مقتل أبو جعفر الليبي قيادي «القاعدة» المسؤول عن عمليات شرق بغداد

العثور على 20 جثة أخرى في العاصمة .. وجبهة التوافق تحذر من «كارثة» بوجود الميليشيات

TT

اعلن ضابط عراقي رفيع المستوى أمس مقتل احد مسؤولي تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، وكنيته ابو جعفر الليبي قبل ثلاثة ايام، خلال حملة دهم في وسط بغداد. من ناحية ثانية، قتل تسعة اشخاص بانفجار سيارة مفخخة في العاصمة العراقية.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد عبد الكريم خلف لوكالة الصحافة الفرنسية، ان «قوات تابعة لمغاوير وزارة الداخلية بقيادة اللواء عبد السلام الشهواني، قتلت ابو جعفر الليبي واعتقلت اثنين من معاونيه»، مشيرا الى انهما «عراقيان». واضاف «ان الليبي كان مسؤول العمليات الاجرامية في مناطق الرصافة (شرق نهر دجلة في بغداد)، خصوصا حي الكرادة، كما كان ناشطا في الزعفرانية (جنوب بغداد) وبعض مناطق محافظة ديالى (شمال ـ شرق) العاصمة».

وتابع خلف ان «قوات المغاوير طوقت احد شوارع الكرادة، يوم الاحد الماضي، حيث عثرت على مصنع للعبوات الناسفة وقتلت ابو جعفر الليبي خلال مواجهات، لكننا لم نعلن عن ذلك حينها، بغية استكمال التحقيقات». وقال «تم ضبط رسائل موجهة من الليبي الى سيده (زعيم شبكة القاعدة اسامة) بن لادن وابو عبد الرحمن العراقي» زعيم تنظيم القاعدة في العراق، الذي يعرف ايضا باسم ابو ايوب المصري وابو حمزة المهاجر.

وكانت وزارة الداخلية، قد اكدت يوم الاحد الماضي ان وحدات تابعة للوزارة قتلت ثلاثة من تنظيم القاعدة في بغداد، ضمن خلية تنشط بقيادة ابو جعفر الليبي. واضافت ان «مواجهات استمرت ساعة بين الشرطة والارهابيين، المتمركزين في احد منازل منطقة الكرادة (وسط)». واكدت ان «الشرطة ضبطت حوالي طن من المتفجرات موظبة ضمن احزمة ناسفة وعبوات وأدوات كهربائية مفخخة وسبع قطع متفجرات من نوع سمتكس زنة كل واحدة منها ثمانية كلغ وصواعق».

وذكر التلفزيون الرسمي، في وقت لاحق، في خبر عاجل، أن وزارة الدفاع اعتقلت رجلا وصفته بأنه الرابع في التسلسل القيادي في تنظيم القاعدة في العراق، ويدعى ثامر محسن الجبوري، ويعرف باسم أبو أيمن، وذلك في مدينة شهربان بمحافظة ديالي (شمال شرق بغداد)، حسبما افادت به وكالة رويترز. وهذه هي نفس المنطقة التي قتل فيها أبو مصعب الزرقاوي في يونيو (حزيران) الماضي.

من ناحية ثانية، اعلنت مصادر امنية عراقية ان 13 شخصا قتلوا أمس في اعمال العنف في العراق، بينهم تسعة بانفجار سيارة مفخخة في العاصمة بغداد. وحسب وكالة الصحافة الفرنسية اوضحت المصادر ان «سيارة مفخخة انفجرت قرب دائرة الجوازات في منطقة الجامعة التكنولوجية (شرق بغداد)، ما ادى الى مقتل تسعة اشخاص واصابة حوالي 26 آخرين بجروح». من ناحية ثانية فرضت السلطات حظر التجول في مدينة الديوانية العراقية امس الخميس، بعد مقتل رجل واصابة عدة اشخاص، خلال مصادمات اعقبت مداهمة قوات اميركية لمكتب تابع لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر.

وحسب وكالة رويترز، كانت قوات اميركية قد ارسلت الى المدينة الواقعة على بعد 180 كيلومترا جنوب بغداد، التي يغلب على سكانها الشيعة، قبل اسبوعين في اعقاب قتال بين ميليشيا جيش المهدي الموالية للصدر وقوات الجيش العراقي، ذكرت تقارير انه اسفر عن مقتل العشرات.

وقال اطباء ان عشرة اشخاص اصيبوا بجروح أمس، بعد ان فتح حراس عند مقر محافظ الديوانية النار في اتجاه عشرات من اتباع الصدر، كانوا يحتجون على مداهمة القوات الاميركية للمكتب المحلي لحركتهم فجر أمس. واصيبت امرأة وطفلة خلال مصادمات بين القوات الاميركية وانصار الصدر، الذين رشقوها بالحجارة امام مقر الحركة. وكان بين المصابين اثنان من افراد الشرطة، احدهما ضابط برتبة عقيد من قوة مهام الطوارئ بالمدينة.

وقال مسؤولون من حركة الصدر، ان قوات اميركية داهمت مقرهم في الديوانية، في نحو الساعة الرابعة صباحا وصادرت اجهزة كومبيوتر ومستندات. وتشارك حركة الصدر في كتلة الائتلاف الشيعي الموحد، التي تسيطر على الحكومة ويدور بينها وبين فصائل شيعية اخرى صراع على السلطة في جنوب العراق الغني بالنفط. من جهتها، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ضابط في شرطة الديوانية (181 كلم جنوب بغداد) ان «قوات الامن تطوق الديوانية واغلقت مداخلها وفرضت الشرطة حظرا للتجول». وحمل الامين العام لمؤسسة «شهيد الله» التابعة للمكتب صاحب العامري الحكومة «مسؤولية هذه الاعمال»، قائلا انها «يجب ان تعمل على انهائها لان استمرارها يؤدي الى مشاكل في البلاد».

ورأى صحافي محلي جنودا يعودون الى المنطقة الواقع فيها المكتب، في شارع تجاري ضيق مزدحم في وقت لاحق من الصباح. وقال ان الناس حول المكتب رشقوا الاميركيين بالحجارة ووقع اطلاق للنار وانفجارات. وذكر انه رأى شيئا يلقى من سيارة دورية اميركية ثم سمع دوي انفجار. وقال ان امرأة وابنتها البالغ عمرها نحو ثمانية اعوام اصيبتا بجروح نتيجة الانفجار.

وبعد انسحاب القوة الاميركية توجه عشرات من انصار الصدر الى مكتب المحافظ، حيث فتح الحراس النار عليهم. وظهر رجال مسلحون بعد ذلك بين المحتجين.

على صعيد آخر ذي صلة أعلن مصدر امني عراقي أمس ان الشرطة عثرت على 20 جثة في بغداد في الساعات الـ24 الماضية. وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، اوضح المصدر ان «الشرطة عثرت على 20 جثة؛ 13 منها في ناحية الكرخ وسبعة في الرصافة تحمل جميعها آثار تعذيب». وكانت الشرطة أعلنت الاربعاء العثور على 69 منذ صباح الثلاثاء؛ بينها 45 في الكرخ والباقي في الرصافة.

الى ذلك حذرت جبهة التوافق (السنية) من تردي الاوضاع الامنية في ظل اعمال الميليشيات و«صمت» الحكومة ومؤسساتها الامنية. وقالت في بيان امس ان ما يحصل في العراق سيقود البلاد نحو الكارثة، مشيرا الى «ما تقوم به الميليشيات الارهابية ضد اهل السنة في منطقة خان بني سعد (شرق بغداد) في الوقت الذي تستمر فيه الدعوات لايقاف جرائم الميليشيات الارهابية الطائفية».

واضاف البيان «تستمر هذه العصابات باستهداف دور العبادة وقتل الابرياء على الهوية لتؤكد الفشل والقصور الأمني لحكومة (نوري) المالكي في التعامل مع مأساة العراق المتمثلة في قيام تلك المليشيات المعروفة باستهداف اهل السنة، وقامت بالهجوم الموسع على قرى ومساجد المنطقة المذكورة وسط سكوت معيب من قبل الحكومة وتواطؤ مفضوح من قبل اجهزتها الامنية».

وقال البيان «اننا حذرنا وما زلنا نحذر مما تفعله المليشيات المعروفة جدا، والتي اوصلت البلاد الى حافة الهاوية، وان كارثة ستحرق الاخضر واليابس باتت قريبة جدا، وان كل التصريحات والادعاءات من قبل الحكومة وقوات الاحتلال لا تعد كونها اقوالا بلا افعال، وان الامر قد اتضح جدا بما يسمى بالخطة الامنية هدفها الاساس تجريد اهل السنة من الاسلحة الشخصية التي يدافعون بها عن انفسهم أمام الميليشيات التي تعرفها الحكومة حق المعرفة، فهي مشخصة وتنتمي الى تيار معروف خطابه خلاف عمله، وان اهدافه تستهدف اهل السنة دون غيرهم»، مشيرا في ختام البيان الى انه «في حال لم يتم اتخاذ اجراء حازم وبالسرعة القصوى، فإن الامور سائرة نحو الانفلات الامني بشكل مروع. وعند ذلك لن ينجو من الكارثة أحدٌ».