وكالة الطاقة الذرية تتهم الكونغرس بنشر معلومات خاطئة حول إيران

طهران تدعو إلى التفاوض... وترفض دوافع قرار مجلس الأمن «السخيفة»

TT

اتهمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الكونغرس الاميركي بنشر معلومات مضللة وخاطئة حول الملف النووي الايراني. وفي رسالة الى الكونغرس، سربت امس لوسائل الإعلام، احتجت الوكالة الدولية بشدة على قيام لجنة في الكونغرس بنشر معلومات خاطئة حول البرنامج النووي الايراني وتسيء الى الوكالة وتقاريرها الدورية حول ايران. ومن جهتها، حثت طهران القوى العالمية أمس على الاستجابة لدعوتها الى اجراء محادثات بدون شروط مسبقة بشأن أنشطتها النووية ونددت بتدخل مجلس الامن الدولي الذي اعتبرته مبنيا على «دوافع سياسية... سخيفة». وجاء في الرسالة الموجهة الى الكونغرس ان التقرير الصادر عن لجنة الاستخبارات الدائمة في مجلس النواب بتاريخ 23 اغسطس (اب)، والذي قدم ايران على انها تشكل تهديداً استراتيجياً، «يتضمن معلومات خاطئة ومضللة ولا تستند الى اي اساس». واكدت الوكالة في خطابها ان تقرير الكونغرس يتضمن خمسة اخطاء قصد منها التشويه والتضليل حول البرنامج النووي الايراني، وأولها اشارات الى ان التقارير التي تصدرها الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعمد التقليل من القدرات النووية الحقيقية المتطورة لايران.

وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان التقرير يقول ان ايران قامت بتخصيب اليورانيوم من النوع العسكري فيما خلصت عمليات التفتيش التي قامت بها هذه الهيئة النووية التابعة للامم المتحدة الى ان طهران قامت بالتخصيب بنسبة 6.3 في المائة، وهو اقل بكثير من نسبة 90 في المائة المطلوبة لصنع اسلحة ذرية.

وتضمنت الرسالة، التي وقعها مدير العلاقات الخارجية في الوكالة فيلموس سيرفني، احتجاجاً شديداً ايضا «على التأكيد غير الصحيح والمضلل الذي يفيد بان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي قرر نقل عمل (البلجيكي كريس) شارلييه» وهو مفتش محنك في الوكالة «لأنه لم يحترم قاعدة غير خطية في الوكالة الدولية للطاقة الذرية تمنع قول كل الحقيقة حول البرنامج النووي الايراني». وقال مسؤولون في الوكالة الدولية ان لإيران الحق في طلب تغيير المفتشين وعلى الوكالة ان تنصاع لمثل هذه المطالب.

وأبدا مدير الشؤون الخارجية في الوكالة استياءه ورفضه لما اشار اليه التقرير الأميركي ان البرادعي  يشجع المفتشين التابعين للوكالة العاملين بايران على إخفاء وحجب الحقائق وان اقصاء المفتش شارلييه وابعاده عن العمل في ايران يعود لعدم التزامه بسياسة حجب الحقائق التي تتبعها الوكالة.

وافادت الناطقة باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ميليسا فليمنغ، بان الوكالة وجهت هذه الرسالة الى مجلس النواب بهدف «تصحيح الامور في ما يتعلق بهذه الوقائع لا سيما ان هذه القضية تتعلق بنزاهة الوكالة الدولية للطاقة الذرية». واضافت انه «كان يجب الرد». وسلمت نسخة من الخطاب الى السفير غريغوري شولت المندوب الأميركي لدى وكالة الطاقة الذرية والذي اكد ان ردا سيصل الوكالة بهذا الخصوص. وعلى صعيد ذي صلة، واصل الاتحاد الاوروبي وايران مباحثاتهما التمهيدية حول الملف النووي الايراني أمس، ولكن بمستوى اقل درجة اذ شهدت العاصمة النمساوية فيينا جلسة بين روبرت كروكر كبير مساعدي خافيير سولانا منسق الشؤون الخارجية للاتحاد الاوروبي وجواد واعيدي نائب كبير المفاوضيين الايرانيين علي لاريجاني. وتهدف اللقاءات التي تواصلت في جلستين الاسبوع الماضى بين سولانا ولاريجاني للتمهيد للعودة للمفاوضات بين ايران والاتحاد الاوروبي ممثلاً ببريطانيا وفرنسا والمانيا بغرض حل قضية الملف النووي الايراني سلمياً بدون فرض مجلس الامن عقوبات ضد ايران لتجاوزها قراره 1696 بعدم التزامها بوقف تجميدها تخصيب اليورانيوم. واختلف الشركاء الغربيون في مجموعة الدول الست التي تتعامل مع ايران فيما يبدو بشأن مدى الإلحاح في فرض عقوبات في بياناتهم لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة.

واثناء اجتماع مجلس حكام الوكالة الذرية في فيينا أمس، تحدث علي أصغر سلطانية، مندوب ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بعد أن اتهمت واشنطن طهران بالسعي «الحثيث» لامتلاك أسلحة نووية متخفية وراء ستار مشروع مدني لانتاج الوقود النووي، قائلا للمجلس إن ايران لديها رغبة صادقة في التوصل الى حل عن طريق التفاوض لكن واشنطن تحاول تقويض مناخ اجراء محادثات بنوايا طيبة. وأضاف:«اذا كانت هناك رغبة سياسية من الجانب الاخر فسيكون ردنا هو الاساس الذي قد يمهد الطريق لحل فوري من خلال الحوار والتفاوض... بعيداً عن أي تهديد او ضغط او شرط مسبق».

ودعا سلطانية مجلس الامن الى اعادة ملف ايران النووي لوكالة الطاقة وحث القوى الدولية الست على «بدء المفاوضات بدون أي شروط مسبقة او مزيد من التأجيل».

ويطلب قرار لمجلس الامن الدولي، ملزم قانونا، صدر برعاية الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا وروسيا والصين من ايران وقف أنشطة التخصيب قبل بدء المفاوضات لاعادة بناء الثقة في نواياها النووية. واتهم سلطانية الولايات المتحدة بمحاولة «تسميم المناخ الايجابي» لاجراء محادثات بين لاريجاني وسولانا وذلك «بمزاعم لا أساس لها» عن محاولة ايران صنع قنبلة ذرية.