مفتي جبل لبنان يسأل «حزب الله» ما إذا كان يحضّر لحرب داخلية من أجل عون

TT

هاجم مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو حزب الله، داعياً اياه الى التحرر من «العقد التاريخية» والتخلي عن فكرة انه معصوم من الخطأ وعن التصرف بمقررات الشعب اللبناني كما يشاء. وسأل الحزب «الذي أدخل لبنان في حرب مدمرة من اجل (الاسير في السجون الاسرائيلية) سمير القنطار: هل يريد الدخول في حرب داخلية من اجل (النائب) ميشال عون؟».

وقال الجوزو، في تصريح ادلى به امس، انه «ليس صحيحاً ان هناك مؤامرة على حزب الله. وليتحرر الحزب من العقد التاريخية لنؤسس وطن الحرية والاستقرار للجميع».

وقال: «النقد السياسي لحزب الله والمحاسبة السياسية والاعتراض على ما حدث ليس طعناً في الظهر. فهناك كارثة انسانية واجتماعية واقتصادية بكل معنى الكلمة وقعت. وكان السبب المباشر لها قرارا فرديا صدر عن جهة سياسية تعمل على الارض اللبنانية وتنطبق عليها القوانين اللبنانية. ومن حق الشعب اللبناني ان يحاسبها اذا أخطأت، فكيف اذا كان هذا الخطأ قد مس مصالح الشعب اللبناني ودمر البنية التحتية ونتج عنه خراب ودمار ومآس بشرية وضحايا بالآلاف وهجرة بالملايين وخوف ورعب وجوع بالجملة وتصدع بسبب الوضع السياسي والاقتصادي الذي يحتاج الى سنوات عدة لمعالجة آثاره؟».

وأكد الجوزو «حق الشعب اللبناني في محاسبة من اخذه الى الحرب في قرار فردي، اذ لا عصمة لا للشيخ ولا للسيد في البلاد الديمقراطية. وما دام يعمل في السياسة فهو يخطئ». وسأل: «لماذا يعتبر حزب الله نفسه معصوماً من الخطأ؟ وهل من يقترب منه نقداً او محاسبة او مساءلة كأنما يجدّف في الذات الالهية؟ ومن أعطى هذه العصمة للحزب وخوله التصرف بمقدرات اللبنانيين كما يشاء، وان يفرض عليهم السياسة التي يريد ويغير الحكومات كما يشاء ويدَّعي النصر الذي يعترف به فريق وقد ينكره فريق آخر لأسباب كثيرة؟».

ولفت الجوزو الى «عدم جدوى التراشق بتهم العمالة»، قائلا: «ليست هناك عمالة افضل من عمالة اخرى»، مشيرا الى «ان حزب الله ادخلنا حربا مدمرة من اجل سمير القنطار، فهل ندخل حربا اخرى داخلية من اجل ميشال عون؟ وهل سيعيش لبنان في حروب متصلة؟ وهل ان البيان الاخير (بيان حزب الله الذي هاجم فيه قوى 14 آذار) كان البيان رقم واحد لإعلان هذه الحرب؟».