وزير الثقافة اللبناني لـ «الشرق الاوسط»: الحرب لم تضر بالمواقع الأثرية المعروفة في لبنان

TT

كانت الحرب الاسرائيلية الاخيرة على لبنان شاملة جغرافيا فلم توفر منطقة الا وقصفتها. لذا، كان خوف كبير على مواقع اثرية في بلاد تزخر بالآثار من ان تصاب بأضرار لا يمكن اصلاحها والتعويض عنها فكان لـ«الشرق الاوسط» لقاء مع وزير الثقافة اللبناني طارق متري للوقوف على ما جرى فيه في حوار حول واقع الاماكن الاثرية بعد الحرب. وقد كشف الوزير متري أن عددا من المحال والمنازل ذات الطابع التراثي والتي سبق ان رممت دمرت في مدينة بعلبك، باتت بحاجة الى الترميم من جديد، أما القلعة الرومانية فلم تصب بأضرار مباشرة لكن القذائف التي سقطت في محيطها حطّمت ألواحا زجاجية بالاضافة الى سقوط حجر كبير من ارتفاع عال الى الباحة السداسية دون ان يلحق ضررا بمكان سقوطه. واضاف: «ليس لدينا دليل قاطع على أن الارتجاجات أثرت على القلعة». ولكن الوزير اشار الى ان هناك موقعا اثريا مهما في بلدة شمع في الجنوب فيه برج اثري اصيب مباشرة وان قلعة تبنين حيث الآثار الرومانية تتطلب الترميم.

وقال الوزير ان الأضرار محدودة على الموقعين المذكورين ولكن الضرر كبير وقع في شمع التي لم يستطع تفقدها بعد لوجود جنود اسرائيليين على تلة مقابلة. وأوضح الوزير متري أن مهمة اليونسكو حيال الآثار تقتصر على ارسال خبراء وتقديم مساعدة تقنية والتأكد ان المواقع لم يتغير فيها شيء. كما ان المواقع الخمسة المدرجة على لوائحها، أي صور، عنجر، بعلبك، وادي قاديشا، وجبيل، لا يمكن تغيير شيء فيها إلا بعد موافقة لجنة التراث العالمي، ولكن اليونسكو لا تهتم بها بمعنى صيانتها او ترميمها.

ودعا متري اللبنانيين لان يجيدوا التعامل مع آثارهم وان يكونوا «سياحا ثقافيين» داخل لبنان. ففي ذهن اللبناني ان السياحة مرتبطة بالفنادق والمطاعم ووسائل الترفيه. هذه امور جيدة ولكن عليهم ان يدركوا ان هناك سياحة أخرى، فالسياح الاجانب لاسيما الاوروبيون يفضلون الاقامة في فندق متواضع وانفاق المال للتمتع بزيارة المواقع الاثرية والتراثية. ولاحظ متري ان لبنان بلد صغير وله مصلحة في خوض معارك سياسية ودبلوماسية. ويستمد قوته عبر الدبلوماسية لأنها تساعده على ابراز صورته ووجهة نظره .