من بروكسل التي زارها في طريقه الى كوبا للمشاركة في قمة عدم الانحياز: «انتقل مركز الارهاب من القاعدة الى طالبان، هناك عنصر جديد برز الآن واكثر خطورة لان جذوره تمتد في المجتمع بخلاف القاعدة». واضاف الرئيس الباكستاني الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس المفوضية الأوروبية مانويل باروسو، ان الملا عمر القائد الاعلى لحركة طالبان يدير العمليات من افغانستان. وتابع قائلاً: «الملا عمر ليس في باكستان منذ عام 1995، ولم يكن في باكستان اصلا؟ هو من دون شك في جنوب افغانستان. اذا كان للمعركة ان تكسب فيجب ضرب جوهرها والجوهر هو الملا عمر».

ونفى مشرف أن تكون بلاده هي التي ساهمت في قيام حركة طالبان، مشيرا الى ان الحركة تشكلت في أفغانستان وأن الغرب هو الذي قام بتمويلها لمحاربة الاتحاد السوفياتي السابق. وقال ايضاً ان هناك فرقا بين الإرهاب والتطرف، لافتا الى ان «الإرهاب يحارب بالسلاح بينما يحارب التطرف بالحوار والنقاش». ودعا مشرف الى معالجة الأسباب التي تؤدي الى التطرف والإرهاب، قائلاً «ان التطرف ينشأ من الشعور باليأس والظلم والعجز السياسي والفقر والأمية».

وخلال زيارته لبروكسل، طلب الرئيس الباكستاني من الاتحاد الأوروبي دعم حكومته باتجاه ترتيب علاقاتها مع دول الجوار مثل الهند وافغانستان. واقترح ايضاً إقامة قمة سنوية بين الاتحاد الاوروبي وباكستان، بهدف تعزيز العلاقات بين الطرفين.

واكد مشرف من جهة اخرى ان اتفاق السلام الذي عقد الثلاثاء الماضي بين باكستان والمقاتلين المؤيدين لطالبان في المنطقة الحدودية خطوة ايجابية ومهمة لحرمان طالبان من مجندين جدد. لكن رغم هذا الموقف الرسمي، فان مسؤولا باكستانيا قال ان الاتفاق لا يمنع الجيش الباكستاني من توجيه ضربات متناهية الدقة في المنطقة الحدودية الافغانية الباكستانية. ونقلت وكالة «رويترز» امس عن المسؤول قوله لصحافيين غربيين في لقاء تناول استراتيجية باكستان لمكافحة الارهاب: «الاتفاق لا يمنعنا من القيام بعمل متناهي الدقة». وبمقتضى الاتفاق، سيسمح لبعض المتشددين الاجانب الذين عجزوا عن العودة لوطنهم البقاء في اقليم وزيرستان الحدودي شرط أن يلتزموا بالقانون. لكن المسؤول الذي رفض نشر اسمه قال ان الاتفاق لا يمنع قوات الامن الباكستانية من القبض على أي اسم من الاسماء الواردة في قائمة المطلوبين التي جمعتها الحكومات الافغانية والباكستانية والاميركية، ووصف القائمة بانها «قائمة طويلة للغاية».

ومن جانبه امتنع مسؤول أميركي عن تأكيد أو نفي صحة تقارير افادت بان القوات الأميركية قد تلجأ الى شن عمليات داخل الحدود الباكستانية لتعقب اسامة بن لادن او مساعديه المقربين. وعقد السفير الاميركي لدى افغانستان، رونالد نيومان، امس اجتماعا مع رئيس الوزراء الباكستاني شوكت عزيز، دام ساعة وتطرقا خلاله الى الوضع في افغانستان والعمليات الجارية على الحدود الافغانية ـ الباكستانية لتعقب عناصر القاعدة وطالبان، وحضر اللقاء ايضاً السفير الاميركي لدى باكستان ريان كروكر.

وكانت وسائل اعلام اميركية افادت بان قائد القيادة العسكرية وسطى الاميركية الجنرال ابي زيد قد طلب، خلال زيارة اخيرة له الى باكستان، موافقة الحكومة الباكستانية على شن عمليات داخل باكستان بحثاً عن اسامة بن لادن.

ولدى سؤاله من قبل الصحافيين حول صحة هذه التقارير قال نيومان: «لن اجيب على هذا السؤال، ويجب ان تسألوا العسكريين عن هذه التقارير».