«المحاكم الإسلامية» تخطط لإغلاق الحدود مع كينيا لمنع دخول القوات الأفريقية

خلاف جديد بين الحركة والحكومة الصومالية حول قوات حفظ السلام

TT

نشب خلاف جديد بين الحكومة الصومالية الانتقالية والمحاكم الإسلامية حول قرار الاتحاد الأفريقي بشأن تبني خطة نشر القوات الأفريقية في الصومال لمساعدة الحكومة الانتقالية على نزع سلاح الميليشيات القبلية.

فبعد صدور قرار من مجلس الأمن والسلم الأفريقي مساء أمس بإرسال قوات حفظ السلام الأفريقية ومعظمها من دول منظمة الإيقاد، أعلنت المحاكم الإسلامية رفضها هذا القرار جملة وتفصيلا، وأن الحكومة ليست مخولة بجلب القوات الأجنبية البلاد بسبب غياب وفاق بين الأطراف الصومالية على هذه الخطة.

وقال الشيخ عبد الرحمن مودي، المتحدث الإعلامي باسم المحاكم الإسلامية، إن القوات الأفريقية ستُعتبر قوات معادية، وهدد بمقاتلتها في حال دخولها الأراضي الصومالية. وتقضي خطة الإيقاد بإرسال 7 آلاف جندي الى الصومال نهاية الشهر الجاري بتكلفة قدرها 35 مليون دولار شهريا لم تتعهد بدفعها جهات رسمية حتى الآن عدا 18 مليون دولار في خزينة الاتحاد الأفريقي لمهمات حفظ السلام.

من جهة أخرى، اتهم الدكتور محمد علي إبراهيم نائب رئيس العلاقات الخارجية بالمحاكم الإسلامية الحكومة الانتقالية بانتهاك اتفاقية الخرطوم 2 التي نصت على عدم تدخل دول الجوار في الصومال سياسيا وعسكريا، مؤكدا أن أي قوات سترسل الى الصومال ستزيد الوضع سوءا.

وفي الوقت الذي يلف الغموض الوضع في منطقة جوبا بجنوب الصومال، نفت المحاكم الإسلامية أي نية لها بمهاجمة مدينة كيسمايو الساحلية بجنوب الصومال، وقال الشيخ مودي «المحاكم لا تنوي مهاجمة كيسمايو ولا داعي لذلك واتهامنا بذلك أمر خاطئ».

الى ذلك، توجه الشيخ حسن تركي أحد القادة العسكريين البارزين للمحاكم الإسلامية الى منطقة كيسمايو التي يتحدر منها برفقة عدد كبير من ميليشيات المحاكم الإسلامية. وأكد مصدر في المحاكم الإسلامية لـ«الشرق الأوسط» أن المحاكم تعتزم نشر ميليشياتها بمحاذاة الشريط الحدودي مع كينيا تمهيدا لإغلاقها ومنع قوات حفظ السلام الأفريقية من عبور الحدود الى الصومال لتنفيذ خطة انتشارها. وكانت الإيقاد قد قررت الشهر الماضي تجميع الدفعة الأولى من القوات التي سترسل الى الصومال في مدينة «جاريسا الكينية» قرب الحدود مع الصومال تمهيدا لانتشارها في الصومال. ويبدو أن المحاكم الإسلامية تتخذ خطوات استباقية لإفشال خطة نشر القوات الأفريقية انطلاقا من كينيا في الوقت الذي أكد فيه قادة المحاكم الإسلامية في أكثر من مناسبة، أن المحاكم ستقاتل القوات الأفريقية في أي مكان تدخل منه الى الصومال بغضِّ النظر عن الدول التي تأتي منها هذه القوات.