البشير يتهم الأمم المتحدة بأن لديها «خططا خفية» لدارفور

قال إن السودان ليس مستعداً ليكون أول دولة يُعادُ استعمارها

TT

اتهم الرئيس السوداني عمر حسن البشير الامم المتحدة امس بأن لديها خططا خفية في محاولاتها لنشر قوات لحفظ السلام تابعة لها في دارفور. وقال ان الهدف هو «اعادة استعمار» بلاده، لكن أحد اكبر مساعدي البشير والمسؤول الاول في اقليم دارفور خرج عن موقف شركائه بالحكومة امس معلنا انه سيقبل بوجود قوات للامم المتحدة في المنطقة، باعتبار ان قوات الاتحاد الافريقي أضعف من أن تتمكن من وقف اراقة الدماء. وجدد البشير رفضه لقوة الامم المتحدة المقترح نشرها في الاقليم الذي تمزقه الصراعات غرب السودان في ختام زيارة قصيرة لغامبيا. وقال إن قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي البالغ قوامها 7000 فرد الموجودة حاليا في دارفور أدت مهمتها بنجاح ويجب أن تبقى هناك. وقال البشير في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الغامبي يحيى جامع في بانجول امس ان القوات الافريقية أدت مهمتها بنجاح ويجب أن تبقى في دارفور. واكد ان سيناريو انتقال مهمة الاتحاد الافريقي إلى الامم المتحدة سيتكرر في الصومال. وركز على أن السودان كان أول دولة أفريقية جنوب الصحراء حصلت على استقلالها وليس مستعدا لان يصبح أول دولة يعاد استعمارها.

ورفض البشير الجدال بأن الاتحاد الافريقي لا تتوفر لديه موارد كافية لتمديد بقاء قواته في دارفور، وقال ان تجربة الاتحاد الافريقي ناجحة للغاية وايجابية وبناءة، ورأى أن نقص الموارد ليس الا ذريعة لانهاء مهمته، مشيرا الى ان جامعة الدول العربية كانت قد وافقت بالفعل على تمويل بعثة الاتحاد الافريقي لحفظ السلام في دارفور لمدة ستة أشهر. وقال ان الامم المتحدة اختارت تجاهل هذا التعهد.

واعرب الرئيس السوداني عن دهشته لقرار مجلس السلم والامن الافريقي الذي يقضي بنشر ثمانية آلاف جندي افريقي في الصومال في وقت تتعلل بعدم توفر الامكانات لبقاء القوات الافريقية بدارفور. ووصف الرئيس الغامبي جامع قرار مجلس الامن بنشر قوات الامم المتحدة في دارفور بأنه «إهانة لافريقيا»، وقال انه كان ينبغي التشاور أولا مع الزعماء الافارقة. وأضاف «الافارقة هم الذين ينبغي ان يحلوا مشاكل أفريقيا».

واصدر البشير وجامع بيانا مشتركا اكد عزمهما على تطوير العلاقات الثنائية. ودعا الى استمرار مهمة الاتحاد الافريقي في دارفور بعد 30 سبتمبر الجاري مع ضرورة توفير الموارد المالية لعمل القوات الافريقية. وفي السياق، أجرى البشير محادثات ثنائية مع الرئيس السنغالي عبد الله واد خلال توقفه في دكار امس في طريقة الى كوبا للمشاركة في قمة دول عدم الانحياز.

وينتهي التفويض الممنوح لقوة الاتحاد الافريقي في 30 سبتمبر (أيلول) الجاري. وأصدر مجلس الامن الدولي قرارا، الشهر الماضي، بنشر أكثر من 20 ألف فرد من قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في دارفور لكن الحكومة السودانية رفضت القرار.

الى ذلك، خرج أكبر مسؤول في السودان بشأن دارفور عن موقف شركائه بالحكومة امس قائلا انه سيقبل بوجود قوات للامم المتحدة في المنطقة لأن قوات الاتحاد الافريقي أضعف من أن تتمكن من وقف اراقة الدماء. وقال ميني آركو ميناوي، رئيس حركة تحرير السودان المتمردة السابقة، وحاليا رابع أكبر عضو في الرئاسة بالخرطوم ان تجدد القتال في دارفور الشمالية والذي تسبب في نزوح عشرات الآلاف من الاشخاص يبعث على شعور بالغ بالقلق.

وقال في مقابلة مشتركة مع رويترز وهيئة الاذاعة البريطانية «لا يستطيع الاتحاد الافريقي عمل شيء لان تفويضه محدود للغاية. انا نفسي غير راض عما يقوم به الاتحاد الافريقي». وقال ميناوي انه اذا لم يكن هناك بديل فانه لا يعترض على قوة الامم المتحدة مما يضعه في خلاف مع شركائه في السلام المتمثلين في حزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي يقارن انتقال المهمة الى الامم المتحدة بغزو غربي يهدف الى تغيير نظام الحكم. وقال «كانت هذه فكرتنا قبل أن تكون فكرة الامم المتحدة». وتابع «اذا لم يكن هناك بديل فلندع قوات الامم المتحدة تأتي».

ويقول منتقدون ان الحزب الحاكم يخشى ان تلقي قوات الامم المتحدة القبض على اي مسؤولين يرجح ان تتهمهم المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب في دارفور.